استمع إلى الملخص
- شدد الرئيس اللبناني جوزاف عون على أن حماية لبنان تأتي من الدولة وجيشها، داعياً إلى الحوار الداخلي ونزع السلاح خارج إطار الدولة، في ظل الضغوط الدولية المتزايدة.
- أشار البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى أهمية التعلم من وقائع الحرب الأهلية اللبنانية، مؤكداً على ضرورة التصالح لبناء مستقبل يليق بتاريخ لبنان.
أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، اليوم الأحد، بعد وضع إكليل على نصب الشهداء في وسط بيروت في الذكرى الخمسين لـ13 إبريل/ نيسان، شرارة اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، أنه سيطرح ملف المخفيين خلال زيارته سورية، مطلع الأسبوع.
وقال سلام إنّ "هذه الذكرى علّمت فينا ونتعلم منها في أن لا نعيد ما كابده أهلنا. وحان الوقت لبناء دولتنا والثقة بها. وهذا الأمر مطلوب منا نحن المسؤولين عن هذا البلد"، مضيفاً: "هذه ساحة شهداء كل لبنان التي طالما جمعت بين اللبنانيين. ويهمنا أن نستعيد ثقة اللبناني وأن نسهم في عملية الإصلاح"، مثنياً على أهمية وحدة اللبنانيين.
وأعلن سلام، وفقاً لما نقلت عنه الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، أنّ موضوع المخفيين اللبنانيين في السجون السورية سيكون من ضمن المباحثات خلال زيارته غداً الاثنين سورية. وقال في هذا الصدد: "أتمنى أن أعود بأخبار طيبة عن المخفيين في سورية، وغداً أخبركم بالمزيد بشأن هذا الموضوع". وعرج على الوضع في الجنوب اللبناني، مؤكداً أنه "لا داعي لبقاء إسرائيل في هذه النقاط (الخمس) لأننا في زمن الأقمار الاصطناعية، وبإمكان الجميع أن يعرف ما يجري على الأرض من دون أن يضع النقاط ويحتل".
عون في رسالة بذكرى الحرب الأهلية: لا يحمي لبنان سوى دولته وجيشه
من جهته، قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، مساء أمس السبت، إن لبنان لا يحميه سوى دولته وجيشه وقواه الأمنية الرسمية. وأضاف في رسالة وجهها الى اللبنانيين في الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية في عام 1975، التي امتدت حتى عام 1990: "لا بد أن نذكر آلاف الشهداء الذين سقطوا من كل لبنان وفي كل أنحائه منذ 13 إبريل/ نيسان 1975 وآلاف الجرحى الذين لا تزال جراحهم شاهدة، والمفقودين وعائلاتهم الذين سيبقون ضحايا الحرب الدائمين".
وأردف: "من واجبنا أن نكون قد تعلّمنا من الخمسين سنة الفائتة أن العنف والحقد لا يحلّان أي معضلة في لبنان، وأن حوارنا وحده كفيلٌ بتحقيق كل الحلول لمشاكلنا الداخلية والنظامية، وأنه كلّما استقوى أحد بالخارج ضد شريكه في الوطن، يكون قد خسر كما خسر شريكه أيضاً، وخسر الوطن". وشدد عون على أن "الدولة وحدها هي التي تحمينا، الدولة القوية، السيدة، العادلة، الحاضرة اليوم". ومضى قائلاً: "طالما أننا مجمعون على أن أي سلاح خارج إطار الدولة أو قرارها من شأنه أن يُعرّض مصلحة لبنان للخطر لأكثر من سبب، فقد آن الأوان لنقول جميعاً: لا يحمي لبنان إلا دولته، وجيشه، وقواه الأمنية الرسمية".
وتتصاعد ضغوط دولية على لبنان لنزع سلاح حزب الله، منذ أن بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024. وارتكبت إسرائيل مئات الخروقات لهذا الاتفاق، ما خلّف نحو 125 شهيداً و371 جريحاً على الأقل، وفق وزارة الصحة اللبنانية. كذلك تنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافاً للاتفاق، حيث نفذت عوضاً عن ذلك انسحاباً جزئياً، وواصلت احتلال 5 تلال رئيسية كانت قد سيطرت عليها بالحرب الأخيرة.
الراعي: طيّ الصفحات لا يكفي ولا بد من قراءة الوقائع
إلى ذلك، قال البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال ترؤسه قداس أحد الشعانين في صرح بكركي بمدينة جونية اللبنانية: "اليوم يصادف مرور خمسين سنة على ذكرى اندلاع الحرب الأهليّة في لبنان التي مزّقت حياتنا وطفولتنا وشبابنا، وشوّهت علاقاتنا بلبنان وببعضنا البعض". وأضاف، بحسب ما نقلت عنه الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية: "طوى لبنان صفحة الحرب الأهلية واليوم يطوي صفحة الخروج عن الشرعية ومحاربتها، لكنّ طيَّ الصفحات لا يكفي. لا بدّ من قراءة الوقائع التي أوصلتنا إلى هذه الحال والتعلم منها لأنّ من لا يفهم أخطاءه يكررها ولا وقت للتكرار بعد اليوم لأنّ لبنان يحتاج مستقبلاً يليق بتاريخه. لذلك لا بد من إعادة دراسة ما حصل والتصالح والتصارح حتى نتخطى هذه المرحلة تماماً كما نجحت بلدان أخرى في ذلك".
وقدّر عدد ضحايا الحرب الأهلية اللبنانية بـ150 ألف قتيل و300 ألف جريح ومعوق، و17 ألف مفقود، كذلك أدت إلى تهجير أكثر من مليون نسمة في بلد كان عدد سكانه 3 ملايين، ونزح نحو 600 ألف شخص من 189 بلدة وقرية، فضلاً عن دمار كبير غطى كل التراب الوطني، وفقد البلد أكثر من نصف الناتج المحلي، وتراجعت أدوار الوساطة التي كان يلعبها عربياً ودولياً بسبب الحرب.