سائق شاحنة يروي تفاصيل دفن نظام الأسد معتقلين في مقابر جماعية بدمشق

01 مايو 2025   |  آخر تحديث: 22:48 (توقيت القدس)
اكتشاف مقبرة جماعية في قرية الترنبة، 1 مايو 2025 (عامر السيد علي/العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حسين علاوي، سائق شاحنة سوري، عمل لمدة 10 سنوات مع نظام الأسد في نقل جثث المعتقلين إلى مقابر جماعية في ريف دمشق، حيث كانت الجثث تحمل أرقامًا فقط وشوهدت عليها علامات تعذيب.
- في قرية الترنبة بريف إدلب، عُثر على مقبرة جماعية تحتوي على رفات شابين وطفلة، ويجري تحليل DNA للتعرف على هوياتهم.
- منذ سقوط نظام الأسد، اكتُشفت مقابر جماعية في عدة محافظات سورية، مما يعزز الشكوك حول تورط النظام السابق في الإخفاء القسري والإعدام خارج القانون.

كشف سائق الشاحنة السوري، حسين علاوي، أنه عمل لمدة 10 سنوات مع نظام الأسد في نقل جثث المعتقلين إلى منطقة القطيفة بريف دمشق، بعد أن امتلأت المنطقة المخصصة لدفنهم في منطقة التل بريف العاصمة، وذلك وفق تقرير لوكالة الأناضول اليوم الخميس.

وأوضح علاوي في حديثه للوكالة أن الجثث التي كان ينقلها تعود لمعتقلين قضوا في سجن صيدنايا، بالإضافة إلى جثث أخرى نقلها من مستشفى حرستا العسكرية إلى منطقة التل، حيث دُفنت في منطقة واسعة هناك، وكانت الجثث تحمل أرقامًا فقط، دون أسماء.

وقال علاوي: "عندما كانت المشارح تمتلئ، كنا ننقل الجثث في شاحنات أسبوعيًّا. شاحنتان أسبوعيًّا. أحيانًا كان هناك 200 إلى 250 جثة في الشاحنة"، مضيفًا: "نقلنا الجثث لمدة عام تقريبًا. وعندما امتلأ هذا المكان (التل)، بدأنا بنقلها إلى منطقة القطيفة لمدة 10 سنوات. آخر مرة نقلت فيها جثثًا إلى منطقة القطيفة كانت عام 2019". وأضاف أنه نقل الجثث في الفترة الأخيرة التي سبقت سقوط نظام الأسد بنحو 10 إلى 15 يومًا، وشاهد علامات تعذيب على بعض الجثث التي حُملت إلى منطقة نجها أيضًا في ريف دمشق.

وأشارت وكالة "الأناضول"، في تقريرها، إلى أن مساحة واسعة من منطقة التل شمال دمشق تظهر فيها حفَر كبيرة لم تُغطَّ بعد، مضيفة أن قوات الأمن والدفاع المدني السوري من المنتظر أن تقوم بعمليات حفر في المنطقة للتحقق من استخدامها من قبل قوات النظام السوري لدفن جثث المعتقلين.

مقبرة جماعية في قرية الترنبة بريف إدلب

وفي سياق متصل، عثر الأهالي في قرية الترنبة التابعة لناحية سراقب في محافظة إدلب شمال غربي سورية، يوم الثلاثاء الماضي، على مقبرة جماعية، وذلك بعد بلاغ من راعي أغنام كان يتجول في المنطقة. تقع المقبرة قرب الساتر الترابي الذي كانت تتمركز فيه سابقًا قوات النظام السوري قبل تحرير المنطقة.

وبحسب الطبيب الشرعي زاهر الطقش، "بعد نبش المقبرة وجدنا رفاتًا لشابين اثنين وطفلة تبلغ من العمر بين 7 و8 سنوات، ويبدو أن سبب الوفاة ناجم عن شظايا انفجار، نظراً لوجود كسور في الساقين والأضلاع". وأضاف أن "المعلومات الأولية تشير إلى أن عمر المقبرة يتراوح بين 4 و5 سنوات".

وأوضح الطقش لـ"العربي الجديد" أن الجهات المختصة ستنقل الرفات والملابس إلى مقر الطبابة الشرعية في مدينة إدلب لإجراء الفحوصات الدقيقة، بما في ذلك أخذ عينات DNA من الأسنان، لإرسالها إلى العاصمة دمشق في حال لم يُتعرف على الجثث من خلال الملابس.

من جهته، قال صبحي عساف، المسؤول الإعلامي في مديرية الصحة بمحافظة إدلب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن عدد المقابر الجماعية التي جرى اكتشافها في منطقة سراقب منذ سقوط نظام بشار الأسد وحتى اليوم بلغ ثلاث مقابر جماعية، موضحًا أن إحدى هذه المقابر جرى التعرف على الجثامين فيها من قبل ذويهم عبر الملابس.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول من العام الفائت، تتوالى عمليات الكشف عن مقابر جماعية في عدة محافظات سورية، خصوصًا في المناطق التي كانت تخضع سابقًا لسيطرة النظام المخلوع وأجهزته الأمنية. وتُظهر المعطيات أن العديد من هذه المقابر تقع في محيط حواجز أمنية أو عسكرية تابعة للنظام، أو قرب الأفرع الأمنية، ما يعزز الشكوك حول تورط تلك الجهات في عمليات الإخفاء القسري والإعدام خارج نطاق القانون خلال عهد النظام السابق.

وتتوزع المقابر المكتشفة حتى الآن على محافظات إدلب، حماة، ريف دمشق، درعا، دير الزور، وغالبًا ما يُعثر فيها على رفات لمدنيين، بينهم نساء وأطفال، ويُعتقد أن الضحايا قضوا تحت التعذيب أو جرى تصفيتهم ميدانيًّا خلال السنوات الماضية، خاصة في ذروة العمليات العسكرية والأمنية التي نفذها النظام بحق المعارضين والسكان المدنيين.