ستارمر لزعماء 25 دولة: استعدوا للدفاع عن أي اتفاق سلام في أوكرانيا

15 مارس 2025
يتحدث مع قادة دوليين في مؤتمر عبر الفيديو في مقر رئاسة الوزراء، 15 مارس 2025 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعا كير ستارمر وإيمانويل ماكرون إلى تشكيل تحالف دولي لدعم أوكرانيا، مشددين على أهمية الدعم الأمريكي لوقف الهجمات الروسية وضمان أمن أوكرانيا.
- أصدرت مجموعة السبع بيانًا مشتركًا يدعو روسيا لوقف إطلاق النار، محذرين من عقوبات إضافية، ومؤكدين على ضرورة ترتيبات أمنية قوية لاحترام وحدة الأراضي الأوكرانية.
- اتخذ وزراء خارجية مجموعة السبع موقفًا صارمًا تجاه الصين بشأن تايوان، وأثار البيان جدلًا حول صياغة قضايا الشرق الأوسط، مع حذف الإشارة إلى حل الدولتين.

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال اجتماع عبر الاتصال المرئي ضم نحو 25 من زعماء العالم اليوم السبت إنه يتعين عليهم الاستعداد للدفاع بأنفسهم عن أي اتفاق سلام في أوكرانيا، وحثهم على مواصلة الضغط على روسيا. وأبلغ ستارمر الزعماء الذين يمثلون دولا من أوروبا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا أنه "إذا كان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين جادا بشأن السلام، فالأمر بسيط للغاية عليه أن يوقف هجماته الوحشية على أوكرانيا ويوافق على وقف إطلاق النار".

وأضاف: "علينا أن نواصل المضي قدما والدفع للأمام وأن نستعد (لتحقيق) سلام.. سلام يكون آمنا ودائما". كما قال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيحضر إلى طاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا "عاجلا أم آجلا".

ويقود ستارمر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جهوداً من أجل تشكيل تحالف للدول التي تعتزم مواصلة دعم أوكرانيا منذ أن باشر ترامب مفاوضات مباشرة مع موسكو في فبراير/ شباط. ويؤكد الزعيمان أن تحالفاً كهذا، إضافة إلى الدعم الأميركي، ضروري لتوفير ضمانات أمنية لأوكرانيا تحول دون تجدّد الهجوم الروسي عليها. وأشار زيلينسكي الجمعة إلى أنه بحث مع ماكرون في "الجوانب الفنية" في كيف يمكن تطبيق وقف إطلاق النار في بلاده. وأفاد: "تواصِل فرقنا العمل على ضمانات أمنية واضحة، وستكون جاهزة قريباً".

وكان داونينغ ستريت، قد قال في وقت سابق اليوم إن اجتماع السبت يهدف إلى "تعميق فهم كيفية تخطيط الدول للمساهمة في هذا التحالف، قبل جلسة للتخطيط العسكري الأسبوع المقبل". وأشارت رئاسة الحكومة إلى أن ستارمر سيؤكد للقادة الحاجة إلى "زيادة الضغط الاقتصادي على روسيا لإجبار بوتين على التفاوض على المدى القريب"، إضافة إلى "الاستعداد لدعم سلام عادل ودائم في أوكرانيا على المدى الطويل، والاستمرار في زيادة دعمنا العسكري للسماح لأوكرانيا بالدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الروسية المتزايدة".

"تقارب" أميركي أوروبي بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا

يأتي ذلك فيما تقاربت الولايات المتحدة مع حلفائها في مجموعة السبع، أمس الجمعة، ولو مؤقتاً، لدعم وحدة أراضي أوكرانيا ومطالبة روسيا بأن تحذو حذو كييف في قبول وقف إطلاق النار وإلا فستواجه عقوبات أخرى محتملة. جاء البيان المشترك لوزراء الخارجية بعد أسابيع من التوتر بين حلفاء الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب بسبب قراراته التي يترتب عنها تغييرات في السياسات الغربية المتعلقة بالتجارة والأمن وأوكرانيا.

وكان مسؤولو مجموعة السبع يخشون من ألّا يتمكنوا من الاتفاق على وثيقة شاملة تتناول القضايا الجيوسياسية بمختلف أنحاء العالم، في انقسامات قالوا إنها قد تخدم مصالح روسيا والصين. وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في حديثه للصحافيين بعد الاجتماع إن الولايات المتحدة شعرت بالارتياح إزاء البيان المشترك.

وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي للصحافيين: "في ما يتعلق بقضايا مختلفة، مثل أوكرانيا والشرق الأوسط، فقد عقدنا جلسات للحديث عن هذه القضايا والموضوعات المختلفة، وكان الهدف هو الحفاظ على وحدة مجموعة السبع القوية". وأكد البيان "دعمهم الثابت لأوكرانيا في الدفاع عن سلامة أراضيها وحقها في الوجود وحريتها وسيادتها واستقلالها".

قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس لـ"رويترز": "وحدة الأراضي عنصر مهم في البيان و(الإشارة) إلى الأمم المتحدة"، في إشارة إلى دعوة إلى "سلام شامل وعادل ودائم بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة". وغُيِّر نص سابق يشير إلى الحاجة إلى "ضمانات" أمنية للهدنة بكتابة كلمة "طمأنات"، لكنهم حذروا موسكو مطالبين إياها بأن تحذو حذو كييف في الموافقة على وقف إطلاق النار، وإلا فستواجه مزيداً من العقوبات، بما في ذلك وضع سقف لأسعار النفط.

وورد في البيان المشترك: "دعا أعضاء مجموعة السبع روسيا إلى الرد بالمثل من خلال الموافقة على وقف إطلاق النار على قدم المساواة وتنفيذه بالكامل". وذكر البيان في إشارة إلى وحدة أراضي أوكرانيا: "أكدوا ضرورة احترام أي وقف لإطلاق النار، وأكدوا الحاجة إلى ترتيبات أمنية قوية وموثوقة لضمان قدرة أوكرانيا على ردع أي أعمال عدوان متجددة والدفاع عن نفسها".

ماكرون: على روسيا قبول مقترح الهدنة مع أوكرانيا

من جانبه، قال الرئيس الأميركي إنه يرى أخباراً سارة قادمة من روسيا، معرباً عن اعتقاده بأن موسكو ستبرم صفقة بشأن الحرب على أوكرانيا. وذكر ترامب أن "هناك أصداءً جيدة قادمة من روسيا". في الأثناء، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة إنه يتعين على روسيا قبول اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً المقترح الذي تقدمت به الولايات المتحدة وأوكرانيا. أضاف ماكرون أنه ناقش الوضع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وذكر زيلينسكي في كلمته المصورة مساء الجمعة أنه هو وماكرون ناقشا "حالة الدبلوماسية، والإمكانات المتاحة... والجوانب التقنية للإشراف على وقف إطلاق النار". وأضاف زيلينسكي: "نحظى بدعم واضح من فرنسا" في كل هذه الأمور.

موقف صارم من الصين

واتخذ وزراء خارجية مجموعة السبع موقفاً صارماً تجاه الصين، إذ صعّدوا لهجتهم بشأن تايوان وألغوا بعض الإشارات التصالحية والطمأنات من بيانات سابقة، بما في ذلك سياسات "صين واحدة"، وهو أمر من المؤكد أنه سيشكل مصدر قلق كبير لبكين. وكان هناك جدل حول الصياغة المتعلقة بقطاع غزة والشرق الأوسط، ولا سيما فكرة حل الدولتين، وهو ما كانت الولايات المتحدة تعارضه.

ولم تتضمن النسخة النهائية أي ذكر لحل الدولتين، إذ حُذفت الصياغة التي أكدت أهميته في المسودات السابقة للنص. وجاء في البيان: "أكدوا ضرورة إيجاد أفق سياسي للشعب الفلسطيني، يتحقق من خلال حل تفاوضي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يلبي الاحتياجات والتطلعات المشروعة للشعبين، ويعزز السلام والاستقرار والازدهار الشامل في الشرق الأوسط".

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)