زيارة وفد الدروز السوريين إلى إسرائيل.. بين الطقوس الروحية والتطبيع

25 ابريل 2025
وفد من الدروز السوريين في الجليل، 15 مارس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دخلت قافلة تضم 600 من مشايخ الدروز السوريين إلى الجولان المحتل لزيارة مقام النبي شعيب في الجليل، وسط جدل حول تبعاتها السياسية واتهامات بالتطبيع مع إسرائيل، بينما يؤكد المنظمون أنها زيارة دينية بحتة.
- رافقت قوى الأمن السوري الوفد من دمشق، وأكدت مصادر أن السلطات السورية كانت على علم بالزيارة ولم تعترض، بينما ندد ناشطون دروز بالزيارة واعتبروها منصة لخطابات إسرائيلية.
- يشدد المشايخ على أن الزيارة دينية بحتة، وأن مقام النبي شعيب هو أقدس مكان للدروز، بينما يرى البعض أن الانتقادات تغفل الإرث الروحي للطائفة.

دخلت قافلة تضم نحو 600 من مشايخ طائفة الموحدين الدروز في سورية، صباح اليوم الجمعة، إلى أراضي الجولان المحتل عبر معبر "عين التينة"، في زيارة دينية لمقام النبي شعيب في منطقة حطين بالجليل، شمالي فلسطين المحتلة. وتأتي الزيارة، التي يبيت خلالها المشايخ هناك ليلة واحدة لأداء طقوس دينية خاصة، وسط جدلٍ واسعٍ يتعلّق بتبعاتها السياسية واتهاماتٍ بالتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، في وقتٍ تقول فيه مصادر مقرّبة من المنظمين إنها "ممارسة روحانية لا علاقة لها بالسياسة".

وقال أعضاء من القافلة المتوجهة إلى إسرائيل لمراسل "العربي الجديد" في السويداء جنوبي سورية، إنّ عناصر من قوى الأمن العام السوري رافقوا أفراداً من الوفد في طريقهم من جرمانا وصحنايا قرب دمشق.

وأشارت مصادر أخرى إلى أنّ طلب الزيارة تقدم به مشايخ سوريون عبر وساطة ممثلين عن الطائفة في إسرائيل، مؤكدةً أن السلطات السورية كانت على علم بالحدث ولم تعترض عليه. في المقابل، ندد ناشطون وكتاب سوريون من الطائفة الدرزية، خاصة من دروز الجولان المحتل، بالزيارة. وذكّر معارضو الزيارة بتفاصيل مؤلمة يعيشها السوريون تحت الاحتلال، منتقدين تحوّلها إلى منصة لخطابات عسكرية إسرائيلية.

من ناحية أخرى، يرفض مشايخ ومصادر مقرّبة من الوفد الزائر الربطَ بين الزيارة والتطبيع، مؤكدين أن مقام النبي شعيب هو "أقدس مكانٍ للموحدين الدروز"، وأن الحج إليه واجب ديني لا يتقيد بالحدود السياسية. وقال أحد المشايخ لـ"العربي الجديد" إن المشاركين حذِرون من الانجراف وراء الأجندات الإسرائيلية، وإنهم يحرصون على اقتصار مسار الحافلات على الطريق من الحدود إلى المقام من دون زيارة مناطق أخرى.

وتشير بعض الأصوات الداعمة للزيارة إلى أن انتقادات المعارضين تُغفل الإرث الروحي للطائفة الذي يتجاوز "النزاعات الأرضية". ويذكّر هؤلاء بمواقف مشايخ دروز سوريين رفضوا سابقاً أي تدخلٍ إسرائيلي، لكنهم يفرقون بين السياسة والممارسة الدينية، معتبرين أن المقام جزء من تراثهم بغضّ النظر عن السيادة على الأرض.  

وفي الخلفية، تطفو إشكالية التعاطي الرسمي السوري مع الزيارة. فبينما أكدت مصادر "العربي الجديد" أن الإدارة في دمشق مطلعة على التفاصيل، يرى معارضون أن عدم الاعتراض يُعتبر إشارةً إلى الضعف أو التواطؤ، خاصةً في ظلّ صعوبة فصل الدين عن السياسة تحت الاحتلال.

يُذكر أنّ هذه الزيارة ليست الأولى من نوعها، فقد سبق لنحو 150 من المشايخ الدروز أن زاروا، في مارس/ آذار الماضي، مقام النبي شعيب، وقرية جولس، حيث مقر الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في الداخل الشيخ موفق طريف، المقرّب من سلطات الاحتلال ويتبنّى سرديتها، عدا زيارتهم قرية البقيعة في الجليل.