سودانيون يتظاهرون في "مليونية الوفاء للشهداء" لـ"إسقاط حكم العسكر"

سودانيون يتظاهرون في "مليونية الوفاء للشهداء" لـ"إسقاط حكم العسكر"

20 يناير 2022
رفع المشاركون لافتات تدعو إلى "إسقاط حكم العسكر" (Getty)
+ الخط -

استأنف السودانيون، اليوم الخميس، مواكب الرفض للانقلاب العسكري ضمن مليونية جديدة بالخرطوم ومدن أخرى بعيدة، في وقت طالب فيه رئيس القضاة بحماية المتظاهرين، مديناً الانتهاكات بحقهم.

وتجمع آلاف المتظاهرين من نقاط متعددة في العاصمة، وزاروا منازل أسر "شهداء الثورة"، قبل أن يتوجهوا إلى شارع الستين، شرق الخرطوم، وهو المكان المخصص لموكب الخرطوم، عكس المواكب السابقة التي كانت تتجه إلى محيط القصر الرئاسي.

ورفع المشاركون لافتات قماشية وورقية تدعو إلى "إسقاط حكم العسكر" وتندد بالمجازر التي ترتكبها قوات الأمن منذ وقوع الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما استمر غلق الشوارع في بعض المناطق.

ودعت لمليونية اليوم تنسيقية لجان الخرطوم، وأطلقت عليها اسم "مليونية الوفاء للشهداء"، وحثت ما سمّتها "قوى الثورة الحية" للمشاركة في المليونية "كاستمرار للعمل السلمي الجماهيري الضامن لإسقاط الانقلاب العسكري وحلفائه"، كما دعت الجميع "لالتزام السلمية وعدم الاشتباك مع القوات النظامية، وتتريس الشوارع لحماية المواكب".

في سياق متصل، دعت قوى "إعلان الحرية والتغيير" أيضاً الشعب للمشاركة في مليونية اليوم، والمشاركة أيضاً في "جمعة الشهيد لتخليد ذكرى الشهداء" عبر مواكب تخرج من المساجد عقب صلاة الجمعة وتتوجه إلى منازل الشهداء، إظهاراً لـ"تضامن الشعب مع أسرهم وتمسكه بمواصلة المسير وتحقيق العدالة الشاملة والإنصاف لهم ولذويهم". 

والإثنين الماضي، قتل سبعة من المتظاهرين خلال مليونية 17 يناير/ كانون الثاني، ما رفع حصيلة القتلى منذ الانقلاب إلى 71، فيما لحق بهم أمس قتيل آخر بأم درمان، ما أثار غضباً واسعاً في الشارع السوداني.

وأعقب المليونية تنفيذ عصيان مدني استمر يومي الثلاثاء والأربعاء، شهد عمليات إغلاق شامل لشوارع الخرطوم. 

اعتقالات

واستبقت السلطات الأمنية "مليونية الوفاء للشهداء" بالقيام بحملة اعتقالات واسعة طاولت ناشطين في لجان المقاومة.

وفي منطقة الكلالكة، ألقت السلطات القبض على سبعة نشطاء وقدمتهم للمحاكمة، اليوم الخميس، إلا أن المحكمة برأتهم مما نسب إليهم من اتهامات.

رئيس القضاة يدين الانتهاكات بحق المتظاهرين

وفي تطور نوعي للرفض العام للانتهاكات ضد المدنيين، وجه رئيس القضاء رسالة إلى مجلس السيادة الانتقالي طالبه فيها بـ"بذل كل ما هو متاح وممكن لأجل حماية الشعب وصيانة حقوقه والوقف الفوري لكافة أشكال الاعتداءات التي تقع على المواطنين عند خروج المواكب والتظاهرات".

وتعهد رئيس القضاء بـ"اتخاذ ما يلزم من إجراءات تكفل أو تساهم في حماية المواطنين وحفظ أرواحهم وصيانة حقوقهم المكفولة بموجب الدستور والقانون".

وشددت الرسالة على أهمية "إخراج البلاد من أزمتها الراهنة، وذلك في أسرع وقت ممكن"، واستنكرت "القتل خارج نطاق القانون"، مشيرة إلى أن "حق التعبير حق كفلته الوثيقة الدستورية والقوانين".

وكان أكثر من 40 قاضياً قد وقعوا، مساء أمس، على مذكرة دانت ما تقوم به السلطات العسكرية من مخالفات لكل المواثيق والعهود منذ انقلابها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومارست، وفقاً لما جاء في البيان، "أبشع أنواع الانتهاكات بحق المتظاهرين، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 70 شخصاً"، وطالب القضاة بـ"الوقف الفوري للقتل خارج القانون والعنف المفرط تجاه المتظاهرين السلميين، وتقديم الجناة للعدالة حتى لا يفلتوا من العقاب". 

واشنطن: لن نستأنف المساعدات بدون عودة الحكومة المدنية

من جانب آخر، يواصل وفد أميركي، مكون من مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي في، والمبعوث الأميركي للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد، اجتماعاته مع أطراف الأزمة السياسية في البلاد.

واجتمع الوفد، اليوم الخميس، مع وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف، القيادي بحزب المؤتمر السوداني.

وذكر يوسف، على حسابه في "فيسبوك"، أن اللقاء "كان مثمراً"، وقدم فيه "شرحاً وافياً حول الجرائم التي ارتكبتها سلطة الانقلاب في مواجهة الحراك الشعبي السلمي، وأكدت لهم أنه لا مخرج من الأزمة السياسية الراهنة إلا بالاستجابة لمطالب الشارع المتمثلة في إنهاء الوضع الانقلابي، وتأسيس إطار دستوري جديد ذي مشروعية شعبية، يقوم على سلطة مدنية كاملة، وإجراءات شاملة للعدالة تنصف الضحايا بصورة لا لبس فيها".

وفي السياق، قالت السفارة الأميركية في الخرطوم، في بيان نشرته اليوم، إن واشنطن لن تستأنف مساعداتها الاقتصادية للسودان، التي توقفت بعد انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول، "ما لم يتم وقف العنف وعودة حكومة يقودها المدنيون".

وذكرت السفارة في بيان بشأن زيارة مساعدة وزير الخارجية مولي في، ومبعوث واشنطن الخاص لمنطقة القرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد، إلى السودان، إن الولايات المتحدة "ستدرس اتخاذ إجراءات لمحاسبة المسؤولين عن تعطيل العملية السياسية في البلاد".

وفد إسرائيلي بالخرطوم

وتضرب السلطات، منذ أمس الأربعاء، سياجاً من السرية على زيارة وفد إسرائيلي وصل إلى الخرطوم، واستقبله قائد ثاني قوات الدعم السريع، الفريق عبد الرحيم دقلو.

وأشارت تسريبات صحافية إلى أن الوفد التقى كلا من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتركز النقاش حول ملفات أمنية والوضع السياسي في السودان.

اتهام عمر البشير

إلى ذلك، وجهت نيابة بالخرطوم للرئيس المعزول عمر البشير، ونائبه علي عثمان محمد طه، ومساعده أحمد هارون، تهما تتصل بالجرائم ضد الإنسانية، والتحريض أثناء الثورة قبل 3 سنوات، وذلك في بلاغ مدون ضدهم منذ العام 2019.

وأشارت النيابة إلى أنها أجرت سلسلة من التحقيقات ضد المتهمين، وأخذت أقوال الشهود وأحالت القضية للقضاء الذي شكل محكمة خاصة.