س/ج | ماذا نعرف عن صفقة المعادن بين أوكرانيا والولايات المتحدة؟

26 فبراير 2025
ترامب وزيلينسكي في لقاء في نيويورك، 27 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- صفقة المعادن بين كييف وواشنطن: توصلت أوكرانيا والولايات المتحدة إلى اتفاق يساهم فيه الأوكرانيون بنسبة 50% من عائدات مواردهم الطبيعية في صندوق استثمار مشترك، بهدف إعادة استثمار العائدات في أوكرانيا ودعم التنمية الاقتصادية.

- الضمانات الأمنية لأوكرانيا: لم تتضمن مسودة الاتفاق ضمانات أمنية محددة، رغم مطالبات الرئيس زيلينسكي، مع استمرار المناقشات حول شحنات الأسلحة المستقبلية.

- موارد أوكرانيا المعدنية: تمتلك أوكرانيا احتياطيات كبيرة من المعادن الحيوية مثل التيتانيوم والليثيوم واليورانيوم، مما يعزز قطاعات البناء والطاقة النووية والتكنولوجيا العالية.

أكد مسؤولان أميركي وأوكراني لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة المعادن بين كييف وواشنطن، لافتين إلى أن أوكرانيا وافقت على صفقة لتسليم عائدات بعض مواردها المعدنية إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد حملة ضغوط مكثفة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

  • ما هي شروط صفقة المعادن بين كييف وواشنطن؟

لا تزال التفاصيل النهائية للاتفاق، بما في ذلك المبلغ الذي ستدفعه أوكرانيا للولايات المتحدة، غير معروفة بعد، لكن المسوَّدة التي نوقشت الثلاثاء، لم تعد تتضمّن مطلب مساهمة أوكرانيا بمبلغ 500 مليار دولار في صندوق مملوك للولايات المتحدة، كما أنها لا تتضمن بنداً يلزم أوكرانيا بسداد ضعف مبلغ أي مساعدات أميركية مستقبلية.

وذكرت "نيويورك تايمز" أن الأوكرانيين أصبحوا أكثر ارتياحاً للاتفاق خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن أزال الأميركيون بعض الشروط الأكثر إرهاقاً. ووفق الصحيفة، تنص مسودة الاتفاق على أن تساهم أوكرانيا في صندوق استثمار بنصف عائداتها من تحويل الموارد الطبيعية إلى نقود في المستقبل، بما في ذلك المعادن الأساسية، والنفط، والغاز. وسوف تمتلك الولايات المتحدة في الصندوق الحدّ الأقصى من المصلحة المالية المسموح به بموجب القانون الأميركي، وإن لم يكن بالضرورة جميعها. وسوف يكون الصندوق مصمماً لإعادة استثمار بعض العائدات في أوكرانيا.

وقد توافقت هذه المعلومات مع ما نقلته وكالة رويترز عن مصادر مطلعة على بنود مسودة الاتفاق، والتي أشارت إلى أنها تنص على إنشاء الولايات المتحدة وأوكرانيا صندوق استثمار لإعادة الإعمار لجمع وإعادة استثمار الإيرادات من الموارد الأوكرانية، مثل المعادن والهيدروكربونات وغيرها من المواد القابلة للاستخراج. وتنص الاتفاقية، وفق المصادر، على أن تساهم أوكرانيا في الصندوق بنسبة 50 % من الإيرادات، مطروحاً منها نفقات التشغيل، وتستمر المساهمة حتى تصل إلى مبلغ 500 مليار دولار. كما ستقدم الولايات المتحدة التزاماً مالياً طويل الأجل لتنمية "أوكرانيا لتكون مستقرة ومزدهرة اقتصادياً".

ولدى سؤاله عما ستحصل عليه أوكرانيا في مقابل صفقة المعادن، أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، إلى ما قال إنه مبلغ 350 مليار دولار قدمته الولايات المتحدة بالفعل، "والكثير من... المعدات العسكرية والحق في مواصلة القتال".

  • ماذا عن الضمانات الأمنية لأوكرانيا؟

قال مصدر مطلع على بنود مسودة صفقة المعادن لوكالة رويترز، إنها لا تحدد أي ضمانات أمنية أميركية، أو تذكر استمرار تدفق الأسلحة، لكنها تقول إن الولايات المتحدة تريد أن تكون أوكرانيا "حرة وذات سيادة وآمنة". وذكر أحد المصادر المطلعة على الصفقة، أن شحنات الأسلحة المستقبلية لا تزال قيد المناقشة بين واشنطن وكييف. وأكدت نيويورك تايمز من جهتها أن مسودات الاتفاقيات التي راجعتها لا تتضمّن أي ضمانات أمنية، مشيرة إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طالب مراراً وتكراراً بضمانات أمنية لبلاده في مقابل حقوق التعدين، مع دخول الحرب الروسية عامها الرابع.

وفي السياق، قال مصدر أوكراني لوكالة فرانس برس، إن مسودة الاتفاق تتضمن إشارة إلى "الأمن"، لكنها لا تحدد بشكل صريح دور الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن "هناك بنداً عاماً ينص على أن أميركا ستستثمر في أوكرانيا مستقرة ومزدهرة وذات سيادة، وأنها تعمل من أجل سلام دائم وستدعم الجهود المبذولة لضمان الأمن". وأشار إلى أنّ واشنطن "حذفت كل البنود التي لم تكن تلائمنا، خصوصاً تلك المتعلقة بـ500 مليار دولار"، في إشارة مطلب أميركي بأن توفر كييف معادن بهذه القيمة.

  • متى يُتوقع توقيع الاتفاق؟

قال المسؤول الأميركي لـ"نيويورك تايمز"، إن مسودة نهائية مترجمة للاتفاق أُرسلت إلى أوكرانيا، أمس الثلاثاء، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يوقّع وزير الخزانة الأميركي ونظيره الأوكراني الاتفاق أولاً، ثمّ من المتوقع بعد ذلك أن يتوجه زيلينسكي إلى واشنطن لتوقيع الاتفاق مع ترامب.

وقال ترامب للصحافيين إن زيلينسكي يريد أن يأتي إلى واشنطن يوم الجمعة لتوقيع "صفقة كبيرة للغاية". وأشار ترامب، الذي وصف الاتفاق بأنه يهدف إلى سداد قيمة مساعدات لكييف بمليارات الدولارات، إلى الحاجة لشكل من أشكال قوات حفظ السلام في أوكرانيا، في حال التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع. وترفض موسكو التي شنت غزواً على أوكرانيا قبل ثلاث سنوات، نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي.

  • ما هي المعادن التي تمتلكها أوكرانيا؟

تسيطر أوكرانيا على أكثر من 100 من الودائع الرئيسية للمعادن الحيوية، وفقاً لدراسة أجرتها كلية كييف للاقتصاد، إلى جانب احتياطيات متواضعة من النفط والغاز الطبيعي. ووفقاً للبيانات الأوكرانية، تمتلك أوكرانيا رواسب 22 من أصل 34 معدناً يصنفها الاتحاد الأوروبي معادن بالغة الأهمية.

  • تيتانيوم: تمثل مناجم التيتانيوم في وسط أوكرانيا حوالي 6% من الإنتاج العالمي، وفقاً لوسائل الإعلام الأوكرانية. يُستخدم التيتانيوم في البناء، والطائرات، وزرع العظام، وبوصفها مادة مضافة في الطلاء ومستحضرات التجميل، بما في ذلك واقي الشمس.
  • الليثيوم: تمتلك أوكرانيا ثلث إجمالي احتياطيات أوروبا من الليثيوم، على الرغم من أن بعض المواقع تقع في مناطق متنازع عليها بسبب الحرب. قبل الحرب مع روسيا، اقترح المسؤولون الأوكرانيون على الملياردير الأميركي إيلون ماسك الاستثمار في مناجم الليثيوم الأوكرانية. ويُعتبر الليثيوم عنصراً أساسياً في البطاريات، بما في ذلك بطاريات السيارات الكهربائية، وفي المنتجات الصناعية الأخرى، بما في ذلك بعض الأدوية.
  • اليورانيوم: تمتلك أوكرانيا أكبر احتياطيات من اليورانيوم في أوروبا. تُستخدم هذه المادة في محطات الطاقة النووية والأسلحة النووية.
  • المعادن النادرة: تمتلك أوكرانيا احتياطيات كبيرة منها غير مستغلة في الغالب، ومن غير الواضح كم ستكون تكلفة استخراجها. وهذه المعادن هي مجموعة تضم أكثر من اثني عشر معدناً، وهي أقل وفرة بكثير من التيتانيوم أو الليثيوم، وتُستخدم في العديد من القطاعات عالية التقنية، بما في ذلك الطاقة الخضراء، والإلكترونيات، والفضاء.
المساهمون