زيلينسكي مستعد لتوقيع اتفاق المعادن.. وماكرون وستارمر يقترحان هدنة لمدة شهر

03 مارس 2025
زيلينسكي أثناء لقائه الجالية الأوكرانية في واشنطن، 1 مارس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعرب الرئيس الأوكراني زيلينسكي عن أمله في تحسين العلاقات مع ترامب بعد اجتماعهما، مشيراً إلى ضرورة تغيير صيغة المحادثات، وأكد على أهمية استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا.
- اقترحت باريس ولندن هدنة لمدة شهر في أوكرانيا لتهدئة الأوضاع، بينما أبدى زيلينسكي استعداده لتوقيع اتفاقية المعادن مع الولايات المتحدة، معتبراً أنها مفيدة للطرفين.
- انتقدت تولسي جابارد قيادة زيلينسكي، مشيرة إلى تباين الأهداف بينه وبين ترامب، مما قد يؤدي إلى تصعيد خطير وتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأحد، إنه يعتقد أن بوسعه إنقاذ علاقته بنظيره الأميركي دونالد ترامب بعد اجتماعهما العاصف في البيت الأبيض يوم الجمعة. بيد أن زيلينسكي قال إنه يتعين المضي قدماً في المحادثات بصيغة مختلفة، في وقت اقترحت فيه باريس ولندن هدنة لمدة شهر في أوكرانيا تشمل "الجو والبحر والبنية التحتية للطاقة".

وأضاف الرئيس الأوكراني أنه لا يعتقد بأن الولايات المتحدة ستوقف مساعداتها لأوكرانيا لأن ذلك لن يساعد إلا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه قال إنه سيعمل على الاستعداد لأي تحديات قد تنشأ. وقال زيلينسكي للصحافيين في لندن يوم الأحد، إنه لا يزال مستعداً لتوقيع اتفاقية المعادن مع الولايات المتحدة، وإنه يعتقد بأنها ستكون مستعدة أيضاً لذلك.

وتأتي تصريحات زيلينسكي بعد قمة انعقدت في العاصمة البريطانية لندن، مساء الأحد، لمناقشة الضمانات الأمنية المزمع تقديمها لأوكرانيا، وأجرى قادة 18 دولة حليفة لكييف في لندن مباحثات "جيدة وصريحة" وناقشوا الحاجة إلى "ضمانات أمنية شاملة" لبلاده في المستقبل، من "البقاء الاقتصادي إلى المرونة العسكرية" وفقاً لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين. 

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن باريس ولندن تقترحان هدنة لمدة شهر في أوكرانيا تشمل "الجو والبحر والبنية التحتية للطاقة"، وذلك في تصريحات لصحيفة لو فيغارو عقب اجتماع الحلفاء. كما اقترح ماكرون أن ترفع الدول الأوروبية إنفاقها الدفاعي الى ما بين 3 و3.5% من إجمالي الناتج المحلي، في مواجهة تبدّل سياسات الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب.

وانتقدت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي جابارد، بشدة قيادة زيلينسكي لبلاده، مضيفةً أنه في حين يعمل الرئيس دونالد ترامب على إنهاء الحرب الروسية، فإن "زيلينسكي لديه أهداف مختلفة في ذهنه". وقالت حابارد في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز إن "الرئيس ترامب ملتزم بالسلام والحرية"، وفقاً لما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة بوليتيكو الأميركية.

وتابعت جابارد: "إننا نشهد هذا التباين الكبير بين موقف ترامب والتزامه بهذه القيم ومصالح الشعب الأميركي من ناحية ومصالح الرئيس زيلينسكي وهؤلاء القادة الأوروبيين من ناحية أخرى". وأوضحت جابارد أن "لدى الرئيس زيلينسكي أهدافا مختلفة في ذهنه. لقد قال إنه يريد إنهاء هذه الحرب، لكنه لن يقبل إلا بنهاية تؤدي، على ما يبدو، إلى ما يراه انتصارا لأوكرانيا، حتى وإن كان ذلك يأتي بتكلفة هائلة للغاية تتمثل في احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة أو حتى حرب نووية".

وأضافت جابارد: "عندما تحدى الرئيس زيلينسكي كلا من الرئيس ترامب ونائب الرئيس فانس بشكل مباشر أمام وسائل الإعلام والشعب الأميركي، فقد أظهر حقاً عدم اهتمامه بأي مفاوضات حقيقية وحسنة النية، وأدى ذلك إلى حدوث صدع كبير في العلاقة". واستطردت جابارد قائلة: "في اعتقادي سيكون من الضروري إعادة بناء أي نوع من الاهتمام بالمفاوضات بحسن نية قبل أن يكون الرئيس ترامب مستعداً لإعادة الانخراط في هذا الأمر".

وتنظر أوكرانيا وأوروبا بقلق إلى التقارب بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وبهدف وضع حد للحرب التي يرفض الرئيس الأميركي اعتبار موسكو مسؤولة عنها، أطلقت موسكو وواشنطن مفاوضات من دون دعوة أوكرانيا أو الأوروبيين إليها. ولا يبدو أن هذه المخاوف ستتراجع، خصوصاً بعد المشادة الكلامية العلنية في المكتب البيضاوي بين زيلينسكي وترامب ونائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس الجمعة.

وهدد الرئيس الأميركي نظيره الأوكراني بالتخلي عن أوكرانيا إذا لم يقدم تنازلات لتسوية النزاع مع روسيا. وردّت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك السبت قائلة: "لقد بدأت حقبة جديدة من العار (...) يجب أن ندافع فيها أكثر من أي وقت مضى عن النظام الدولي القائم على القواعد وقوة القانون، في مواجهة قانون الأقوى".

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)