سجالات حادة في الكنيست ونتنياهو يدعي اغتيال محمد السنوار

28 مايو 2025   |  آخر تحديث: 29 مايو 2025 - 00:22 (توقيت القدس)
نتنياهو يتحدث في الكنيست الإسرائيلي، 29 ديسمبر 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد الكنيست الإسرائيلي سجالات حادة بين المعارضة ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حول الحرب على غزة، حيث اتهم رئيس المعارضة يائير لبيد نتنياهو بفقدان الدعم الأميركي وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في إسرائيل.
- تعرض نتنياهو لانتقادات من أعضاء الكنيست بسبب قصف غزة وتحالفاته مع وزراء متطرفين، بينما دافع عن إنجازات الحرب مثل اغتيال قيادات حماس وقطع إمدادات الأسلحة.
- نفت مصادر أمنية إسرائيلية تأكيد مقتل محمد السنوار رغم استهداف مستشفى غزة الأوروبي، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.

تعرّض نتنياهو لهجوم من عدة أعضاء في الكنيست بينهم لبيد

اتهم النائب عوفر كسيف نتنياهو بقصف وقتل الأطفال في غزة وتجويعهم

نتنياهو أدعى أن الحرب حققت إنجازات كثيرة لإسرائيل

شهد الكنيست الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، سجالات حادة بين جهات في المعارضة ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بشأن الحرب على قطاع غزة وعدم إعادة المحتجزين الإسرائيليين. وتأتي الجلسة التي عُقدت تحت عنوان "الفشل التام للحكومة في تحقيق أهداف الحرب: إعادة جميع المختطفين (المحتجزين)، وإسقاط حركة حماس، والمس الخطير بمبدأ المساواة في تحمل العبء (عدم تجنيد الحريديم)"، في إطار ما يُعرف بجلسة الأربعين توقيعاً، وهي جلسة تُلزم نتنياهو بالمشاركة فيها، بعد جمع أربعين توقيعاً من قبل أعضاء الكنيست.

وتعرّض نتنياهو لهجوم من عدة أعضاء في الكنيست، بينهم رئيس المعارضة يائير لبيد الذي اتهمه بخسارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووصف لبيد، نتنياهو بأنه "رئيس حكومة السابع من أكتوبر"، مشيراً إلى تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في إسرائيل. ومن بين ما قاله لبيد مخاطباً نتنياهو: "لقد فقدت ترامب، العالم يرى ويفهم ذلك... قلت لك ذات مرة إنك لم تعد تفهم أميركا الجديدة، وإنك عالق في الثمانينيات. جادلتني، قلت إنك لا تزال على اطلاع. هذا الجدل انتهى. لم يكن هناك تدهور كهذا في العلاقات من قبل أبداً. الأميركيون أبرموا صفقة مع الحوثيين من وراء ظهرك من دون علمك. الرئيس ترامب التقى رئيس سورية من دون علمك. جدد العلاقات مع (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان من دون علمك... الرئيس ترامب أحضرك إلى واشنطن، وأعلن أنه عاد إلى المفاوضات مع إيران ولم يكلف نفسه عناء إبلاغك، ثم أجلسك أمام كاميرات العالم كله وكرر هذا الإعلان. لقد فوّتنا في السعودية المؤتمر الأهم في الشرق الأوسط. كان بإمكاننا أن نكون هناك. لقد فوَّتَّ ذلك لأنك تخشى (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش و(وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير. العالم فهم ما يراه".

بدوره، اتهم النائب عوفر كسيف (الجبهة العربية للتغيير)، نتنياهو بقصف وقتل الأطفال في غزة وتجويعهم، ورفض التراجع عن تصريحاته، ما دفع رئيس الكنيست أمير أوحانا إلى إنزاله عن منصة الخطابات. أما عضو الكنيست إفرات رايتن (حزب العمل)، فقد وجّهت حديثها إلى نتنياهو قائلة: "قلت إنك تنام ليلاً بضمير مرتاح. الضمير هو الصوت الداخلي الذي يوجه الإنسان للتمييز بين الخير والشر، بين الصواب والخطأ. اليوم، في اليوم الـ600 لفشل حكومة نتنياهو، وللكارثة التي حدثت هنا خلال ولايتك، لا تزال تعقد تحالفاً مع وزير عنصري يواصل نهج كهانا ومع وزير متطرف يريد الاحتلال والاستيطان في غزة".

وقال نتنياهو في رده على مختلف الاتهامات إن الحرب حققت إنجازات كثيرة لإسرائيل، منها اغتيال يحيى ومحمد السنوار. وتساءل نتنياهو مخاطباً معارضيه: "فشل تام للحكومة في تحقيق أهداف الحرب؟ هل تتحدثون إلى جنودنا؟ هل فقدتم صوابكم؟ هل أنتم من هذا الكوكب؟ لقد تحدّثتم عن انعدام الإنجازات، وأود أن أقول لكم إنه في حروب إسرائيل لم يكن هناك إنجازات كثيرة إلى هذا الحد على جبهات عديدة على هذا النحو ".

وقبل إكمال نتنياهو خطابه، تم طرد عضو الكنيست ميراف كوهين من الجلسة بعد أن قاطعته، محتجّة على سؤاله لأعضاء المعارضة عما إذا كانوا يتحدثون مع الجنود. وتابع نتنياهو: "بعد يومين فقط من الهجوم (في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023)، قلت إننا بصدد تغيير الشرق الأوسط، وهذا ما فعلناه... تصدّينا للمهاجمين، وقضينا على (محمد) الضيف، و(إسماعيل) هنية، ويحيى السنوار، ومحمد السنوار. قطعنا إمدادات الأسلحة عن حماس، وأعدنا حوالي 90% من سكان غلاف غزة إلى منازلهم. وفي اليومين الأخيرين، نقوم بانعطافة دراماتيكية ونأخذ من حماس توزيع الغذاء.... حققنا جميع الإنجازات لأننا لم نستمع إليكم. واجهنا الضغوط الداخلية والخارجية وتمسكنا بهدف تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس وإعادة المختطفين. معظم الشعب يدعمنا". ووصف نتنياهو معارضيه بالانهزاميين. وكانت عائلات محتجزين إسرائيليين قد وصلت إلى الكنيست ورفعت صور أبنائها خلال الجلسة، كما أدار المحتجون ظهورهم لنتنياهو أثناء خطابه.

المؤسسة الأمنية: لا تأكيد لاغتيال محمد السنوار

ورداً على تصريحات نتنياهو، قالت مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إنه لا يوجد تأكيد بعد لنجاح محاولة اغتيال القيادي في حركة حماس، محمد السنوار، في قطاع غزة قبل نحو أسبوعين. وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أنه بخلاف إعلان نتنياهو، خلال جلسة في الهيئة العامة للكنيست اليوم الأربعاء، يقول مسؤولون في المؤسسة الأمنية إنه "لا يوجد في هذه المرحلة تأكيد قاطع على مقتل السنوار في هجوم نفذه الجيش الإسرائيلي".

وكان قصف إسرائيلي قد استهدف مستشفى غزة الأوروبي ومحيطه في خانيونس جنوبي قطاع غزة، في 13 مايو/ أيار الجاري، وأسفر عن سقوط شهداء وجرحى. وأعلن الاحتلال حينها أن هدف القصف هو محاولة اغتيال السنوار، بينما قال الدفاع المدني في غزة إن القصف أسفر عن استشهاد 28 فلسطينياً على الأقل. وأعلن جيش الاحتلال في بيان استهداف المستشفى، زاعماً أنه ضرب "مركز قيادة لحركة حماس" يقع تحته، من دون أن يشير صراحة إلى اسم محمد السنوار، واكتفى بالقول إنه أغار على "مركز قيادة وسيطرة أسفل المستشفى الأوروبي".