استمع إلى الملخص
- ألقى ترامب باللوم على أوكرانيا في اندلاع الحرب، معبراً عن ثقته في التوصل لاتفاق مع موسكو بعد محادثات في السعودية، بينما أكد موفده كيث كيلوغ على أهمية ضمانات أمنية لأوكرانيا.
- أشاد لافروف بتصريحات ترامب حول الناتو، واعتبر الكرملين المحادثات خطوة نحو تسوية سلمية، بينما وافق الاتحاد الأوروبي على عقوبات جديدة ضد روسيا.
اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، أن دونالد ترامب "يعيش في فقاعة من التضليل"، وذلك رداً على انتقادات وجّهها إليه نظيره الأميركي. وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف "الرئيس ترامب الذي نحترمه للغاية قائداً للشعب الأميركي... يعيش للأسف في مساحة من التضليل"، معتبراً أن هذا التضليل "مصدره روسيا". وشدد زيلينسكي على القول "لن أبيع بلادنا"، معتبراً أنّ "جيش أوكرانيا يتمتع بالقدر الكافي من الصمود".
تصريحات زيلينسكي جاءت عقب إعلان الرئيس الأميركي أن المحادثات مع موسكو كانت "جيدة جداً"، محمّلاً الرئيس الأوكراني مسؤولية اندلاع الحرب مع روسيا في فبراير/ شباط 2022. وعبّر ترامب عن ثقته بإمكان التوصل إلى اتفاق مع روسيا بعد المحادثات التي جرت بين الطرفين، أمس الثلاثاء، في السعودية، وأضاف في حديث مع الصحافيين في منتجع مارآلاغو الذي يملكه في بالم بيتش: "أعتقد أنني قادر على إنهاء هذه الحرب"، كما أعرب عن "خيبة أمله" من كييف التي اعترضت على استبعادها من المحادثات.
من جهة أخرى، قال موفد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أوكرانيا كيث كيلوغ، اليوم الأربعاء، إنّه يتفهّم حاجة كييف إلى "ضمانات أمنية"، وذلك خلال أول زيارة له إلى كييف منذ تولّي منصبه. ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن كيلوغ قوله "نتفهم الحاجة إلى ضمانات أمنية. نحن واضحون للغاية بشأن أهمية ذلك في إطار سيادة هذه الأمة".
وكان كيلوغ قد وصل اليوم الأربعاء إلى كييف، غداة محادثات روسية أميركية جرت في السعودية ونددت بها أوكرانيا، وفق ما أفاد التلفزيون العام الأوكراني. ووصل كيلوغ في قطار من بولندا قبل الظهر، وكانت في استقباله في المحطة السفيرة الأميركية بريدجت برينك، بحسب ما أوردت شبكة سوسبيلنه التلفزيونية التي نشرت مقاطع فيديو.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال، الثلاثاء، إنهم يريدون السلام وإنهاء الحرب القائمة بين بلاده وروسيا "لكن مقابل ضمانات أمنية"، تقدمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا. واليوم قال زيلينسكي إن المسؤولين الروس "مصابون بالكذب المرضي ولا يمكن الوثوق بهم". وأضاف عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "يجب ألا ننسى أبداً أن روسيا يديرها مصابون بالكذب المرضي ولا يمكن الوثوق بهم ويجب ممارسة ضغوط عليهم".
في المقابل، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء بالرئيس الأميركي دونالد ترامب لإلقائه اللوم في النزاع الأوكراني على التحركات الرامية إلى ضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال لافروف أمام المشرعين في مجلس الدوما الروسي "إنه أول قائد غربي حتى الآن، وفي رأيي، القائد الغربي الوحيد الذي قال في العلن وبصوت عالٍ إن أحد الأسباب العميقة للوضع الأوكراني كان موقف الإدارة (الأميركية) السابقة وإصرارها على جر أوكرانيا إلى الناتو".
وقبل ذلك، اعتبر الكرملين أن المباحثات التي أجراها وفدان روسي وأميركي في الرياض، الثلاثاء، تشكّل "خطوة مهمة" نحو التوصل إلى تسوية للحرب في أوكرانيا التي تتمّ عامها الثاني في الأسبوع المقبل. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين: "تمّ اتخاذ خطوة مهمة للغاية، للغاية، في اتجاه توفير الظروف لتسوية سلمية"، مضيفاً، وفق ما نقلت عنه وكالات روسية، أن "الطرفين أظهرا الإرادة السياسية اللازمة، وأعني بذلك روسيا والولايات المتحدة".
بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، إن الرئيس دونالد ترامب عازم على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مبيناً أن "هذه الحرب ليست في مصلحة البلدين، ولا في مصلحة الولايات المتحدة وأوروبا". جاء ذلك في مقابلة له مع شبكة سي أن أن ووكالة أسوشييتد برس، عقب مباحثات الرياض. والتز أكد ضرورة أن تكون نهاية الحرب الحالية في أوكرانيا "دائمة وليست مؤقتة". والمحادثات في الرياض هي المرة الأولى التي يجتمع فيها مسؤولون أميركيون وروس لمناقشة سبل وقف أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ولم توجه دعوة إلى أي مسؤولين أوكرانيين أو أوروبيين. وقالت كييف إنها لن تقبل أي اتفاق يُفرض عليها من دون موافقتها.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن نظيره الأميركي ماركو روبيو أبلغ وزراء الخارجية الأوروبيين بأنّ الولايات المتحدة تريد التوصل إلى اتفاق سلام مستدام في أوكرانيا. وقال بارو لإذاعة "آر تي إل": "تحدثت مع نظيري الأميركي أمس. وأخبرني مرة أخرى بأن هدفهم ليس وقفاً هشاً لإطلاق النار أو فترة توقف مؤقتة تسمح لروسيا بإعادة بناء قواتها، بل تحقيق سلام دائم".
يأتي ذلك فيما وافق سفراء دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين على مجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا هي السادسة عشرة، تتضمن حظر واردات الألمنيوم الروسي، وفق ما ذكر دبلوماسيون في بروكسل. وقالت المصادر لوكالة فرانس برس إن العقوبات الجديدة التي من المقرر أن يعتمدها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي رسمياً، الاثنين، تشمل أيضاً تدابير جديدة تهدف إلى الحد من صادرات النفط الروسية.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)