سخط سياسي ضد الائتلاف الحاكم بألمانيا بعد إسقاط مقترح لدعم أوكرانيا

سخط سياسي ضد الائتلاف الحاكم بألمانيا بعد إسقاط مقترح لدعم أوكرانيا بـ 200 مدرعة

10 يوليو 2022
أثار رفض مقترح لدعم أوكرانيا جدلاً سياسياً واسعاً في ألمانيا (Getty)
+ الخط -

عبّر العديد من أعضاء الاتحاد المسيحي الألماني، أكبر تكتل نيابي معارض، عن سخطهم، على أثر فشل البرلمان الألماني نهاية هذا الأسبوع في تمرير مقترح منح أوكرانيا مساعدة عسكرية سريعة مؤلفة من 200 ناقلة جند مدرعة من طراز فوكس. 

وانسحب عدد من نواب أحزاب الائتلاف الحاكم المؤلف من حزبي الاشتراكي الديمقراطي والخضر والليبرالي الحر من قاعة البوندستاغ قبل التصويت، في حين صوتت الأحزاب الصديقة لبوتين، وبينها الحزب اليمين الشعبوي، بأكثرية أعضائه إلى جانب نواب اليسار ضد المقترح. 

وأمام مراوغة الائتلاف الألماني الحاكم، برزت احتجاجات غاضبة من العديد من أعضاء الاتحاد المسيحي، والذي يضم المسيحي الديمقراطي والاجتماعي المسيحي، وأثار رفض المقترح جدلاً سياسياً واسعاً في البلاد، حتى إنه تم وصف ما حصل بـ"الفضيحة".

وانتقد السياسي في المسيحي الديمقراطي نوربرت روتغن في مقابلة مع موقع "ميركور"، اليوم الأحد، الحكومة الألمانية بشدة، معبراً عن أسفه على "كلامها الكثير وأفعالها القليلة فيما يخص تسليم الأسلحة لأوكرانيا".

علاوة على ذلك، انتقد روتغن ردود وزيرة الدفاع كريستينه لامبرشت التي قالت ضمنياً إن ألمانيا بحاجة إلى المدرعات، متسائلاً "أين تعتقد السيدة لامبرشيت أن الحرب تدور رحاها حالياً؟ ألم تفهم بعد أن مصالحنا في أوروبا يتم الدفاع عنها في أوكرانيا، وإذا ما نجحت روسيا في أوكرانيا، فإن دولاً أوروبية ستتبعها وستكون أوروبا منقسمة مرة أخرى".

وشدد روتغن على أنه "إذا لم يتلق الأوكرانيون الأسلحة بأعداد نوعية كافية، فسيستمر التقدم الروسي في الأراضي الأوكرانية، وطالما أن الجانب الروسي يتمتع بالقوة المادية والشعبية، فإن الحرب مستمرة، ولن يردع روسيا سوى صد القوات الأوكرانية للمهاجمين الروس هناك، مما سيفتح نافذة في الحلول السياسية والدبلوماسية".

من جهته، قال السياسي المنتمي للاجتماعي المسيحي توماس أرندل لصحيفة "بيلد"، إن الموافقة على مقترح تزويد أوكرانيا بالمدرعات "كانت ستحمي الآلاف من الأرواح كل يوم في أوكرانيا، ولهذا السبب أشعر بالأسف الشديد لأن أعضاء الليبرالي الحر والخضر دعموا المقترح فقط في الخلفية، ولكن عندما حان وقت التصويت استسلموا للمستشار الاشتراكي أولاف شولتز".

أما خبير الشؤون الخارجية والدفاع في الحزب المسيحي الديمقراطي يوهان فادفول فقال إنه من الواضح أن دعوات الحزبين الشريكين في التحالف الحاكم الليبرالي الحر والخضر لدعم أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة كـ"خطب يوم الأحد"، مضيفاً "لم يعد يتم الدفاع عن أمننا في هندوكوش، ولكن في دونباس، والوزيرة لامبرشت لا تريد أن تفهم ذلك". 

وكان خبير الدفاع في الليبرالي الحر ماركوس فابر قد تحدث، في وقت سابق، لصحيفة "بيلد"، عن مدى أهمية تسليم أوكرانيا مدرعات فوكس، لافتاً إلى أن الجيش الأوكراني بحاجة إلى الأسلحة الموثوقة  الموجودة في مخزونات الجيش الألماني والتي يمكن استخدامها على الفور في الخطوط الأمامية.

في سياق متصل، اعتبرت "فوكوس أونلاين"، أمس السبت، أن رفض طلب المسيحي الديمقراطي بإرسال 200 ناقلة جند المدرعة إلى وكرانيا من قبل أطراف الائتلاف الحاكم الاشتراكي الديمقراطي والخضر والليبرالي الحر "أمر مخزٍ بحد ذاته ومخيب للآمال".

المساهمون