زيلينسكي: بوتين يسعى لتقسيم أوروبا والولايات المتحدة عبر التقرب من ترامب
استمع إلى الملخص
- أشار ماكرون إلى عدم توافق جميع حلفاء أوكرانيا على نشر قوة مسلحة لدعم السلام، مؤكدًا استمرار فرنسا وبريطانيا في العمل على المبادرة رغم غياب الإجماع.
- أكد بوتين استعداد روسيا للدفاع عن مصالحها في القطب الشمالي، معلنًا خططًا لتطوير المنطقة اقتصاديًا، مع انفتاح على التعاون مع الدول الغربية.
اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس، نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالسعي إلى "تقسيم" أوروبا والولايات المتحدة من خلال التقرب في الأسابيع الأخيرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أكثر من ثلاث سنوات من الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في باريس عقب قمة لحلفاء كييف إن بوتين "يريد تقسيم أوروبا والولايات المتحدة".
وأكد أن الولايات المتحدة تغير "باستمرار" شروط اتفاق المعادن المقترح مع بلاده، لكنه أضاف أنه لا يريد أن تعتقد واشنطن أن كييف تعارض الاتفاق. وذكر زيلينسكي أنه يعتقد أن الموقف الأميركي تجاه روسيا يجب أن يكون أشد.
ونشر زيلينسكي صورة من داخل قمة حلفاء كييف، تجمعه مع قادة آخرين وهم يقفون معا، وأرفقها بتعليق: "أوروبا تعرف كيف تدافع عن نفسها. وعلينا أن نُثبت ذلك". وقال زيلينسكي إن "رفع العقوبات عن روسيا في الوقت الحالي سيكون كارثة دبلوماسية، فالعقوبات هي من بين الأدوات القليلة الحقيقية التي يمتلكها العالم للضغط على روسيا من أجل الدخول في محادثات جدية".
وكانت روسيا قد طالبت برفع العقوبات للوفاء بشروطها للتوصل إلى وقف إطلاق النار في البحر الأسود. وقال البيت الأبيض إنه سيُسهم في إعادة وصول روسيا إلى السوق العالمية لصادرات الأسمدة والمنتجات الزراعية، لكنه لم يقر بشروط موسكو. وأوضح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أنه سيتم تقييم مطالب روسيا وسيتم عرضها على الرئيس ترامب. وقال زيلينسكي: "إنهم يماطلون في المحادثات ويحاولون إغراق الولايات المتحدة في نقاشات لا تنتهي ولا جدوى منها حول "شروط" زائفة، فقط لكسب الوقت ثم محاولة الاستيلاء على المزيد من الأراضي.
ماكرون: مقترح نشر قوة مسلحة في أوكرانيا لم ينل موافقة كل الحلفاء
في السياق، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، إن الاقتراح الخاص بنشر قوة مسلحة فى أوكرانيا لدعم صفقة سلام في نهاية المطاف لم ينل موافقة كل حلفاء أوكرانيا الأوروبيين، مشيرا إلى أن البعض فقط أعرب عن رغبته فى المشاركة بها. وأضاف ماكرون: "ليس إجماعا". وقال: "إننا لا نحتاج إلى إجماع لتحقيق ذلك". وأوضح ماكرون أن فرنسا وبريطانيا، اللتين تقودان هذه المبادرة، سوف تمضيان قدما في العمل بشأن هذه القوة المقترحة.
بوتين: روسيا مستعدة للدفاع عن مصالحها
من جهة أخرى، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إن التنافس الجيوسياسي يشتد في القطب الشمالي، لكن التعاون في المنطقة ممكن بما في ذلك بين موسكو والدول الغربية. وأضاف بوتين خلال مؤتمر في مورمانسك مخصص للقطب الشمالي أن روسيا لم تهدد أحدا قط في القطب الشمالي، لكنها مستعدة للدفاع عن مصالحها. ويسعى بوتين لتعزيز التجارة عبر طريق بحر الشمال من خلال مياه القطب الشمالي، في ظل تحول روسيا نحو آسيا للابتعاد عن أوروبا بسبب العقوبات الغربية.
ورأى بوتين أن خطة نظيره الأميركي دونالد ترامب للسيطرة على غرينلاند "جدية" مضيفا: "هناك خطط جدية من جانب الولايات المتحدة في ما يتصل بغرينلاند، خطط ذات جذور تاريخية قديمة". وإذ أكد أن قضية غرينلاند التي تتمتع بحكم ذاتي والعائدة إلى الدنمارك لا تعني روسيا، أعرب عن "قلقه كون دول حلف شمال الأطلسي تعتبر أكثر وأكثر أن القطب الشمالي بمثابة رافعة لنزاعات محتملة".
وخلال المؤتمر، أعلن بوتين إجراءات عدة تهدف إلى تطوير الشمال الروسي الكبير اقتصاديا، علما أنه منطقة استراتيجية مهمة لموسكو التي سبق أن قامت في الأعوام الأخيرة بتطوير العديد من القواعد العسكرية التي كانت مهملة منذ الحقبة السوفييتية. وأمر خصوصا بتجديد مدن المنطقة بحيث تصبح إمكانات النقل داخل مدينة مورمانسك الكبيرة أكبر بثلاثة أضعاف، مع تطوير موانىء اخرى. كذلك، دعا إلى تحسين خدمة السكك الحديد بين سيبيريا والأورال والشمال الكبير وتطوير استخراج المواد الأولية.
وأضاف بوتين: "سنزيد قدرة موانئنا الشمالية بوتيرة أسرع. سنقوم بذلك بالاستناد إلى حلول بيئية معاصرة، تشمل تقنيات تداول البضائع الآلية ومن دون يد عاملة". وأكد انفتاح روسيا على التعاون مع "دول صديقة" في القطب الشمالي، ومع الدول الغربية "إذا أظهرت اهتماما".
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)