استمع إلى الملخص
- يسعى الرئيس الأمريكي السابق ترامب إلى التوصل لاتفاق بين أوكرانيا وروسيا، مع تعيين كيث كيلوغ كمبعوث خاص، بينما يطالب زيلينسكي بضمانات أمنية قوية من واشنطن.
- صرح الكرملين بأن جزءًا كبيرًا من أوكرانيا يرغب في أن يكون روسيًا، مشيرًا إلى ضم موسكو لأربع مناطق أوكرانية في 2022، وزيادة الاتصالات بين إدارة ترامب وروسيا.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة نشرت يوم الثلاثاء، إن أوكرانيا مستعدة لعرض تبادل أراض مع روسيا في إطار مفاوضات سلام محتملة لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ نحو ثلاث سنوات. ومن المقرّر أن يلتقي زيلينسكي نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الجمعة، في مؤتمر ميونخ للأمن، وفق ما أفاد المتحدث باسم الرئيس الأوكراني وكالة فرانس برس، في حين تضغط الولايات المتحدة من أجل وضع حد للحرب.
وفانس من منتقدي الدعم الأميركي الذي يمكّن أوكرانيا من مواصلة الصمود. وقال زيلينسكي في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة ذا غارديان البريطانية ونشرتها في موقعها الإلكتروني الثلاثاء: "هناك أصوات تقول إن أوروبا يمكن أن توفر ضمانات من دون الأميركيين، ودائماً أقول لا". وتابع: "الضمانات الأمنية من دون الولايات المتحدة ليست ضمانات أمنية حقيقية".
ويسعى ترامب للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين، إلا أن بنود أي اتفاق محتمل تثير مخاوف أوكرانيا. وقال زيلينسكي في المقابلة: "سنبادل أراضي بأخرى"، مضيفاً أنه يمكن أن يعرض تسليم موسكو الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة كورسك منذ ستة أشهر، لكنه أشار إلى أنه لا يعلم أي أراض قد يطلب في المقابل. وقال: "لا أعلم، سنرى. لكن كل أراضينا مهمة، ليست هناك أولوية". وأعلنت روسيا ضم خمس مناطق أوكرانية هي القرم في العام 2014 ومن بعدها دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا في العام 2022، على الرغم من أنها لا تسيطر عليها بالكامل.
zelenskyy in new interview with the guardian:
— ian bremmer (@ianbremmer) February 11, 2025
“there are voices which say that europe could offer security guarantees without the americans, and i always say no.”
“security guarantees without america are not real security guarantees.” pic.twitter.com/WDQP60uW7o
عقود لشركات أميركية
وأمس الاثنين، قال ترامب إن كيث كيلوغ، مبعوثه الخاص المكلّف السعي لوقف الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، سيزور كييف في 20 فبراير/ شباط. في حين يسعى ترامب إلى إنهاء سريع للنزاع، يطالب زيلينسكي واشنطن بتضمين أي اتفاق ضمانات أمنية. وتخشى كييف أي تسوية لا تتضمن التزامات عسكرية حازمة، مثل العضوية في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو نشر قوات لحفظ السلام، مقدّرة أنه خلافاً لذلك، سيتمكن الكرملين من التحضير لهجومه التالي.
وكان الرئيس الأوكراني قد أكد الأسبوع الماضي أن بلاده مستعدة لاستقبال "استثمارات من شركات أميركية" في معادنها النادرة، مشدداً على أن "جزءاً من مواردنا المعدنية" موجود في المنطقة المحتلة. في المقابلة مع "ذا غارديان"، قال الرئيس الأوكراني إن "أولئك الذين يساعدوننا في إنقاذ أوكرانيا سيعيدون إعمارها بشركاتهم مع الشركات الأوكرانية. كل هذه الأمور نحن مستعدون للتحدث عنها بالتفصيل".
وقال إن أوكرانيا لديها احتياطيات من المعادن تعد من الأكبر في أوروبا، مشدّداً على أن وقوعها في يدي روسيا "لا يخدم مصالح الولايات المتحدة". ووصف زيلينسكي هذه الاحتياطيات بأنها "موارد طبيعية قيّمة يمكن أن نعرض على شركائنا إمكانيات لم تكن متاحة سابقاً للاستثمار فيها. بالنسبة إلينا سيسهم ذلك في خلق وظائف وبالنسبة للشركات الأميركية سيخلق أرباحاً".
الكرملين: جزء كبير من أوكرانيا يريد أن "يكون روسيّاً"
واليوم الثلاثاء، قال الكرملين إن "جزءاً كبيراً" من أوكرانيا "يريد أن يكون روسيّاً"، وذلك بعد ساعات من تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن كييف قد تصبح "روسية يوماً ما". وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز بُثت الاثنين، قال ترامب إنّ الأوكرانيين "ربما يتوصلون إلى اتفاق وربما لا يتوصلون إليه. ربما يصبحون روسا يوماً ما، وربما لا يصبحون روساً يوماً ما".
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، إن الوضع في أوكرانيا "يتوافق إلى حد كبير مع كلمات الرئيس ترامب". وأضاف: "إنه لأمر واقع أن جزءاً كبيراً من أوكرانيا يريد أن يكون روسيّاً، وقد صار كذلك بالفعل"، في إشارة إلى ضم موسكو أربع مناطق أوكرانية في عام 2022.
وأضاف بيسكوف أنه ليس لديه معلومات عن تقارير غير مؤكدة على تطبيق تليغرام تشير إلى أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ربما توجه إلى موسكو، وأضاف أنه لا توجد اجتماعات معه على جدول الأعمال. وأعاد بيسكوف القول إن الاتصالات بين إدارة ترامب وروسيا بدأت على مستويات مختلفة وإن وتيرتها قد زادت. لكنه ذكر أنه لا يوجد شيء جديد يمكن الكشف عنه بشأن المناقشات المتعلقة بأوكرانيا.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)