زيلينسكي: مسؤولون أميركيون وأوكرانيون يجتمعون هذا الأسبوع

25 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 15:21 (توقيت القدس)
زيلينسكي أمام مقر إقامته في كييف، 24 أغسطس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن الرئيس الأوكراني زيلينسكي عن نيته مناقشة اجتماع محتمل مع الرئيس الروسي بوتين مع المبعوث الأميركي كيث كيلوغ، وسط تبادل الأسرى واستعادة أوكرانيا لقرى في دونيتسك.
- رغم جهود الرئيس الأميركي ترامب للتوسط في قمة بين زيلينسكي وبوتين، استبعدت روسيا أي لقاء وشيك، بينما أكد زيلينسكي على أهمية المحادثات المباشرة لتحقيق السلام.
- هدد وزير الخارجية الألماني بفرض عقوبات إضافية على روسيا إذا لم يتم التفاوض، وأكد نظيره الكرواتي على دعم أوروبا لأوكرانيا لتحقيق سلام عادل ودائم.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الاثنين، إنه يعتزم أن يناقش مع المبعوث الأميركي الخاص كيث كيلوغ الاستعدادات لعقد اجتماع محتمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

. وأضاف خلال إفادة مشتركة في كييف مع رئيس وزراء النرويج يوناس جار ستوره أنه من المتوقع أن يجتمع مسؤولون أميركيون وأوكرانيون هذا الأسبوع لبحث هذه المسألة، وكذلك الضمانات الأمنية المحتمل تقديمها لأوكرانيا.

وأمس الأحد، أكد زيلينسكي أن لقاءً مع نظيره الروسي سيكون "الطريقة الأكثر فعالية لإحراز تقدم" في مسار إنهاء الحرب، في الوقت الذي احتفلت فيه بلاده بيوم الاستقلال وتبادلت أسرى حرب مع الجانب الروسي. وأعلن الجيش الأوكراني أن قواته استعادت ثلاث قرى في منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، إضافة إلى شن غارات بطائرات مسيرة على مناطق روسية تسببت إحداها باندلاع حريق في محطة للطاقة النووية قرب مدينة كورسك.

وبعد جهود دبلوماسية حثيثة وضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوسط في قمة بين نظيريه الروسي والأوكراني، بدت آفاق السلام متعثرة الجمعة، عندما استبعدت روسيا أي لقاء وشيك بين بوتين وزيلينسكي. غير أنّ زيلينسكي أكد، أمس، أنّ "محادثات بين الرؤساء هي الطريقة الأكثر فعالية لإحراز تقدّم"، مجدداً الدعوة لعقد قمة ثنائية مع بوتين. وخلال احتفالات عيد الاستقلال التي حضرها المبعوث الأميركي كيلوغ ومسؤولون غربيون آخرون، قال زيلينسكي: "معاً، نحن الأوكرانيين وشركاءنا، نعمل على دفع روسيا نحو السلام. وهذا ممكن". ومنح المبعوث الأميركي وسام الاستحقاق الأوكراني خلال الاحتفال.

وفي موسكو، اتّهم وزير الخارجية سيرغي لافروف الدول الغربية بالسعي إلى "تعطيل" المفاوضات، مندّداً بموقف زيلينسكي الذي "يتعنّت ويضع شروطاً ويطالب باجتماع فوري بأي ثمن" مع بوتين. وأشار لافروف إلى أن موضوع لقاء بوتين ونظيره الأوكراني لم يُناقش خلال القمة الروسية الأميركية التي عقدت في ألاسكا بين بوتين وترامب، مشيراً إلى أن الموضوع طُرح لاحقاً بشكل ارتجالي. وقال لافروف في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية إن الرئيسين بوتين وترامب ناقشا خلال لقائهما في ألاسكا خطوات عملية وقضايا جدية تتعلق بالأمن، مضيفاً أن الرئيس الروسي صرّح بوضوح بأن موسكو مستعدة لمواصلة المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا التي بدأت في مدينة إسطنبول التركية.

وكان ترامب قد أجرى محادثات في ألاسكا قبل أسبوع مع بوتين، لكنه لم يتمكن من إقناعه بعقد لقاء مباشر مع زيلينسكي. وقال ترامب إن "هناك قدراً هائلاً من الكراهية"، مضيفاً: "لكننا سنرى ما سيحدث. أعتقد أنه خلال أسبوعين سنعرف أي طريق سأسلكه"، كما عبّر عن استيائه من الضربات الروسية الأخيرة التي طاولت أهدافاً في أوكرانيا، بينها مصنع أميركي في غرب البلاد، قائلاً: "أنا لست سعيداً بذلك، ولست سعيداً بكل ما يتعلق بهذه الحرب".

ألمانيا تهدد بعقوبات إضافية على روسيا

إلى ذلك، طالب وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء مفاوضات ثنائية عاجلة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مهدداً بفرض المزيد من العقوبات على روسيا. وقال الوزير خلال اجتماع مع نظيره الكرواتي، جوردان جريليك رادمان، في العاصمة الكرواتية زغرب اليوم الاثنين: "إذا ظن الرئيس بوتين أنه يستطيع اللعب على عامل الوقت، فسيكون قد أخطأ في حساباته"، مؤكداً ضرورة مواصلة الضغط على روسيا، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يُعِدّ الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات ضد روسيا.

وأضاف فاديفول أن على بوتين الآن أن يُثبت حقاً استعداده للعمل من أجل سلام عادل، وقال: "بناءً على كل ما نراه، ثمة شكوك كبيرة حول هذا الأمر"، مشيراً إلى أن أوكرانيا قدمت التزاماً استباقياً بالاستعداد للتفاوض دون أي شروط، وقال: "أمر واحد واضح: لن تكون هناك مفاوضات بمنأى عن إرادة الشعب الأوكراني. هذا هو وعدنا الأوروبي المشترك"، مضيفاً أنه يمكن لأوكرانيا مواصلة الاعتماد على "دعمنا السياسي والاقتصادي والعسكري".

ومن جانبه، أكد رادمان لأوكرانيا استمرار الدعم الأوروبي في طريقها نحو سلام عادل ودائم، دون تغيير بالقوة للحدود، وقال: "نعلم أن أي سيناريو آخر ستكون له عواقب سلبية على أمن جنوب شرق أوروبا، وخاصة غرب البلقان"، مشيراً إلى أن كرواتيا تدرك أن السلام العادل وحده هو الذي يمكن أن يدوم، وأضاف: "الحلول الأخرى التي تتضمن مكافأة المعتدي تنطوي على إمكانية زيادة النزعات التوسعية وعدم الاستقرار، سواء في أوروبا أو في العالم". ومن المرجح أن خلفية هذه الملاحظات تعود إلى تجربة كرواتيا في الحرب مع صربيا بين عامي 1991 و1995. وفي ذلك الوقت، شنّ جيش الشعب اليوغوسلافي، الذي كانت تسيطر عليه بلغراد، بالتعاون مع المليشيات الصربية المحلية، حرباً على كرواتيا، التي كانت قد أعلنت استقلالها للتو. واحتلّ الصرب حوالي 30% من الأراضي الكرواتية، حتى حررها الجيش الكرواتي المُنظّم حديثاً بدعم غربي محدود.

(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)