استمع إلى الملخص
- إجراءات عراقية لحماية الأجواء: أوقفت وزارة النقل العراقية حركة الطيران وأغلقت الأجواء مؤقتاً لضمان سلامة المسافرين، مع تأكيد العراق على الحياد وعدم التصعيد.
- موقف الحكومة العراقية من التصعيد: دانت الحكومة العراقية الاعتداء الإسرائيلي على إيران، ودعت مجلس الأمن لاجتماع فوري، معتبرة الهجوم انتهاكاً للقانون الدولي وتهديداً للأمن والسلام.
أفادت مصادر أمنية، اليوم الجمعة، بسقوط صاروخين إسرائيليين في أطراف محافظة ذي قار جنوبي العراق. وسقط أيضاً خزان وقود لصاروخ إسرائيلي في منطقة العبايجي ببغداد، بينما أكد مصدر في وزارة الداخلية العراقية لـ"العربي الجديد" أنّ سقوط هذه الأجسام لم يخلف خسائر بشرية كونها سقطت في مناطق غير مسكونة.
وقالت وسائل إعلام محلية عراقية، نقلاًعن شهود عيان وصحافيين ومصادر أمنية، إنّ "صاروخين إسرائيليين سقطا في مدخل قضاء الجبايش جنوبي محافظة ذي قار، بعدما اعترضتهما الدفاعات الجوية الإيرانية فوق الأجواء العراقية"، وأضافت أنّ الصاروخين "أحدثا حفرة بعمق مترين في الأرض". كما عثرت قوات الأمن العراقية على خزان وقود لصاروخ إسرائيلي سقط في إحدى المناطق الزراعية ضمن منطقة العبايجي في بغداد.
وأكد ضابط عراقي رفيع من وزارة الداخلية لـ"العربي الجديد" أنّ "مخلفات الصواريخ الإسرائيلية وأجزاءها التي سقطت على بعض المناطق العراقية لم تخلف أي خسائر بشرية"، موضحاً أنّ "أجزاء الصواريخ تركت فراغات واسعة في الأراضي، لكنها سقطت في مناطق بعيدة ونائية، ولو أنها سقطت على مناطق سكنية لكانت قد خلفت خسائر بالأرواح".
الصدر يطالب بإبقاء العراق بعيداً عن الحرب
في الأثناء، أعلنت وزارة النقل العراقية استمرار إيقاف حركة الطيران بشكل تام في جميع المطارات العراقية وإغلاق الأجواء العراقية بشكل مؤقت، حفاظاً على سلامة المسافرين في ظل التوتر الأمني الإقليمي، وقالت إنّ "إيقاف الملاحة الجوية مستمر بسبب التوترات الإقليمية إلى إشعار آخر، من أجل الحفاظ على سلامة الطيران المدني في الأجواء العراقية".
وفي السياق، قال الباحث في الشأن العراقي، عبد الله الركابي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الموقف العراقي متجه نحو الحياد تجاه ما يجري، وأن الحكومة العراقية لا تريد التصعيد تجاه أي طرف، حتى الفصائل العراقية لا يبدو أنها ستتدخل لمساندة إيران، لا سيما بعد موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي طلب اسكات الأصوات المتجهة نحو التصعيد"، موضحاً أنّ "الوضع العراقي لا يحتمل التصعيد، ويبدو أن الخيار متجه إلى أن تتحمل إيران ضريبة دعمها لحركات المقاومة، لكن هذا لا يعني أن العراق مؤيد لضرب إيران، بل ما يزال موقفه رافضا لانتهاكات الكيان في غزة وبقية المناطق المستهدفة".
وحذر زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، الجمعة، من توسّع الحرب مؤكداً رفضه استخدام الأجواء العراقية في العدوان على إيران. وقال الصدر في منشور على منصة إكس: "تمادى الكيان الصهيوني بدعم أميركي مباشر لنشر إرهابه، وسوف لن تكون الجارة إيران المستهدف الوحيد في المنطقة إذا ما استمرت لغة التصعيد". وأضاف: "المهم كل المهم أن تكون أرض المعصومين ومقدساتهم في العراق بعيدة عن تلك الحرب، فإن العراق وشعبه ليس بحاجة الى حروب جديدة، مع كتم الأصوات الفردية الوقحة. والإصغاء إلى صوت الحكمة وصوت العلماء الأعلام رعاهم الله برعايته".
وسبق أن دانت الحكومة العراقية "الاعتداء العسكري الذي شنه الكيان الإسرائيلي على أراضي إيران"، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع "فوري" لاتخاذ إجراءات تهدف لردع "هذا العدوان". وذكر المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، في بيان، أنّ "هذا الهجوم يُمثّل انتهاكاً صارخاً للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، ولميثاق الأمم المتحدة، ويشكل تهديداً للأمن والسلام الدوليين، خصوصاً أنه وقع أثناء فترة التفاوض الأميركي الإيراني".
وشن الاحتلال الإسرائيلي هجوماً واسعاً على إيران، فجر اليوم الجمعة، استهدف مواقع نووية ومقار عسكرية، ما أسفر عن مقتل عدد من القادة الكبار في الحرس الثوري، بينهم القائد العام للحرس حسين سلامي، إضافة إلى علماء نوويين، فيما سمع دوي انفجارات ضخمة في العاصمة طهران.