زيلينسكي يدعو إلى قمة دولية "لإنهاء الصراع" في أوكرانيا

زيلينسكي يدعو إلى قمة دولية "لإنهاء الصراع" في أوكرانيا

11 يناير 2022
الرئيس الأوكراني يأمل إنهاء "التصعيد" (ستيفاني لووس/ Getty)
+ الخط -

دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، إلى قمة رباعية مع موسكو وباريس وبرلين "لإنهاء الصراع" مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، على خلفية توتر دولي مع روسيا.

وقال: "لقد آن الأوان للتوصل الى اتفاق ينهي الصراع، ونحن مستعدون لاتخاذ القرارات اللازمة خلال قمة جديدة" رباعية، وذلك لدى استقباله مستشارين للرئيس الفرنسي والمستشار الألماني، بحسب بيان صادر عن الرئاسة الأوكرانية.

وفيما لم توضح الرئاسة طبيعة هذه القرارات، اكتفت بالإشارة إلى أن المفاوضات تناولت أيضاً الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل "وقف التصعيد" على الحدود الأوكرانية، حيث حشدت روسيا عشرات آلاف العناصر.

وكانت أوكرانيا قد دعت في السابق مرات عدة إلى مثل هذه القمم الرباعية المسماة "صيغة النورماندي"، وهي اقتراحات رفضتها موسكو عموماً، متهمة كييف بعدم تطبيق اتفاقات السلام الموقعة في مينسك، وجرى التفاوض عليها بوساطة فرنسية ألمانية في 2015.

وكانت القمة السابقة من صيغة النورماندي قد عقدت في باريس في ديسمبر/ كانون الأول 2019، أتاحت إحراز تقدم خجول، لكن عملية السلام وصلت مجدداً إلى مأزق، فيما أوقعت الحرب في شرق أوكرانيا أكثر من 13 ألف قتيل منذ 2014.

واشنطن تتعهد برد مكتوب

في سياق متصل، نقلت وكالة الإعلام الروسية ووكالة "إنترفاكس" للأنباء عن مصدر قوله اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تعهدت بالرد كتابة الأسبوع المقبل على مقترحات روسيا المتعلقة بحصولها على ضمانات أمنية قوية من الغرب.

وحشدت روسيا قوات بالقرب من الحدود الأوكرانية، وطالبت حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة باستبعاد قبول انضمام الدولة السوفييتية السابقة أو التوسع أكثر باتجاه الشرق. وقالت واشنطن إنه لا يمكنها قبول هذه الطلبات.

وعقدت روسيا والولايات المتحدة أول جولة من المحادثات بشأن هذه المسألة في جنيف أمس الاثنين. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر قوله إن واشنطن لم تُرد مناقشة رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي مع موسكو دون أن تكون كييف جزءاً من المناقشات.

البيت الأبيض: "من المبكر" معرفة جدية الروس في المحادثات الأمنية

في الأثناء اعتبر البيت الأبيض، الثلاثاء، أنه "من المبكر" معرفة إن كانت روسيا جادة في خفض التوترات الأمنية في أوكرانيا ومحيطها.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحافيين بعد محادثات بين مسؤولين أميركيين وروس في جنيف "من المبكر القول ما إذا كان الروس جديين بشأن سلوك طريق الدبلوماسية".

وأضافت أنه ينبغي الانتظار لمعرفة "إن كانوا مستعدين للتفاوض بجدية أم أنهم سيستخدمون المباحثات ذريعة للقول إن الدبلوماسية لا يمكن أن تنجح".

وتعقد محادثات بين حلف شمال الأطلسي وروسيا الأربعاء على أن تقام جولة أخرى من المفاوضات في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الخميس.

وتمارس واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون ضغوطا على روسيا لسحب حشود قواتها من الحدود مع أوكرانيا في حين تريد موسكو من الغرب الموافقة على سلسلة طويلة من المطالب تقدمها على أنها ضمانات أمنية.

وجددت ساكي رفض الولايات المتحدة للطلب الروسي رفض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي مستقبلاً، معتبرة أنّ "البت بهذا الأمر عائد حصراً لأوكرانيا والدول الأعضاء الثلاثين في الحلف وليس لدول أخرى". وأضافت "ثمة مجموعة من المباحثات التي يمكن أن تندرج ضمن سياق دبلوماسي لكن يعود للروس تحديد ما إذا كانوا سيعتمدون موقفاً جدياً منها أم لا".

روسيا غير متفائلة بالمحادثات

من جهته، أعلن الكرملين اليوم الثلاثاء أنه لا يرى "سبباً للتفاؤل" بعد المحادثات التي جرت مع أميركا حول أوكرانيا وقضايا أمنية أخرى، مضيفاً أنه لم يظهر أي مؤشر على إحراز تقدم فوري. وتمسكت موسكو بضرورة الحصول على ضمانات لوقف توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقاً في أوروبا، بل وحتى المطالبة بتراجع الحلف عن انتشاره القائم في أوروبا الشرقية، وهي مطالب كانت واشنطن قد رفضتها في وقت سابق بحزم.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، إنّ الطريقة التي عقدت بها المحادثات "المفتوحة والشاملة والمباشرة" "تستحق تقييماً إيجابياً"، لكن النتيجة هي المهمة. وأضاف في مؤتمر عبر الهاتف مع صحافيين: "دعونا نقول إنه حتى الآن لا نرى سبباً للتفاؤل".

واستطرد قائلاً: "لا تزال أمامنا عدة جولات (من المحادثات)، التي ستسمح لنا بالتوصل إلى فهم أوضح، وصورة أوضح لموقفنا مع الأميركيين. في الوقت الراهن، من المستحيل استخلاص أي نتائج للأسف".

والشهر الماضي، قدمت موسكو مسودات وثائق أمنية تطالب حلف الأطلسي برفض عضوية أوكرانيا والجمهوريات السوفييتية السابقة الأخرى، والتراجع عن الانتشار العسكري للحلف في وسط وشرق أوروبا. ورفضت واشنطن وحلفاؤها تقديم مثل هذه التعهدات، لكنهم قالوا إنهم مستعدون لإجراء محادثات.

المطالب المتضمنة في اقتراح روسي لمعاهدة أمنية روسية أميركية، واتفاقية أمنية بين موسكو وحلف شمال الأطلسي، جرت صياغتها وسط توترات متصاعدة بشأن حشد قوات روسية قرب حدود أوكرانيا، ما أثار مخاوف من غزو محتمل. ونفت روسيا أن لديها خططاً لمهاجمة جارتها، لكنها ضغطت من أجل الحصول على ضمانات تستبعد توسع حلف شمال الأطلسي ونشر الأسلحة هناك.

أوكرانيا ترحب بجهود نزع فتيل الأزمة

ورحبت الرئاسة الأوكرانية الثلاثاء بـ "جهود" الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وروسيا الهادفة إلى خفض منسوب التوتر بشأن أوكرانيا.

وقال الناطق باسم الرئاسة الأوكرانية، سيرغي نيكيفوروف، في تصريح مصور تلقته وكالة "فرانس برس": "لا يسعنا إلا أن نشيد بالنيات والجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وروسيا وحلف شمال الأطلسي بغية خفض التوترات وحل كل المسائل المشتركة حول طاولة المفاوضات".

المساهمون