سعيد يتفقد الجنوب التونسي: "محاولات خفية لضرب الدولة من الداخل"

سعيد يتفقد الجنوب التونسي: "محاولات خفية لضرب الدولة من الداخل"

14 ديسمبر 2020
دعا سعيد إلى تغليب صوت الحكمة وعدم الانجرار وراء زرع الفتنة (الرئاسة التونسية/فيسبوك)
+ الخط -

تحوّل الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم الإثنين، إلى الجنوب التونسي، وتحديداً إلى منطقتي بئر سلطان والعين السخونة، حيث دارت مواجهات بين محافظتين بسبب نزاع عقاري، ودعا إلى "تغليب صوت الحكمة وعدم الانجرار وراء زرع الفتنة بين أبناء الجهة الواحدة"، مؤكداً أنّ "صوت الحكمة هو رمز الدولة والضامن لوحدتها"، وأن تونس "تتسع للجميع ولا بد من الانتباه إلى كل المحاولات الخفية لضرب الدولة من الداخل".

وتأتي هذه الزيارة إثر مواجهات دامية جرت بين تونسيين من منطقة بني خداش بمحافظة مدنين، ومن منطقة دوز بمحافظة قبلي، حول قطعة أرض تقع بين المنطقتين، ما أسفر عن قتيل و70 مصاباً.

واجتمع سعيد، الذي كان يرافقه رئيس أركان جيش البر وآمر الحرس الوطني محمد الغول، بعدد من ممثلي السلط الجهوية، وفق بيان للرئاسة، مترحّماً على روح الشاب الذي توفي وكان ضحية الخلافات والمواجهات التي حصلت أمس الأحد، ومعرباً عن أسفه "لما آلت إليه الأمور واستغرابه لتغليب البعض للمصالح الضيقة على مصلحة البلاد واستقرار الأوضاع".

بدوره، أهاب مجلس شورى "حركة النهضة" بكل الأطراف المنخرطة في التحركات الاجتماعية، إلى المحافظة على سلميتها، ودعا إلى النأي بها عن العنف والفوضى والتخريب والتوظيف السياسي وتعطيل مصالح المواطنين ومؤسسات الدولة ومواقع الإنتاج، وطالب الحكومة ونواب الشعب والمجتمع المدني بمعالجة المطالب المشروعة باعتماد منهج الحوار مع احترام القانون ومراعاة إمكانيات البلاد.

ودعا المجلس، في بيان له، "أبناء دوز وبني خداش إلى التهدئة وتجنب العنف وعدم الانسياق وراء دعوات التفرقة والفتنة واحترام قيم الجوار والتآخي"، مطالباً الحكومة والسلط الجهوية والمجتمع المدني بـ"التدخل العاجل لفض هذا النزاع بالحوار وبشكل نهائي".

أما "حزب الأمل" فدعا السلطات الجهوية وممثلي الأحزاب ومنظّمات المجتمع المدني في المنطقة الصحراوية (العين السخونة)، للتحرك عاجلاً لتطويق الخلاف، معبراً، في بيان، "عن شديد أسفه لهذه الأحداث الأليمة التي تنم عن تفكك النسيج الاجتماعي في عدد من مناطق البلاد"، كما عبّر عن خالص تعازيه لعائلات الضحايا وعن تمنياته بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين.

وشدد الحزب على "دعوة الحكومة إلى الانكباب على معضلة الأراضي الاشتراكية المزمنة والعمل على تصفية وضعياتها في مختلف مناطق البلاد، وتمكين المستحقين من حقوقهم ومن شهادات ملكية تمكنهم من التصرف فيها لإنشاء مشاريع اقتصادية بهذه الجهات، وإنفاذ القانون وبسط نفوذ الدولة على كافة مناطق البلاد، في إطار تنمية جهوية عادلة".

في سياق متصل، قال رئيس فرع المحامين في قابس رياض فرحاتي، إنّ مجلس المحامين اجتمع بصفة عاجلة في قبلي وأصدر بياناً ندد من خلاله بالأحداث التي جرت في المنطقة، ودعا جميع المنظمات للتنسيق وتكوين هيئة مشتركة تضم جميع الأطراف، للمساعدة على إيجاد حلول، والتهدئة، مؤكداً، في تصريح إعلامي، أنه "لا بد من إيجاد تسوية وتتبع المحرضين".

توقعات بالتهدئة

وقال المحلل السياسي، خليفة حداد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه يتوقع انفراج الوضع جنوباً بعد التحركات الأخيرة وتدخل العقلاء والفاعلين في المجتمع المدني وشخصيات سياسية وازنة.

وبيّن حداد أنّ "الوضع حالياً هادئ حيث تم نشر تشكيلات من الجيش الوطني والحرس، والتي تولت تأمين المكان ووضع نقاط أمنية فاصلة، وبالتالي تتواصل جهود الفاعلين للدفع نحو التهدئة بين المكونين الاجتماعيين، كما أن زيارة رئيس الجمهورية للمنطقة ودعوته للتهدئة جلها عوامل ترجح غلبة صوت العقل".

وأضاف أنّ "الأكيد أن المكونين الاجتماعيين في المنطقة لديهم عقلاء ولا أحد يرضى المزيد من إراقة الدماء بين مكونات متجاورة وبينهم مشتركات تاريخية واجتماعية ويؤمل عودة الهدوء، في ظل عدة عوامل تدفع للتفاؤل وأن يكون المشهد هادئاً على أمل ألا يتكرر ما حدث".

المساهمون