سفير جنوب أفريقيا للأمم المتحدة: المجتمع الدولي خذل الفلسطينيين

سفير جنوب أفريقيا للأمم المتحدة: المجتمع الدولي خذل الفلسطينيين

02 ديسمبر 2020
الجمعية العامة: السلام في الشرق الأوسط ما زال بعيد المنال (Getty)
+ الخط -

قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فولكان بوزكير، الثلاثاء، إن السلام في الشرق الأوسط ما زال بعيد المنال في الوقت الذي تستمر فيه معاناة المدنيين الفلسطينيين منذ عقود بسبب الاحتلال واستخدام القوة المفرطة وغير المتناسبة وهدم البيوت والاعتقالات العشوائية وبناء المستوطنات غير القانونية وغيرها.

 وجاءت تصريحات بوزكير خلال اجتماع افتراضي عقد في الأمم المتحدة في نيويورك بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي يصادف عادة 29 نوفمبر/تشرين الثاني.

واللافت أن إحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة يأتي في نفس التاريخ الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة القرار 181 للعام 1947 لتقسيم فلسطين، وشكّل الأساس القانوني لقيام إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية ودولة فلسطينية إلى جانبها، والتي مُنع الفلسطينيون من إنشائها على جزء من أراضيهم حتى اليوم بعد مرور أكثر من سبعة عقود على نكبتهم عام 1948.

اللافت أن إحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة يأتي في نفس التاريخ الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة القرار 181 للعام 1947 لتقسيم فلسطين

 

وتحدث بوزكير عن "ولادة أجيال من الفلسطينيين في ظل تلك الظروف البائسة مما أدى إلى أن تعيش أجيال بأكملها في حالة طوارئ مستمرة"، لافتاً إلى أن "حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتفاوض".

وذكر أن الخطوط العريضة للحل، على أساس حل الدولتين، متوفرة. وقال في هذا السياق: "لقد اعتمدت الأمم المتحدة عام 1947 القرار 181 والذي كان بمثابة الأساس القانوني لإنشاء دولة إسرائيل ودولة ثانية للفلسطينيين، ولكن في العقود السبعة التي تلت القرار فشلنا في إنشاء دولة فلسطينية".

أما الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، فتحدث في مداخلته خلال الاجتماع عن قلقه العميق إزاء الحقائق المروعة في فلسطين المحتلة وتضاؤل احتمالات حل النزاع على أساس قرارات الأمم المتحدة.

 كما حذر غوتيريس من أن جائحة كورونا زادت من صعوبة الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية المتردية أصلا. وعبّر عن أمله في "أن تشجع التطورات الأخيرة القادة الفلسطينيين والإسرائيليين على الانخراط من جديد في مفاوضات هادفة، بدعم من المجتمع الدولي، نحو حل الدولتين وأن تخلق فرصًا للتعاون الإقليمي".

وقال في هذا الصدد: "إن حل الدولتين هو الوحيد الذي يحقق التطلعات الوطنية المشروعة للفلسطينيين والإسرائيليين ويمكن أن يؤدي إلى سلام دائم". وحث الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على دعم وتوفير الموارد المالية اللازمة لمفوضية الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والتي تعاني من نقص حاد بالتمويل.

وحذر الأمين العام من أن عدم القيام بذلك سيشكل مخاطر جسيمة على الاستقرار، لا يمكن للمنطقة تحملها. ودعا إلى رفع الحصار عن غزة وتوحيدها ضمن حكومة وطنية واحدة.

إلى ذلك، أكد سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، على كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ودعوته للأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإجراء ترتيبات لعقد مؤتمر دولي العام القادم يهدف إلى الانخراط بمحادثات سلام مجددا على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والاتفاقيات الدولية ومرجعيات السلام بغية إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

في سياق متصل، قال سفير جنوب أفريقيا للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، جيري ماتجيلا، إن المجتمع الدولي قد خذل الفلسطينيين منذ عقود. وجاءت تصريحات ماتجيلا ردا على أسئلة حول الموضوع خلال مؤتمر صحافي عقده بمناسبة ترؤس بلاده لمجلس الأمن الدولي للشهر الحالي.

وأضاف: "أعتقد أننا نتفق جميعا حول جدية الوضع (في فلسطين) وأن سبعة عقود تداول خلالها مجلس الأمن هذه القضية لم تؤدِ إلى سلام في فلسطين. والأمم المتحدة ومجلس الأمن قاما بتقسيم فلسطين لتأسيس دولتين. وقلنا آنذاك إنه ستكون هناك دولتان، فلسطين وإسرائيل، تعيشان جنبا إلى جنب بسلام. وسنتفق على أننا لم نحقق هذا الوعد وأننا جميعا خذلنا الشعب الفلسطيني".

وتابع: "صحيح إذا نظرنا إلى جغرافيّة فلسطين فإنه تقريبا لم يبق أي شيء لكي تقوم دولة فلسطينية قابلة للاستمرار اقتصاديا، وكل هذا حدث أمام أعيننا في مجلس الأمن والأمم المتحدة".

وخلص سفير جنوب أفريقيا إلى ضرورة "البدء من جديد في كيفية مقاربة فلسطين وعلينا أن نجد طرقاً نتمكن من خلالها من إعادة ثقة الفلسطينيين في مجلس الأمن والأمم المتحدة وأنه يمكننا بالفعل مساعدتهم للتأكد من فرض السلام والأمن".

 وحول اتفاقيات التطبيع بين الإمارات والبحرين ودولة الاحتلال قال إن الوقت سيظهر ما مدى تأثيرها على القضية الفلسطينية، مؤكدا في الوقت ذاته على حق الدول في اتخاذ قراراتها السيادية في ما يخص الاتفاقيات التي تبرمها. وعبّر عن أمله أن يشكل المؤتمر، الذي طلب الرئيس الفلسطيني عباس عقده العام القادم، انطلاقة نحو بدء مسار لمحادثات سلام جدية تشمل كل القضايا العالقة وخاصة في ظل إدارة أميركية جديدة.