- بثت تنسيقية العمل المشترك صوراً للمشاركين ووجهت نداءً لدعمهم، مؤكدة على غموض الوضع وإصرار القافلة على مواصلة رحلتها.
- انطلقت القافلة من تونس بهدف كسر الحصار عن غزة، وتضم 15 حافلة و150 سيارة، وقطعت ألف كيلومتر بمشاركة ناشطين من تونس والجزائر وليبيا.
أكدت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين أن قوات الأمن والجيش في سلطات شرق ليبيا التي يقودها خليفة حفتر أوقفت، ليل الخميس الجمعة، سير قافلة الصمود المتوجهة إلى غزة عند مدخل مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس). وأضافت التنسيقية في بيان لها أن المسؤولين الأمنيين عللوا قرارهم بضرورة انتظار الحصول على تعليمات بالموافقة من بنغازي من أجل المرور.
وأوضح البيان أنه "إزاء هذا الموقف المفاجئ، قررت هيئة تسيير القافلة عدم المغادرة والوقوف على يمين الطريق والتخييم على عين المكان هذه الليلة إن لزم الأمر". ودعت قافلة الصمود سلطات بنغازي إلى تجسيد موقفها المرحب "بالمبادرة الشجاعة" - كما ورد في بيان وزارة الخارجية - واستقبال القافلة، مجددة ثقتها بأن "حفاوة الشعب الليبي واحتضانه للقافلة لا يعرف فرقا بين شرق وغرب". ودعت كل الأطراف ذات الصلة إلى التدخل من أجل تسهيل مهمة القافلة "ذات الرسالة النبيلة لفك الحصار والتجويع والإبادة عن أهلنا في غزة".
وبثت الصفحة الرسمية لتنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين صوراً، صباح اليوم، تظهر المشاركين في القافلة وهم يفترشون قارعة الطريق وسط زحام شديد. ووجهت التنسيقية نداء إلى الليبيين، جاء فيه: "من يستطيع القدوم إلى مكان التخييم ومساعدة القافلة بمعدات التخييم والاحتياجات اللوجستية، فالتخييم ضمن منطقة صحراوية، ونحتاج إلى المزيد من الخيام، وماء، وحمامات (تواليتات) متنقلة". وبينما قطعت السلطات التابعة لحفتر الاتصالات وشبكة الإنترنت على المدخل الغربي لمدينة سرت، قام أفراد التنسيقية بالتنقل إلى المناطق القريبة من سرت غرباً للحصول على تغطية لنشر التصريحات والصور التي يلتقطونها للقافلة.
كما نشرت التنسيقية تصريحات للمتحدث باسمها وائل نوار، أكد من خلالها أن الوضع لا يزال غامضاً، ولا يعرف المشاركون في القافلة هل سيمرون شرقاً أم لا، موضحا أن ردود أفعال المسؤولين الأمنيين ببوابة سرت متناقضة "فبعضهم يقول بعد ساعات ستمرون، ومنهم من يقول إن مصر رافضة ولذا لن تمروا، فليست لدينا معلومات واضحة". وأضاف نوار: "طلب منا مسؤولو البوابة قائمة بأسماء المشاركين وجوازات سفرهم وزودناهم بها، وحتى الآن لم يردوا". وقال نوار: "نحن مصرون على المضي ولن نعود للوراء ولن نتراجع، نريد أن يكون وجودنا هنا مؤقتاً، وأن تكون هذه الوقفة عند معبر رفح، ولا نريد أن يكون التوقف في ليبيا أو في مصر أو في أي أرض عربية".
وفي وقت سابق ظهر الخميس، وصلت المجموعات المشاركة في "قافلة الصمود" إلى مدينة مصراته (200 كلم شرق طرابلس) استعداداً للتوجه شرقاً نحو الساحل الليبي، بعد أن قضى المشاركون ليل الأربعاء الخميس في مدينة زليتن المحاذية، في ضيافة منظمة حملة زليتن لدعم الأقصى. وأعلنت وزارة الخارجية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب في بنغازي عن ترحيبها بمبادرة قافلة الصمود، فيما شددت على ضرورة احترام الضوابط التنظيمية التي حددتها السلطات المصرية الخاصة بزيارة المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة. ووصفت الوزارة، في بيان لها الخميس، مبادرة قافلة الصمود بـ"الشجاعة"، وعبرت عن دعمها الكامل لها "لما تمثله من موقف أخلاقي وإنساني يجسد عمق الانتماء المغاربي والعربي للقضية الفلسطينية".
وأفادت الناشطة التونسية المشاركة في القافلة جواهر شنة "العربي الجديد" بأن المشاركين التونسيين والجزائريين والليبيين "مصرون على مواصلة مشوارهم". وقالت شنة، الخميس: "لقد قطعنا حتى الآن ألف كيلومتر في طريقنا لكسر الحصار عن إخوتنا في غزة، والجميع عازم على إتمام الرحلة.. بيننا حقوقيون وأطباء ومحامون وأكاديميون ونشطاء من كل الشرائح، وكل العالم يعرف رسالتنا الإنسانية التي نهدف إليها".
وتضم قافلة الصمود التي انطلقت من تونس 15 حافلة و150 سيارة، في خط سير يمر بمناطق غرب البلاد وصولاً إلى سرت ثم بنغازي، ومنها إلى معبر السلوم الحدودي المشترك بين ليبيا ومصر، ومن ثم إلى قطاع غزة، وفق ما هو مخطط. وكانت قافلة الصمود قد انطلقت من العاصمة تونس الاثنين الماضي، وفيها 1500 ناشط تونسيّ و200 جزائريّ، لكسر الحصار الإسرائيلي وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ومنذ الساعات الأولى لفجر الاثنين، تجمّع المئات وسط العاصمة تونس من أجل توديع القافلة، ورافق موكب من السيارات حافلات النشطاء المشاركين الموشحة بالأعلام الفلسطينية والتونسية وسط ترديد شعارات "لبيك يا أقصى".