استمع إلى الملخص
- الكرملين يشير إلى عدم استجابة أوكرانيا لعروض بوتين للسلام، وزيلينسكي يصف الهدنة الروسية بأنها "محاولة تلاعب"، مقترحًا هدنة 30 يومًا لوقف الهجمات على البنية التحتية.
- وزيرة الخارجية الألمانية تحذر من الضغط على أوكرانيا لاتفاق سلام مفروض، مؤكدة على أهمية تحقيق سلام موثوق وتعزيز التعاون في منطقة بحر البلطيق كاستثمار في الأمن المشترك.
حض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، على عدم تقديم أي أرض "هدية" إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بهدف إنهاء الحرب، علماً أن ثمة توجهاً لدى واشنطن للاعتراف بسيادة موسكو على مناطق أوكرانية احتلتها. وقال زيلينسكي خلال قمة إقليمية: "نريد جميعاً أن تنتهي هذه الحرب في شكل عادل، من دون هدايا لبوتين، وخصوصاً أراضي".
وتحتل روسيا جزئياً أربع مناطق في جنوب وشرق أوكرانيا أعلنت ضمها في 2022، وهي دونيتسك، ولوغانسك، وزابوريجيا، وخيرسون. كذلك، ضمت في 2014 شبه جزيرة القرم، بعد تدخل لقواتها الخاصة، وإجراء استفتاء نددت به كييف والدول الغربية. وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الاثنين، على أن الاعتراف الدولي بعمليات الضم هو شرط "واجب" لإنهاء غزو أوكرانيا الذي بدأ العام 2022.
وتسعى إدارة دونالد ترامب الى إنهاء الحرب في أسرع وقت. وذكرت وسائل إعلام أن ثمة توجها لديها للاعتراف بسيادة روسيا على القرم، ودفع أوكرانيا إلى التخلي عنها. من جهته، شدد زيلينسكي مراراً في الأيام الأخيرة على أن كييف ترفض احتمالاً مماثلاً. ويأتي هذا في وقت تقوم السلطات الأوكرانية بعملية إخلاء قسري لسبع قرى بالقرب من خط المواجهة في منطقة دنيبروبيتروفسك مع تقدم القوات الروسية.
وكتب الحاكم العسكري للمنطقة سيرهي ليساك على تطبيق تليغرام أن 26 طفلاً ما زالوا في المنطقة، ويجب الآن إخلاؤهم مع أقاربهم. ولعدة أشهر، كانت السلطات تطلب من السكان مغادرة القرى طواعية. وتوجد المناطق المعنية بالقرب من الحدود مع منطقة دونيتسك. وقال ليساك إنه تم بالفعل نقل نحو 400 طفل إلى مكان آمن. وأضاف أن القرار كان لا مفر منه، لأن روسيا وجهت القنابل والطائرات المسيّرة إلى المواطنين، مشيراً إلى أن الإخلاء القسري سيستمر لمدة شهر.
إلى ذلك، قال الكرملين، اليوم الثلاثاء، إن أوكرانيا لم تستجب للعديد من العروض التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبدء مفاوضات سلام مباشرة، وشدد على أن التركيز الأساسي لموسكو ينصب على بدء هذه العملية. في المقابل، اعتبر زيلينسكي أن عرض الهدنة لمدة ثلاثة أيام الذي أعلنه بوتين هو "محاولة تلاعب جديدة".
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بحسب وكالات أنباء روسية، إن روسيا لا تستطيع الرد على اقتراح زيلينسكي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً دون تسوية جميع "الخلافات الدقيقة". وكان زيلينسكي قد اقترح هدنة جزئية لمدة 30 يوماً في 20 إبريل/ نيسان الجاري يُمتنع فيها عن توجيه "أي ضربات بواسطة صواريخ ومسيرات بعيدة المدى على البنية التحتية المدنية".
ووصف زيلينسكي، أمس الاثنين، إعلان روسيا لوقف إطلاق نار مؤقت لمدة ثلاثة أيام بمناسبة الذكرى الـ80 للانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية بأنه "محاولة تلاعب"، وقال في رسالة مصورة، نشرها عبر حسابه على تطبيق تليغرام، إن الجيش الروسي واصل اليوم (الاثنين) أيضاً استهداف منشآت الطاقة في أوكرانيا.
وأضاف زيلينسكي: "نحن في أوكرانيا لا نريد استمرار هذه الحرب ولو لثانية واحدة، ونحن دائماً على استعداد للعمل مع جميع شركائنا لإحلال السلام وضمان الأمن بأسرع وقت ممكن". واعتبر أن إعلان موسكو وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، ما بين 8 و11 مايو/ أيار المقبل، "محاولة تلاعب جديدة. لسبب ما، يجب على الجميع انتظار الثامن من مايو لكي يكون هناك وقف لإطلاق النار بالتزامن مع عروض بوتين العسكرية"، مشدداً بقوله: "نحن نثمّن حياة الناس، لا العروض العسكرية. لهذا أعتقد أن العالم يجب ألّا ينتظر حتى الثامن من مايو".
وحذر الرئيس الأوكراني من أن استئناف القتال بعد وقف إطلاق النار المؤقت سيؤدي إلى المزيد من الضحايا، وقال: "ما يمكن أن يهيئ أرضية لدبلوماسية حقيقية، وقف فوري وكامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة لا تقل عن 30 يومًا، وضمان تطبيقه".
وبدورها حذرت وزيرة الخارجية الألمانية المنتهية ولايتها، أنالينا بيربوك، الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الضغط على أوكرانيا لإبرام اتفاق سلام مفروض من روسيا. وقالت بيربوك، اليوم الثلاثاء، خلال اجتماع مع نظرائها من دول الشمال الأوروبي وكذلك من بولندا وفرنسا في جزيرة بورنهولم الدنماركية: "لا يمكن أن يكون من مصلحة أحد أكبر اللاعبين في العالم، الولايات المتحدة، إبرام صفقة أو معاهدة تؤدي إلى مزيد من العدوان.. نحن بحاجة إلى سلام موثوق ودائم"، مؤكدة أن هذا ما يدافع عنه الأوروبيون.
وذكرت بيربوك أن بوتين أوضح من خلال الهجمات الهجينة على كابلات البيانات أو استخدام ما يسمى بأسطول الظل للالتفاف على العقوبات في منطقة بحر البلطيق أنه لا يراهن على التعاون، بل على المزيد من العدوان، وقالت: "بعد ثلاث سنوات من الحرب، إن إعلان وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام لا يمكن أن يخفي حقيقة أن الرئيس الروسي لا يزال يضع نظام السلام الأوروبي نصب عينيه"، مؤكدة أن تعزيز التعاون في منطقة بحر البلطيق يشكل لذلك استثماراً إضافياً في الأمن المشترك، مشيرة إلى ضرورة أن تضطلع بلادها أيضاً بدور قيادي قوي من أجل تحقيق السلام في أوروبا.
وكان بوتين قد أعلن، أمس الاثنين، إقامة هدنة جديدة في أوكرانيا مدتها ثلاثة أيام تمتد من منتصف ليلة 8 مايو/ أيار المقبل وحتى منتصف ليلة 11 مايو، بمناسبة ذكرى مرور 80 عاماً على النصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) التي تحل في 9 مايو، وسط إقامة موسكو استعراضاً عسكرياً في الساحة الحمراء.
(رويترز، الأناضول، أسوشييتد برس، العربي الجديد)