سفراء في الاتحاد الأوروبي: نهج العصا والجزرة مع تركيا فشل

سفراء في الاتحاد الأوروبي: نهج العصا والجزرة مع تركيا فشل

14 أكتوبر 2020
قمة جديدة ستجمع دول الاتحاد الأوروبي غداً (Getty)
+ الخط -

 

أبدى دبلوماسيون ومسؤولون وخبراء خيبة أملهم من استراتيجية الاتحاد الأوروبي الأخيرة لنزع فتيل التوتر مع تركيا، واعتبروا أنها بدأت تنهار بعد أسبوعين فحسب من إقرارها، الأمر الذي يثير خطر نشوب صراع في شرق المتوسط.

ورغم الاتفاق في قمة الاتحاد الأوروبي في الساعات الأولى من صباح الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري على إقناع أنقرة بالتوقف عن التنقيب عن الغاز الطبيعي في مناطق بحرية محل نزاع مع اليونان وقبرص، قالت تركيا اليوم الأربعاء إنها استأنفت عملياتها بسفينة مسح.

وكانت تركيا قد سحبت السفينة الشهر الماضي قبيل القمة الأوروبية التي بُحثَ فيها فرض عقوبات اقتصادية عليها وأعادتها إلى المنطقة يوم الاثنين. وقال ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين لوكالة "رويترز"، إن ذلك يعطي الانطباع بأن أنقرة تتلاعب ببروكسل.

ونقلت الوكالة عن الدبلوماسيين ومسؤول في الاتحاد الأوروبي، أن "قادة دول الاتحاد تركوا أنفسهم مكشوفين لأنهم عجزوا عن التوصل إلى حل للنزاع، واقترحوا بدلاً من ذلك أسلوب العصا والجزرة، فعرضوا مساعدات عديدة، وهددوا في الوقت نفسه بعقوبات، ويبدو أن هذا الاقتراح فشل في تحقيق الهدف".

وقال دبلوماسي، مشيراً إلى تقارير عن مناورات بحرية تركية ويونانية مقررة في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول: "قادة الاتحاد أرجأوا حسم الأمر بقولهم إنهم سيعودون لبحث المسألة في ديسمبر. والآن عاد هذا الأمر ليقضّ مضاجعهم".

وقال فخر الدين ألتون، مساعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تغريدة على "تويتر"، إن تركيا ملتزمة الدبلوماسية، لكن "لا يمكن التفاوض إذا قلت: ’ما يخصني وما يخصك قابل للتفاوض’".

وقال الدبلوماسيون المذكورون إن اليونان وقبرص ستطرحان نزاع الغاز مرة أخرى عندما يلتقي قادة الاتحاد الأوروبي يومي الخميس والجمعة، رغم عدم وجود المسألة التركية على جدول أعمال القمة، وذلك على أساس أن التصعيد الأخير يبرهن على ضرورة التحرك العاجل.

وكان الاتحاد الأوروبي، أكبر الشركاء التجاريين لتركيا، وأكبر مستثمر أجنبي فيها، يأمل إقناع أردوغان بالبدء بمحادثات لتوضيح الحقوق في الثروة النفطية البحرية، وذلك بعرض إبرام اتفاق تجاري موسع وإنهاء العمل بقيود التأشيرات السارية على المواطنين الأتراك واقتراح تخصيص المزيد من الأموال للاجئين السوريين في تركيا إلى جانب التهديد بفرض عقوبات.

وقال سنان أولجن، الدبلوماسي التركي السابق في مركز "كارنيغي أوروبا"، ومقره في إسطنبول: "ما فشل هو صدقية العرض من جانب الاتحاد الأوروبي. فلم يكن ملموساً بما يكفي".

ويجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي، غداً الخميس، في قمة جديدة تستمر ليومين، لبحث تفشي وباء كورونا وعلاقات الاتحاد مع بريطانيا بعد عملية "بريكست".

وخلال اجتماع اليوم الأول، سيعرض كبير مفاوضىي الاتحاد الأوروبي لشؤون الخروج البريطاني ميشيل بارنييه، آخر المستجدات المتعلقة بعملية خروج بريطانيا من الاتحاد. ولاحقاً، خلال مأدبة عشاء اليوم الأول للقمة، سيبحث الزعماء ملف البيئة والمناخ.

وفي اليوم الثاني من القمة، سيبحث الزعماء الأوروبيون العلاقات الخارجية للاتحاد، وعلى رأسها العلاقات مع القارة الأفريقية. وإلى جانب علاقات الاتحاد مع القارة الأفريقية، سيناقش الزعماء آخر التطورات الحاصلة شرقيّ المتوسط وإقليم ناغورنو كاراباخ وبيلاروسيا.

وفي ختام القمة، سيتطرق القادة إلى ملف تفشي فيروس كورونا في عموم القارة ومعاودة ارتفاع حالات الإصابة به مجدداً.

 

 

 

المساهمون