سقوط أسطورة المظلومية الإسرائيلية

25 نوفمبر 2024
نتنياهو وغالانت في الضفة الغربية المحتلة، 21 أغسطس 2023 (عاموس بين غيرشوم/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في الأسبوع الماضي، حققت ماتيلد بانو، زعيمة حزب فرنسا الأبية، انتصارًا بإنشاء مجموعة صداقة فرنسا فلسطين في البرلمان الفرنسي، داعيةً للاعتراف العاجل بالدولة الفلسطينية.
- منعت السلطات الأسترالية الوزيرة الإسرائيلية السابقة أياليد شاكيت من دخول أراضيها بسبب تصريحاتها التحريضية، مما يعكس تغيرًا في المواقف الدولية تجاه إسرائيل.
- يشير الخبراء إلى أن العالم يشهد تحولًا في الوعي الدولي، حيث أصبحت إسرائيل منبوذة، وتواجه انتقادات واسعة بسبب سياساتها العدوانية، مما يضعف أسطورة الديمقراطية الأميركية.

في الأسبوع الماضي، خطت الزعيمة اليسارية الفرنسية ماتيلد بانو، القيادية في حزب فرنسا الأبية، تقول إنه "في هذا الليل الأسود الذي يجثم على الشعب الفلسطيني، يحصل انتصار منير... لقد تمكنا لتوّنا من الفوز بقرار إحداث مجموعة صداقة فرنسا فلسطين في الجمعية (العامة للبرلمان الفرنسي) بفضل جهود النائبة ناداج أبومنقولي... وعلى فرنسا أن تعترف بشكل عاجل بالدولة الفلسطينية، حتى لا يُنفى الفلسطينيون من أرضهم". لن نوفي هذه المرأة حقها مهما تحدثنا عنها، فقد كانت صوتاً لفلسطين في كل شوارع فرنسا ومنابرها الإعلامية والسياسية على امتداد العام الماضي، ولم تعبأ بالحسابات السياسية ولا بالضغط الكبير الذي يشكله اللوبي الإسرائيلي في فرنسا.

في هذه الأثناء، في الصورة المقابلة، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، الأسبوع الماضي، أن السلطات الأسترالية منعت وزيرة إسرائيلية سابقة (أياليد شاكيت) من دخول أراضيها، واستخدمت قانون الهجرة لمنع دخول الأشخاص الذين يُعتقد أنهم قد "يشوهون شريحة من المجتمع الأسترالي أو يحرضون على الفتنة". تجدر الإشارة إلى أنه في يوليو/تموز 2014، نشرت الوزيرة الإسرائيلية على صفحتها في فيسبوك تدوينة دعت فيها إلى "قتل الأمهات الفلسطينيات وأطفالهن".

ما تفيد به هذه المقارنة هو أن العالم بصدد التغيّر، ولقد جاءت المواقف الدولية المتتالية بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية اصدار مذكراي اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت لتؤكد أن شيئاً ما يتبدل في المشهد السياسي الدولي، وأن مواقف دول بصدد التغير، حيث لم تعد الغطرسة تطغى بنفس العنجهية، لأن غزة، واليوم لبنان، أحدثا رجة في الوعي الدولي، وحركا بعض الإنسانية الكامنة في كثير من شعوب الأرض. وأصبح الإسرائيلي منبوذاً وملاحقاً في كل مكان، وتنشر صحف غربية كبرى صورة نتنياهو على غلافها مع عنوان "وانتد" أي مطلوب، مثل المجرمين. ويشير خبراء إلى أنه "قد يرفض بعض القادة مصافحة أو التقاط صور مع رئيس الوزراء الإسرائيلي".

وطبعاً، سيبقى مناصرو الصهيونية على مواقفهم ولن ننتظر من الولايات المتحدة الأميركية أن تغير رأيها بشأن المجرمين والقتلة، ولكن أحداً من العالم لن يصدق بعد اليوم كذبة الديمقراطية الأميركية وأسطورة حق الشعوب في تقرير المصير التي روجوا لها على امتداد عقود، وامتصوا بها دماء وثروات عدد لا يحصى من بقاع الأرض. لكنّ الشعب الأميركي نفسه خرج يندد بحكومته، يحتج على قتل الأطفال والنساء وضرب المستشفيات. وبالمناسبة، لماذا تكره إسرائيل المستشفيات؟ لماذا لا يتوقفون عن قصفها، ما هذا الكره الأسطوري لكل ما يمكن أن يمنح الحياة؟". هذا ما سيجعلهم دائماً منبوذين وملاحقين لأنهم أعداء الحياة، ولأنّ أسطورة المظلومية التاريخية سقطت إلى الأبد.