
استمع إلى الملخص
- تمت عدة صفقات تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا برعاية إماراتية، وسط تنافس لإظهار حسن النية وتحميل المسؤولية عن تعثر السلام. الكرملين ينفي المماطلة ويؤكد سرية العمل على مذكرة التفاهم.
- شكك فاليري زالوجني في قدرة أوكرانيا على استعادة أراضيها بسبب نقص الموارد، بينما أعلن بوتين عن إقامة منطقة عازلة على الحدود.
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
، اليوم الخميس، تسلّمه قائمة الأسرى العسكريين المراد تبادلهم مع روسيا وفق معادلة "ألف مقابل ألف"، كما اتُّفِق عليها خلال جولة المفاوضات التي انعقدت يوم الجمعة الماضي في إسطنبول، في أول محادثات مباشرة من نوعها بين الجانبين منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا ربيع عام 2022. وكتب زيلينسكي على قناته على "تليغرام": "يراقب وزير الدفاع الأوكراني (رستم) عمروف تنظيم العملية والوفاء بالاتفاقات. أُشرِك جهاز المخابرات العامة وجهاز الأمن الأوكراني وجهاز الاستخبارات الخارجية ووزارة الداخلية ومفوضة الرادا العليا لحقوق الإنسان وفريق المكتب (الرئاسي). نتحقق من التفاصيل حول كل شخص أدرج اسمه على القوائم من الجانب الروسي".وفي موسكو، أوضح النائب بمجلس النواب الروسي (الدوما)، شمسايل سارالييف، أن عملية التبادل ستستغرق أكثر من يوم واحد، موضحاً، لصحيفة "إر بي كا" الروسية، أنّ إجراء عملية التبادل وفق المعادلة "ألف مقابل ألف" صعب فنياً في ظرف يوم. وكانت المفاوضات التي احتضنتها تركيا، قد أدت إلى التوصل إلى اتفاق على إجراء أكبر عملية تبادل أسرى منذ بداية الحرب في فبراير/ شباط 2022 تشمل ألف أسير من كل جانب. لكن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أحجم عن الكشف عن موعدها، مشيراً إلى أن مثل هذه العملية تتطلب جهداً كبيراً و"بعض الوقت"، ومشدداً على أن "الجميع معنيون بإنجاز ذلك في أسرع وقت".
وأجرت روسيا وأوكرانيا عدة صفقات تبادل الأسرى برعاية إماراتية منذ بداية العام، آخرها في 6 مايو/ أيار الجاري، وشملت 205 عسكريين من كل جانب. واللافت أن الصفقة الأخيرة أجريت عشية بدء سريان مفعول الهدنة التي أعلنها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لمدة ثلاثة أيام بمناسبة الاحتفالات بذكرى مرور 80 عاماً على النصر على ألمانيا النازية في 9 مايو، وسط تنافس موسكو وكييف على إصدار رسائل إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإبدائهما حسن النية وتحميل الطرف الآخر المسؤولية عن تعثر عملية السلام.
وفي الصدد، نفى الكرملين في وقت سابق أن يكون يماطل في المباحثات الهادفة إلى تسوية النزاع في أوكرانيا، فيما ينبغي لموسكو وكييف عرض شروطهما للتوصل إلى وقف لإطلاق النار على خلفية جهود دبلوماسية برعاية واشنطن. وقال بيسكوف رداً على سؤال: "ليس من مصلحة أحد المماطلة في هذه العملية. الجميع يعمل بشكل نشط". كذلك أكد أن معظم العمل على مذكرة التفاهم بين روسيا وأوكرانيا "يجري سرّاً، ولا ينبغي أن يكون مفتوحاً للجمهور". وأضاف أن قائمة الشروط لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا سيُعدّها الطرفان بشكل منفصل. وكان بوتين قد قال، في وقت سابق، إن روسيا مستعدة للعمل على مذكرة مع أوكرانيا، مشدداً على ضرورة "إيجاد حلول وسط تناسب الأطراف".
زالوجني يشكك في استرداد أوكرانيا أراضيها ضمن حدود 1991
في السياق ذاته، شكك القائد العام السابق للقوات المسلحة الأوكرانية، والسفير الأوكراني الحالي لدى بريطانيا، فاليري زالوجني، في واقعية استعادة كييف أراضيها ضمن حدودها المعترف بها وقت تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، بما يشمل شبه جزيرة القرم، أو حتى ضمن حدود عام 2022، أي السيطرة الكاملة على مقاطعات دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون الواقعة جنوب شرقي البلاد، باستثناء القرم التي ضمّتها روسيا في عام 2014.
وقال زالوجني، الذي أُعفي من منصبه العسكري في فبراير/ شباط من العام الماضي بعد تفاقم خلافاته مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، خلال كلمته في منتدى "تصدير الأمن: الأسلحة الأوكرانية في العالم" المنعقد في العاصمة كييف: "آمل أن هذه القاعة لم يعد فيها أناس لا يزالون يعوّلون على معجزة أو على بجعة بيضاء ستجلب السلام إلى أوكرانيا ضمن حدود عام 1991 أو 2022 وسعادة كبيرة بعد ذلك".
وأضاف، في الكلمة التي تناقلت وكالات إعلام روسية وأوكرانية جانبًا منها، أن روسيا تمتلك الموارد اللازمة لمواصلة شنّ الضربات على المواقع الأوكرانية، و"تنفيذ محاولات هجومية متفرقة"، في وقت تواجه فيه أوكرانيا "نقصًا كبيرًا في الموارد البشرية، ووضعًا اقتصاديًا كارثيًا". وتابع قائلاً: "لا مجال للحديث إلا عن حرب تكنولوجية متقدمة من أجل النجاة، باستخدام الحد الأدنى من الموارد الاقتصادية لتحقيق أكبر استفادة. في ظل ظروفها الديمغرافية والاقتصادية، أوكرانيا غير قادرة على خوض حرب من نوع آخر، ولا داعي حتى للتفكير في ذلك".
وتأتي تصريحات زالوجني هذه بعيد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق من اليوم، أن القوات الروسية تعمل على إقامة منطقة عازلة على امتداد الحدود مع أوكرانيا. وقال خلال اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية: "تم اتخاذ قرار إقامة المنطقة العازلة اللازمة على امتداد الحدود. قواتنا المسلحة تنفذ هذه المهمة حاليًا. يتم القضاء على النقاط النارية للعدو، والعمل مستمر".
وخلال العام الماضي، كررت روسيا، على لسان كبار مسؤوليها، بمن فيهم بوتين، تمسّكها بانسحاب القوات الأوكرانية من "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين"، ومقاطعتي زاباروجيا وخيرسون، وهو أحد الشروط الأساسية للتسوية السلمية للنزاع، إلى جانب الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستوبول، التي تحتضن قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي.