استمع إلى الملخص
- أشار ساعر إلى أن انضمامه لحكومة الطوارئ كشف له عن سياسات قديمة، محملاً مجلس الحرب مسؤولية الأخطاء في غزة، وعاد كوزير للخارجية بعد انتقادات عامة.
- أكد ساعر أن الحكومة الحالية أكثر فعالية وحسماً، معبراً عن رضاه عن الوضع الحالي لأهمية ذلك للدولة.
كشف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، عن سلسلة من الاتصالات والاجتماعات السرية التي عقدها مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في شقة بتل أبيب، وذلك قبل أشهر من عودته إلى الحكومة.
وقال ساعر في مقابلة نُشرت في الآونة الأخيرة، في أسبوعية "عائلة" وأشار إليها موقع القناة 12 العبرية اليوم الجمعة، إنه ونتنياهو عقدا اجتماعات في شقة مخفية بتل أبيب، وناقشا عدة أمور، من بينها عودته المتوقّعة إلى الحكومة، بعد أن كان قد انضم إليها في بداية الحرب، ثم انسحب منها في خضمها، احتجاجاً على عدم إشراكه في قرارات مجلس الحرب.
وأضاف ساعر: "مباشرة بعد الحرب، وحتى بعد مغادرتي في مارس/آذار 2024، استمررنا في الاجتماع سراً، وبدأنا بالفعل في مناقشة عودتي إلى الحكومة في نهاية سبتمبر/أيلول". وأشار إلى أن الاجتماعات ركّزت بالأساس على قضايا الحرب، زاعماً أنه قرر العودة إلى الحكومة، بعد إدراكه أنه ونتنياهو يتفقان في وجهة النظر حول الواقع الأمني. كما تحدّث ساعر عن الثمن الشخصي الذي يدفعه نتيجة عودته إلى صفوف الحكومة.
ووفقاً له، فإنه إلى جانب "النقد المشروع"، يتعرض أيضاً لهجمات شديدة على خلفية شخصية. وأضاف "بالنسبة لي شخصياً، لا يؤثر فيّ أي شيء. الشيء الأكثر صعوبة بالنسبة لي هو ما تمر به عائلتي - الأطفال، زوجتي. هنا تكمن الصعوبة الحقيقية". وتابع ساعر: "في الماضي، قبل 20 عاماً، إذا كتب أحدهم عني في صحيفة نهاية الأسبوع، كان ذلك يؤثر في حالتي المزاجية طوال عطلة نهاية الأسبوع. اليوم؟، لا شيء".
وتكمن المفارقة، أن ساعر صرّح لوسائل إعلام إسرائيلية، منها القناة 12، وذلك بعد نحو أسبوع من انسحابه من الحكومة في مارس/آذار 2024 قائلاً: "لم أنسحب لأعود. أنا لست يويو (لعبة) ولا أراوغ في مواقفي. سأقول ذلك ببطء أكثر ليكون واضحاً: لن أعود إلى (حزب) الليكود".
ساعر يحمّل مجلس الحرب مسؤولية الأخطاء
وبحسب ساعر فإن التحاقه بحكومة الطوارئ، في بداية الحرب، كشف له واقعاً صعباً "مفاهيم قديمة، وسياسات لا تتغير، وتكرار للأخطاء"، محمّلاً مجلس (كابنيت) الحرب مسؤولية الأخطاء: "كابنيت الحرب الذي قاد المعركة، كان يتألف في الغالب من أفراد وضباط سابقين في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، وبرأيي، هم من يتحملون مسؤولية كبيرة عن الأخطاء الصعبة التي ارتُكبت في إدارة القتال بغزة". وأضاف: "لم أكن راضياً عن الطريقة التي أُديرت بها الأمور". وعند استقالته في مارس أوضح ساعر: "بالنسبة لي، لم يكن هناك جدوى من البقاء عندما لا أستطيع التأثير".
وفي نهاية يونيو/حزيران من نفس العام، أجرى ساعر مقابلة أخرى مع القناة ذاتها وقال: "أعتقد أن هذه الحكومة سيئة ويجب استبدالها. هناك حاجة حقيقية لتغيير الاتجاه ولا أخطط للانضمام إلى الحكومة". وبعد ثلاثة أشهر من تلك المقابلة، أعلن ساعر انضمامه إلى الائتلاف الحكومي وزيراً بدون حقيبة، قبل أن يحصل لاحقاً على حقيبة الخارجية التي تركها يسرائيل كاتس، لدى توليه وزارة الأمن خلفاً للوزير المُقال يوآف غالانت.
وقال ساعر إنه خطط للعودة الى الحكومة، مسبقاً، وليس وزيراً للخارجية، بل وزيراً للأمن بدلاً من غالانت، إلا أن الانتقادات العامة دفعته إلى إعادة التفكير في مساره. وأوضح أنه منذ عودته إلى الحكومة، هناك اتجاه واضح: "عمليات حازمة، ومسؤولة، ومتّسقة في جميع الجبهات، من غزة إلى إيران".
وأردف ساعر: "لا أقول إنني أتفق مع كل تفصيل وتفصيل (في الحكومة)، ولكن من الواضح تماماً أن الاتجاه مختلف. أكثر فعالية، وأكثر حسماً، وأقل تأثراً بالخوف من اندلاع أعمال عنف. لم يعد هذا هو نفس الكابنيت الذي كان في بداية الحرب. اليوم، على عكس تلك الفترة، أنا راضٍ عن المكان الذي أنا فيه. ليس بسبب الراحة السياسية، بل لأن الدولة بحاجة إلى ذلك".