سفير مصر: واشنطن وحدها قادرة على إنقاذ مفاوضات سدّ النهضة

سفير مصر: واشنطن وحدها قادرة على إنقاذ مفاوضات سدّ النهضة

30 ابريل 2021
تصرّ أديس أبابا على ملء ثانٍ للسدّ بالمياه حتى من دون اتفاق (إدواردو سوتيراس/فرانس برس)
+ الخط -

دعا السفير المصري لدى واشنطن معتز زهران، الخميس، الولايات المتحدة إلى التدخل لإنقاذ مفاوضات سدّ النهضة المتعثرة، معتبراً أنها الوحيدة القادرة على تحقيق اختراق بهذا الخصوص.

وفي مقال نشره في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، بعنوان "وحدها واشنطن تستطيع إنقاذ مفاوضات سدّ النهضة الآن"، قال زهران إن "إثيوبيا أحبطت عملية وساطة أخرى، هذه المرة بقيادة الاتحاد الأفريقي، لحلّ أزمة متصاعدة على نهر النيل، حيث تقوم إثيوبيا ببناء سدّ النهضة الضخم، والذي من شأنه أن يعرقل مصدراً رئيسياً للمياه لمصر والسودان".

وأضاف: "مع اقتراب إثيوبيا من تنفيذ الملء الثاني لخزان السدّ من جانب واحد، وبالتالي تجاوز الخط الأحمر الذي حدّده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، باتت هناك حاجة لوساطة الولايات المتحدة من أجل الوصول إلى حل سلمي لمنع الاضطرابات في المنطقة".

ومضى زهران قائلاً: "يعيش 50 بالمئة من المصريين حالياً تحت خط الفقر المائي، بسبب قلة هطول الأمطار السنوية، وبالتالي فإن ملء وتشغيل السدّ من جانب واحد، قد تنجم عنه أضرار اجتماعية واقتصادية وبيئية لا تحصى في مصر والسودان".

من جهتها، أعلنت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي، الجمعة، أنها قدمت شرحاً مفصّلاً حول سد النهضة إلى الرئيس الرواندي بول كاغامي، الذي التقته بالعاصمة كيجالي، بعدما وصلت إليها، مساء الجمعة.

وقالت الوزيرة السودانية، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية: "قدمت للرئيس الرواندي شرحاً مفصلاً للأوضاع في السودان بشكل عام، وحول مفاوضات سد النهضة وجهود الخرطوم للتوصل لاتفاق مقبول لدى كل الأطراف".

وأضافت: "الرئيس بول كاغامي أبدى تفهماً عميقاً لمواقف السودان وتعاطفاً واضحاً مع قضيته العادلة بشأن سد النهضة".

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، دعت وزيرة الخارجية السودانية، إلى "اتفاق قانوني" بخصوص سدّ النهضة، "يخاطب مصالح ومخاوف الأطراف الثلاثة (إثيوبيا والسودان ومصر)".

وجاء ذلك لدى لقائها الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، بالعاصمة نيروبي، في مستهل جولة أفريقية تجريها لشرح موقف السودان من مفاوضات السدّ، بحسب ما نشرته الوزيرة عبر صفحتها على "فيسبوك".

وقالت المهدي: "بدأنا من كينيا، حيث التقيت الرئيس أوهورو كينياتا، ووزيرة خارجيته راتشيل أومامو". وأضافت: "سدّ النهضة يمكن أن يصبح مدخلاً لتنمية إقليمية وتكامل إقليمي تستفيد منه كل دول حوض النيل الشرقي، ومصدراً لرفاهية شعوب المنطقة عبر التوصل لاتفاق قانوني يخاطب مصالح ومخاوف الأطراف الثلاثة".

والخميس، وصلت المهدي إلى كينيا في إطار جولتها الأفريقية التي تشمل الكونغو الديمقراطية ورواندا وأوغندا، بغرض شرح موقف بلادها من السدّ الإثيوبي.

والأربعاء، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في جلسة استماع برلمانية، إن إثيوبيا "رفضت وساطات لحل أزمة سدّ النهضة"، من دون تسمية أطراف تلك الوساطات.

بينما قال وزير الدولة بالخارجية الإثيوبية رضوان حسين، خلال إحاطة قدمها لسفراء الدول الآسيوية في إثيوبيا، إن مصر "ما زالت مستمرة في طرح مطالباتها غير العقلانية بشأن ملف سدّ النهضة"، على حدّ قوله.

وبينما تطرح مصر والسودان وساطة رباعية، تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي، ترفض إثيوبيا ذلك، وتتمسك بوساطة يقودها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر.

وتصرّ أديس أبابا على ملء ثانٍ للسدّ بالمياه، في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق، فيما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.

(الأناضول)

المساهمون