عشرات القتلى والجرحى في غارات على صعدة شمالي اليمن

عشرات القتلى والجرحى في غارات على صعدة شمالي اليمن

21 يناير 2022
بقايا دمار خلّفته غارة جوية سابقة في صعدة (فرانس برس)
+ الخط -

سقط أكثر من مئة بين قتيل وجريح، اليوم الجمعة، في هجوم على سجن في صعدة، شمالي اليمن، وفق الصليب الأحمر الدولي، واتهمت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) طيران التحالف الذي تقوده السعودية بتنفيذه.

وأفادت منظمة "أطباء بلا حدود" أن حصيلة الغارة على السجن بلغت 70 قتيلا في "مركز احتجاز" في صعدة، معقل الحوثيين. 

وأكد رئيس بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" في اليمن أحمد مهات، في بيان، أن "مستشفى الجمهورية في المدينة تلقى حتى الآن نحو مئتي جريح"، موضحا أن أفراد طاقم المستشفى "يعملون فوق طاقتهم، وليس بإمكانهم استقبال المزيد من الجرحى".

وأشار مهات إلى أن المنظمة "تبرعت بمعدات طبية للمستشفى"، مضيفا: "نعلم أن هذا ليس كافيا للتعامل مع كل الإصابات"، مشيرا إلى أن المنظمة تنظر في إمكانية إرسال المزيد من المعدات بشكل عاجل.

بدوره، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن بشير عمر، لوكالة "فرانس برس": "هناك أكثر من 100 شخص بين قتيل وجريح"، مشيرا إلى أن "الأرقام في تزايد".

وذكر المتحدث أن الحصيلة تستند إلى "عدد القتلى والجرحى الذين وصلوا إلى مستشفيين تدعمهما اللجنة في صعدة، وهما مستشفى الجمهورية ومستشفى الطلح".

واتهم الحوثيون طيران التحالف بتنفيذ الهجوم، ووزعوا مشاهد ملتقطة من الجو للمكان، الذي قالوا إنه مقر "السجن الاحتياطي" في المدينة، بدا فيها مدمرا تماما. كما أظهرت صور أخرى جثثا وبقع دماء بين الأنقاض وأشخاصا يساعدون على رفع الركام. كما تمكن رؤية جرافة وآليات تنظف المكان، وسيارات إسعاف، وجثث أخرى ممددة على الطريق.

وفي أعقاب ذلك، أعلنت سفيرة النرويج لدى الأمم المتحدة مونا جول، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال يناير/كانون الثاني، أن الضربة الجوية التي استهدفت، الجمعة، سجنا يسيطر عليه الحوثيون في صعدة اليمنية "غير مقبولة".

وبحسب "فرانس برس"، صرّحت جول لصحافيين: "نحن قلقون للغاية.. وندعو إلى نزع فتيل التصعيد وضبط النفس"، وذلك قبيل بدء اجتماع طارىء مغلق لمجلس الأمن حول الهجمات التي شنها الحوثيون الاثنين على الإمارات.

في المقابل، أكدت السفيرة الإماراتية لدى الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة، الجمعة، أن التحالف في اليمن الذي تشارك فيه بلادها يعتمد "ردا متكافئا في كل عملياته العسكرية"، وذلك ردا على سؤال عن الضربة العسكرية طاولت السجن في صعدة.

وأضافت لانا زكي نسيبة، إثر الاجتماع الطارىء لمجلس الأمن: "يلتزم التحالف احترام القانون الدولي" في هذه الحرب، رافضة الإدلاء بتعليقات إضافية في هذا الشأن.

ولم يشر التحالف إلى أي قصف على صعدة، لكنه تحدث في بيان عن استهداف الحديدة، غربي اليمن.

وأعلن البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية، عن "بدء ضربات جوية دقيقة لتدمير قدرات المليشيا الحوثية بالحديدة" الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، واستهداف "أحد أوكار عناصر القرصنة البحرية والجريمة المنظمة بالحديدة".

وقالت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين إن الهجوم استهدف "مبنى اتصالات" في المدينة، مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى.

وأفادت مجموعة "نت بلوكس" التي تتعقب أعطال شبكات الإنترنت، على حسابها على "تويتر"، بـ"انقطاع الاتصال بالإنترنت في كل أنحاء اليمن" بعد الغارات. وأكد مراسلو "فرانس برس" في صنعاء والحديدة حصول الانقطاع.

من جهتها، أعلنت منظمة "سايف ذا تشيلدرن" عن مقتل ثلاثة أطفال على الأقل في الغارات الجوية التي قالت إن التحالف نفذها.

وقالت المنظمة، في بيان، إنه "بحسب ما ورد، فإن الأطفال كانوا يلعبون في ملعب كرة قدم قريب" من موقع الغارة الجوية.

وتأتي هذه الغارات بعد أيام قليلة من استهداف الحوثيين بصواريخ وطائرات مسيّرة أبوظبي في الإمارات، ما تسبّب بسقوط ثلاثة قتلى وإصابة ثلاثة صهاريج محروقات واندلاع حريق قرب المطار. وتعهدت الإمارات، التي تشارك في التحالف، والسعودية، بالرد.

وكان ذلك الاعتداء الأول من نوعه الذي ينفذه الحوثيون المدعومون من إيران على الإمارات.

وصادر الحوثيون، في الثالث من يناير/ كانون الثاني، باخرة في البحر الأحمر ترفع علم الإمارات، وتنقل، وفق التحالف، تجهيزات لمستشفى. وزعم الحوثيون أنها تنقل أسلحة.

ومنذ الاثنين، تاريخ وقوع الاعتداء على الإمارات، كثف التحالف، الذي يدعم الحكومة اليمنية، غاراته الجوية على مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.

وعلّق المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، في تغريدة على "تويتر"، اليوم، قائلا: "مجازر العدوان بحق نزلاء سجن صعدة والمدنيين في الحديدة وصنعاء واستهداف المنشآت المدنية لا يمكن أن تُخضع الشعب أو تكسر إرادته، بل ستدفعه للرد بكل وسيلة ممكنة وبكل ما أوتي من حق وقوة".

وكانت الإمارات قد دعت إلى اجتماع لمجلس الأمن للبحث في الاعتداء الحوثي على أراضيها. وذكر دبلوماسيون أن المجلس سيعقد اجتماعا لهذا الغرض اليوم الجمعة.