"سرايا القدس" تنشر مقطع فيديو لمحتجز إسرائيلي في غزة يخاطب نتنياهو: دمي في رقبتك

16 ابريل 2025
المحتجز بارسلافسكي يتحدث خلال الفيديو، 16 مارس 2025 (لقطة شاشة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نشرت سرايا القدس فيديو للجندي الإسرائيلي بارون بارسلافسكي يناشد نتنياهو وترامب للتدخل لإطلاق سراحه، مشيراً إلى ظروف احتجازه الصعبة ومسؤولية نتنياهو عن حياته.

- تتواصل تظاهرات عائلات الأسرى الإسرائيليين للضغط على حكومة نتنياهو لتوقيع صفقة تبادل أسرى مع "حماس"، بينما أعلنت كتائب القسام فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألكسندر بعد قصف إسرائيلي.

- الحرب على غزة مستمرة بدعم أميركي، مع وجود 59 أسيراً إسرائيلياً في القطاع وأكثر من 9,500 فلسطيني في السجون الإسرائيلية، مما يفاقم الأزمة الإنسانية.

المحتجز بارون بارسلافسكي تحدّث عن ظروف احتجازه الصعبة

المحتجز لنتنياهو: لن تحقق شيئاً من الضغط العسكري دمي في رقبتك

عائلات المحتجزين تتهم نتنياهو بالتضحية بأبنائها لمصالح شخصية

نشرت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الأربعاء، مقطع فيديو لمحتجز إسرائيلي في غزة على قيد الحياة. ويظهر المحتجز الذي عرّفت عنه وسائل إعلام إسرائيلية باسم بارون بارسلافسكي، وهو يتحدّث عن ظروف احتجازه الصعبة، فيما يناشد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتأمين الإفراج عنه.

كما يظهر المحتجز وهو يسأل الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وعده بإطلاق سراح جميع المحتجزين في صفقة تبادل. وقال: "ترامب أين أنت؟ أين وعودك؟ ألم تقل لنا إننا نحرر في صفقة حتى إيقاف الحرب؟ لم تأمر بإيقافها؟ غزة كلها مدمرة ومحطمة". ويظهر الفيديو ومدّته سبعة دقائق بارسلافكسي وهو يرفع قميصه ليري أنه يعاني مرضاً جلدياً يتسبب له بحكة دائمة.

كما يطالب بالتحرك الفوري من أجل إنهاء معاناته مع نقص الطعام والشراب. وحمّل بارسلافسكي نتنياهو، المسؤولية عن حياته. وأكد الأسير الإسرائيلي لنتنياهو، أن "الضغط العسكري" الذي يمارسه الأخير على القطاع لن يحقق له شيئاً، وفق ما ورد في الفيديو.

وقال: "أنا بارون بارسلافسكي، جندي في جيش إسرائيل، عمري 21 عاماً، من القدس، مأسور لدى سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي". وأضاف مخاطباً نتنياهو: "لن تحقق شيئاً من الضغط العسكري، فلم يحدث أن عاد أسير واحد من خلال الضغط العسكري، ودمي في رقبتك". وتابع: "الضغط العسكري لن يقدم لك شيئاً، لا توجد أي فرصة في هذا العالم لأن تتمكن من إخراجي من هنا باستخدام الضغط العسكري، حتى لو قلبت العالم لن تعيدني من خلال عملية عسكرية".

وقال مخاطباً رئيس الوزراء الإسرائيلي: "ماذا ستفعلون بنا؟ أين خطواتكم القادمة؟ كل يوم قنابل لا تتوقف، القنابل القادمة ستسقط على رأسي، ودمي في رقبتك، رئيس الوزراء نتنياهو". وأضاف: "أنا أعطيت صوتي الانتخابي في الانتخابات الأخيرة لـ(إيتمار) بن غفير، ليس لتتركني أموت هنا في غزة، قطاع غزة الذي لم تتوقفوا عن قصفه، وإغلاقه بدون طعام وماء، نحن الإسرائيليين موجودون هنا نعاني بشكل يومي".

وتابع: "لماذا هذا التخلي؟ لماذا أُترك لأموت هنا؟ أنا وبقية الأسرى الآخرين، ألسنا بشراً؟ ماذا تريدون؟ أن تنفذوا صفقة لتفرجوا عن أسير واحد أميركي عيدان ألكسندر؟ هل هو ملك إسرائيل؟ هل هو أفضل مني؟". وأوضح: "فكّر بي يا نتنياهو، أنت هناك في البيت تتجول من دولة إلى أخرى، بينما أنا أسير وأُعذب نفسياً، لا توجد مستشفيات، لن يأخذني أحد للمستشفى، الذي سيحدث ببساطة هو أنني سأموت وتضعونني في حفرة من الرمال".

وأضاف: "الشيء الوحيد الذي سيحدث في عملية عسكرية هو أن جنود الجهاد (الإسلامي) سيلاحظون ذلك وببساطة سيفجرون كل هذا المكان، ستخرجني من هنا قطعاً حتى يدي لن ترى". ولفت إلى أن "كل شيء هنا مقزز، خراب وحيوانات وفئران تمشي على قدمي".

وقال: "نتنياهو أوقف هذه الحرب الغبية، لن تستفيد منها شيئاً، لقد فشلتم أخرجني، أنتم لن تعيدونني لا حياً ولا في تابوت، أوقف هذا الكابوس، على الأقل أدخل الطعام والماء للشرب". وأضاف الأسير: "نتنياهو توقف عن الكذب أوقف سيل الدماء، هناك أطفال يموتون في غزة كل يوم، أطفال صغار، أعمارهم 8 و9 و10 سنوات، أطفال بعمر يوم يضعونهم في كيس نايلون ويدفنونهم".

وتابع: "أنا محتجز في غزة لأكثر من عام ونصف في جهنم وألم لا ينتهي ويتجدد كل يوم، مع نقص الطعام والشراب، وأمراض صعبة، أنا طوال الوقت مريض". وقال: "كل يوم وأنا أحك جلدي، طوال اليوم وأنا أتألم، لا أدري ما هذه الأمراض، كل جسمي بقع حمراء، وضعي الصحي صعب جداً، لا يمكن تصوره إلى أين تريدون أن تصلوا؟".

ويأتي بث هذا الفيديو في ظل تظاهرات متواصلة لعائلات الأسرى الإسرائيليين للضغط على حكومة نتنياهو، وإجبارها على توقيع صفقة لتبادل الأسرى مع "حماس" حتى لو أدى ذلك إلى وقف الحرب على غزة. وتتهم العائلات نتنياهو بالتضحية بأبنائها من أجل مصالح سياسية شخصية، في إشارة إلى رفضه وقف الحرب على غزة استجابة لمتطرفين بائتلافه الحكومي هددوا بإسقاط الائتلاف حال أقدم على تلك الخطوة.

ومساء الثلاثاء، أعلن أبو عبيدة، متحدث "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس" فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألكسندر (يحمل الجنسية الأميركية) بعد قصف إسرائيلي مباشر استهدف مكان وجودهم. وأضاف: "تقديراتنا أن جيش الاحتلال يحاول عمداً التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة على شعبنا".

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيراً إسرائيلياً في قطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني، يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ومنذ الخميس الماضي، تتوالى عرائض مطالبة باستعادة الأسرى ولو بإنهاء الحرب على غزة، وذلك من عسكريين بالجيش الإسرائيلي، يتنوعون بين قوات احتياط يمكن استدعاؤهم للخدمة ومتقاعدين، وبينهم قيادات بارزة سابقة. وانضم لتلك العرائض لاحقاً مدنيون وشرطيون سابقون.

وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 11 ألف مفقود. ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الماضي، قتلت إسرائيل 1652 فلسطينياً وأصابت 4391 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق ما أفادت به وزارة الصحة بالقطاع صباح الأربعاء.

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون