زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون يحددون ردهم على ترامب

03 مارس 2025   |  آخر تحديث: 12:30 (توقيت القدس)
زيلينسكي وماكرون وستارمر على هامش قمة لندن، 2 مارس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعمل الرئيس الأوكراني زيلينسكي مع حلفائه الأوروبيين لإقناع الرئيس الأميركي ترامب بأخذ مصالحهم في الاعتبار ضد روسيا، بعد لقاء في لندن حيث تعهد 15 زعيماً بدعم كييف.
- قطع زيلينسكي زيارته لواشنطن بعد اتهامات ترامب، ويسعى لضمانات أمنية أميركية في حال وقف إطلاق النار، بينما اقترحت باريس ولندن هدنة جزئية.
- أكدت أورسولا فون دير لاين على ضرورة ضمانات أمنية لأوكرانيا وإعادة تسليح أوروبا، وزادت واشنطن الضغط على زيلينسكي بالتلميح إلى ضرورة مغادرته منصبه.

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين أنه يعمل مع حلفائه الأوروبيين على تحديد "مواقف مشتركة" لمحاولة إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأخذ مصالحهم في الاعتبار بمواجهة روسيا. وقال زيلينسكي عبر تليغرام بعد لقاء مع حلفائه الأحد في لندن: "سنحدد مواقفنا المشتركة، ما نريد تحقيقه وما هو غير قابل للتفاوض، وستُعرض هذه المواقف على شركائنا الأميركيين".

وشدد الرئيس الأوكراني على أن الأولوية تتمثل في التوصل إلى "سلام متين ودائم وإلى اتفاق جيد بشأن إنهاء الحرب". وحاول حلفاء كييف الأحد توحيد صفوفهم بعدما هزّهم التقارب بين واشنطن وموسكو، وإثر شعورهم بالذهول من الهجوم الذي تعرض له زيلينسكي الجمعة في البيت الأبيض. وبدعوة من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، تعهد خمسة عشر زعيما أوروبيا، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز، دعم كييف وتعزيز تسلحهم في وجه روسيا.

واتهم ترامب الجمعة في البيت الأبيض أمام الكاميرات، زيلينسكي بأنه "وضع نفسه في موقف سيئ جدا" وطالبه بتحقيق السلام مع روسيا وإلا "ستتخلى" عنه الولايات المتحدة.

اتفاق على المعادن

وردا على ذلك، قطع زيلينسكي زيارته لواشنطن، ولم يتم في نهاية المطاف توقيع اتفاقية استغلال المعادن الأوكرانية التي كان مقررا توقيعها في هذه المناسبة. واتفق القادة الأوروبيون الذين انضم إليهم في لندن كل من تركيا والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الأحد على ضرورة محاولة إبقاء الولايات المتحدة إلى جانبهم.

وكرر زيلينسكي استعداده لتوقيع الاتفاقية المتعلقة بالمعادن "إذا كان جميع الأطراف مستعدين". وقال للصحافة: "أنا مستعد لجميع الأشكال البنّاءة في العلاقات مع الولايات المتحدة. وأرى أن لدينا كل ما نحتاجه"، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة "فهم بعض الخطوط الحُمر الأوكرانية".

وتشترط كييف خصوصا الحصول على ضمانات أمنية في حال التوصل إلى وقف إطلاق النار الأمر الذي رفضت واشنطن منحه حتى الآن. واتهم وزير الخزانة الأميركي سكوت بينسنت مساء الأحد زيلينسكي "بإفشال كل شيء"، برفضه توقيع الاتفاق بشأن المعادن الأوكرانية مع واشنطن.

وفي ظل هذه الأجواء، حاول حلفاء أوكرانيا الأوروبيون استعادة زمام المبادرة الأحد. واقترحت باريس ولندن هدنة جزئية لمدة شهر في أوكرانيا. وأوضح ماكرون في تصريحات لصحيفة لو فيغارو أن هذه الهدنة تشمل "الجو والبحر ومنشآت الطاقة".

وأكد أن من فوائد هذه الهدنة التي لا تشمل العمليات البرية، "أن بالإمكان تقييم" تطبيقها بينما الجبهة تمتد على مسافات واسعة. لكن وزيراً بريطانياً أعلن اليوم الاثنين، فشل فرنسا وبريطانيا في التوصل إلى اتفاق بشأن مقترح الهدنة، وفقاً لوكالة فرانس برس.

وشدد ستارمر من جهته على أن "بعض الدول" قالت إنها تريد المشاركة في ائتلاف للنيات للدفاع عن اتفاق السلام في المستقبل. وأكد ستامر "على أوروبا أن تقوم بالجزء الأكبر من المهمة لكن من أجل الدفاع عن السلام في قارتنا وللنجاح في ذلك، يجب أن يحظى هذا الجهد بدعم قوي من الولايات المتحدة".

زيلينسكي "لن يتنازل"

بدورها، شددت أورسولا فون دير لاين على ضرورة توافر "ضمانات أمنية دولية" لأوكرانيا، وأكدت أنها تريد عرض خطة "لإعادة تسليح أوروبا" الخميس خلال القمة الخاصة للاتحاد الأوروبي المقررة في بروكسل. وأكد روته أن "المزيد من الدول الأوروبية سترفع اتفاقها الدفاعي".

وقال شولتز إن أوكرانيا هي "ضحية العدوان الروسي وهذه الحقيقة لا تتزعزع بالنسبة لنا". وألمانيا هي ثاني أكبر مزود مساعدات لأوكرانيا منذ بدء الحرب بعد الولايات المتحدة، مع قيمة إجمالية قدرها 44 مليار يورو. وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إنه في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجب توجيه رسالة مفادها أن "الغرب لا ينوي الاستسلام أمام الابتزاز والعدوان".

والأحد زادت واشنطن من منسوب الضغط على زيلينسكي بالتلميح إلى ضرورة أن يغادر منصبه. وقال مايك والتز مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض: "نحتاج إلى قائد قادر على التعامل معنا والتعامل مع الروس في وقت ما وإنهاء هذه الحرب". ورد الرئيس الأوكراني بالقول إنه "لن يكون من السهل" استبداله "نظرا إلى ما يحدث ونظرا إلى الدعم "الذي يحظى به.

وأضاف زيلينسكي: "لن تكون المسألة مجرد تنظيم انتخابات. بل سيتعين أيضا منعي من الترشح، وهو الأمر الذي سيكون أكثر تعقيدا بعض الشيء"، مؤكدا في الوقت ذاته أنه مستعد للتخلي عن منصبه في مقابل انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.

وباشرت واشنطن وموسكو المرتاحة جدا للتبدل الجذري في السياسة الأميركية، مباحثات الشهر الماضي لإنهاء الحرب من دون دعوة أوكرانيا والدول الأوروبية للمشاركة فيها. وتعليقا على المخاوف التي أثارها هذا التقارب قال ترامب الذي يرفض اعتبار بوتين مسؤولا عن الحرب، عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال": "علينا تمضية وقت أقل ونحن نشعر بالقلق من بوتين وأن نمضي المزيد من الوقت في القلق من عصابات المهاجرين التي تضم مغتصبين وتجار مخدرات وقتلة".

(فرانس برس)