زيارة مسؤول هندي إلى كابول تثير تساؤلات في باكستان

29 ابريل 2025
أمير خان متقي يستقبل أناند براكاش في كابول، 27 إبريل 2025 (الخارجية الأفغانية/إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- زار مندوب وزارة الخارجية الهندية كابول لإجراء محادثات مع حكومة طالبان، حيث تركزت المباحثات على استئناف المشاريع الهندية وتعزيز التعاون ومناقشة الوضع الإقليمي، مع طلب تسهيلات في منح التأشيرات للأفغان.

- أثارت الزيارة قلقاً في باكستان، حيث أشار المحلل السياسي محمد آصف كريم إلى تغير موازين القوة، معتبراً أن أفغانستان لم تعد صديقة لباكستان كما كانت سابقاً، مما أدى إلى توتر العلاقات.

- انتقد الإعلامي الباكستاني فداء عديل خان التقارب بين الهند وأفغانستان، مشيراً إلى أن سياسات باكستان ساهمت في توسيع الفجوة، بينما اتهم الجيش الباكستاني الهند بدعم المسلحين.

في وقت تشهد فيه العلاقات الهندية الباكستانية تدهوراً غير مسبوق وسط توقعات باندلاع حرب بين الدولتين في أي لحظة، زار مندوب وزارة الخارجية الهندية أناند براكاش العاصمة الأفغانية كابول وأجرى محادثات مع المسؤولين في حكومة طالبان. وقالت وزارة الخارجية الأفغانية إنّ المسؤول الهندي أجرى لقاء مع وزير الخارجية الأفغاني الملا أمير خان متقي، موضحة أنّ المباحثات تركزت على العديد من الملفات محط الاهتمام المشترك.

وقالت الخارجية الأفغانية، في بيان لها، إنّ المسؤول الهندي وعد بأن بلاده تعتزم استئناف العمل على بعض المشاريع التي كانت الهند تعمل عليها، ولكن توقف المضي فيها، كما أنها ترغب في تطوير وتعزيز التعاون بين الدولتين في كل المجالات. وأكد البيان أنه خلال اللقاء تمت مناقشة مستجدات الوضع في المنطقة بشكل مجمل.

من جانبه، طلب وزير الخارجية الأفغاني الملا أمير خان متقي من المسؤول الهندي أن تجري الحكومة الهندية تسهيلات في منح التأشيرات للمواطنين الأفغان، معرباً عن أمل بلاده في تطوير العلاقات مع الهند. وتأتي هذه الزيارة في خضم التصعيد المتبادل بين الهند وباكستان، حيث تشير توقعات إلى نشوب حرب بين الدولتين في أي لحظة. وبينما أثارت الزيارة تساؤلات في باكستان، باتت أيضاً محط قلق لدى المهتمين بالوضع القائم بين نيودلهي وإسلام أباد.

وقال المحلل السياسي الباكستاني محمد آصف كريم، لـ"العربي الجديد"، إنّ موازين القوة في المنطقة تغيرت إلى حد كبير، فـ"أفغانستان الآن ليست صديقة لنا مطلقاً، هناك خشية من أن تكون أفغانستان إلى جانب الهند". وأضاف كريم: "المشكلة الكبيرة هي أن الجيش يأخذ كل القرارات السياسية والسيادية، بالتالي هو يرى أن أفغانستان الحالية كأفغانستان التسعينيات أو أيام الحرب الأهلية، ممزقة محتاجة في كل شيء إلى باكستان، والقوة بيد أمراء الحرب، هي تشتري هذا وتدفع لهذا، كل واحد منهم مستعد لأن يتعامل معك مقابل الآخر".

وأوضح أنّ "المؤسسة العسكرية الباكستانية حاولت أن تكون طالبان الأفغانية خاضعة لها، وأن تنفذ كابول ما تملي عليها إسلام أباد، ولكن ما حصل أن كابول كانت تريد التعامل المتبادل سواء بسواء، ولكن صناع القرار في باكستان لم يدركوا أن المنطقة تغيرت وأن أفغانستان قد تغيرت، فكان الأحرى التعامل معها في ضوء المتغيرات".

من جانبه، قال الإعلامي الباكستاني فداء عديل خان إن تلك الزيارة والتقارب بين الهند وأفغانستان في هذا التوقيت "مؤسف جداً، كان المفترض أن تكون كابول إلى جانب إسلام أباد في هذا التوقيت، ولكن مع الأسف بسبب سياسات الحكومة الباكستانية أصبح هناك بون شاسع بين الجارتين المسلمتين أفغانستان وباكستان".

وأوضح عديل خان، في فيديو له على قناته في "يوتيوب"، أن "بلادنا تطرد اللاجئين الأفغان وبطريقة غير مناسبة وتمنعهم من تلقي العلاج في المستشفيات، ولكن الحكومة الهندية تأتي بنفسها لتقول للأفغان نحن موجودون سنعطيكم التأشيرات ونقدم لكم التسهيلات خلال زيارتكم لبلادنا".

وأعلن مكتب العلاقات العامة في الجيش الباكستاني، في بيان، أمس الاثنين، مقتل 17 من عناصر طالبان الباكستانية الذين كانوا يعبرون الحدود الأفغانية الباكستانية. وربط بيان الجيش مرة أخرى حادث قتل المسلحين بالصراع مع الهند. وكان الجيش الباكستاني قد أعلن أمس مقتل 54 من عناصر طالبان الباكستانية، مؤكداً أنّ "عبور هذا العدد من المسلحين في هذا التوقيت العصيب لا بد أن يكون بإشارة من الهند"، متهماً الأخيرة بدعم المسلحين.