سلطنة عمان تعلن استمرار وساطتها لحل الأزمة اليمنية

سلطنة عمان تعلن استمرار وساطتها لحل الأزمة اليمنية... وليندركينغ يعود إلى الرياض

30 مارس 2021
قتل مدني وأصيب آخرون جراء سقوط صاروخ على حي سكني شمالي مأرب (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلنت سلطنة عمان، اليوم الثلاثاء، استمرار جهودها كوساطة لحل الأزمة اليمنية بعد ملامح انسداد في الجهود الدولية جراء التصلب الحوثي، وذلك على وقع هجوم جديد للجماعة على محافظة مأرب النفطية، شرقي اليمن، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، بحسب مصدر خاص لـ"العربي الجديد".

وأفادت وكالة الأنباء العمانية بأنّ السلطنة "مستمرة في العمل عن كثب" مع السعودية والمبعوثين الأممي والأميركي الخاصين باليمن والأطراف اليمنية "بهدف التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة القائمة، امتثالاً لأوامر السلطان هيثم بن طارق".

وأعربت سلطنة عمان عن أملها في أن تحقق الاتصالات "النتيجة المرجوة" في القريب العاجل، "بما يعيد لليمن أمنه واستقراره ويحفظ أمن ومصالح دول المنطقة"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.  

وتزامن الإعلان العماني الجديد مع عودة المبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ إلى العاصمة السعودية الرياض لنقل الملاحظات الحوثية الجديدة على المبادرة السعودية، فيما أنهى المبعوث الأممي مارتن غريفيث جولته وعاد إلى مكتبه الرئيسي في العاصمة الأردنية عمّان، مساء أمس الإثنين.

وتتمسك جماعة الحوثيين بضرورة استثناء مسألة دخول السفن النفطية عبر ميناء الحديدة من مبادرات الحل، بهدف التهرّب من الشروط الخاصة بتوريد إيرادات المشتقات النفطية. واليوم، الثلاثاء، جدد كبير مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام رفضه لمنع دخول السفن واعتبر أنها "قرصنة بحرية مكشوفة وإجرام لا مثيل له يفضح كل مدع للإنسانية ويعرقل كل نوايا السلام"، وفق ما كتب في تغريدة على "تويتر". 

 وتوقع مصدر مقرب من طاولة المفاوضات، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تنجح الضغوط الحوثية في انتزاع دخول السفن النفطية إلى ميناء الحديدة بدون أي التزامات بتوريد الرسوم المتفق عليها لحساب بنكي محايد، في ظل تمسك الحكومة المعترف بها دولياً بتحديد وجهات الرحلات من مطار صنعاء الدولي وعدم الرضوخ للضغوط الحوثية.

مطالب حوثية باتفاق مكتوب
وكشف عضو الوفد التفاوضي الحوثي عبد الملك العجري، اليوم الثلاثاء، أنّ جماعته تطالب بتحويل الالتزامات الدولية الواردة في مبادرة حل الأزمة اليمنية إلى "اتفاقيات مكتوبة وعبر الأمم المتحدة".

وقال العجري، في تصريحات نقلتها قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة: "لا يمكننا القول إننا متفائلون بالتقدم، لكننا منتظرون لقبول الطرف الآخر الفصل بين الملف الإنساني والعسكري السياسي".

وفيما جدد الرفض القاطع لربط الملف الإنساني بأي قضايا عسكرية وسياسية، أشار القيادي الحوثي إلى أن الحوثيين يريدون "إيقافاً دائماً للحرب وليس وقفاً لإطلاق النار فقط".

وأرجع العجري الاهتمام الدبلوماسي الحاصل في الوقت الراهن إلى أنه يتركز فقط على وقف تقدم الحوثيين نحو مأرب، ثم التحول إلى مسألة وقف إطلاق النار دون التطرق إلى ملف الحصار، في إشارة للحظر المفروض على مطار صنعاء ودخول السفن النفطية إلى ميناء الحديدة.

وفي السياق ذاته، انتقد مستشار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، عبد الملك المخلافي، التصلب الحوثي تجاه الحراك الدولي الحاصل، وقال إنّ السلام "يعني الاستعداد لإيقاف الحرب والتسويات والتنازلات والمشاركة، والتخلي عن المشاريع الأحادية والعنصرية ولغة القوة".

وأضاف المخلافي، في تغريدة على "تويتر": "يعتقد الحوثي أنه سيحصل على مكافأة على ما قام به من دمار في اليمن، ومن ذلك أن يحصل على وضع في مطار صنعاء أفضل حتى من الوضع في مطار عدن وأن يسمح له بتسيير رحلات إلى وجهات يمكن أن تستخدم عسكريًا، وهو ما يدل على أنه لا يريد فتح المطار للتخفيف على المواطنين وإنما خدمة أهداف مشبوهة". 

وعلى الرغم من الحراك الدولي الحاصل، فقد واصلت جماعة الحوثيين شن هجماتها على الأراضي السعودية، وكذلك على المناطق المأهولة بالسكان في محافظة مأرب.

وتواصلت المعارك في الأطراف الغربية لمحافظة مأرب، وقال مصدر عسكري في القوات الحكومية لـ"العربي الجديد"، إنّ الجيش الوطني والمقاتلين القبليين، صدوا هجوماً جديداً للحوثيين في جبهة المشجح، وآخر في الكسارة بمديرية صرواح.

وأكدت مصادر حقوقية لـ"العربي الجديد"، مقتل مدني وإصابة 6 آخرين، بينهم طفل، جراء سقوط صاروخ، يُعتقد أنه باليستي، على حي سكني شمالي مدينة مأرب.

وفي وقت سابق من اليوم، الثلاثاء، أعلن التحالف السعودي اعتراض طائرتين مسيرتين أطلقتهما مليشيا الحوثي باتجاه المملكة.

وذكرت وسائل إعلام حوثية أنّ مقاتلات التحالف بقيادة السعودية، شنت 21 غارة جوية على مديريتي صرواح ومدغل، فضلاً عن 4 غارات في مديرية حرض بمحافظة حجة، شمال غربي البلاد.

وفي سياق آخر، قُتل مدني وأصيب آخرون جراء إطلاق قوات أمنية الرصاص الحي على محتجين قاموا بقطع الشارع العام بمنطقة ميفع التابعة لمدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، وذلك للمطالبة بتحسين الخدمات وعلى رأسها التيار الكهربائي.

المساهمون