زيارة مرتقبة للكاظمي إلى السعودية وإيران قبيل قمة الرياض مع بايدن

زيارة مرتقبة للكاظمي إلى السعودية وإيران قبيل قمة الرياض مع بايدن

25 يونيو 2022
يُتوقع أن تجرى الزيارة مساء اليوم أو غداً (الأناضول)
+ الخط -

من المرتقب أن يُجري رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران، يلتقي فيها كبار المسؤولين في البلاد، وفقاً لما أكده مسؤول حكومي لـ"العربي الجديد"، قال إنّ شخصيات وزارية سترافق الكاظمي في زيارته المتوقع أن تجرى مساء اليوم السبت أو صباح غد الأحد.

في سياق متصل، نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤول قوله إن الكاظمي سيتوجه إلى السعودية قبل زيارته إيران، حاملاً معه مبادرة جديدة تهدف إلى استئناف المحادثات بين الرياض وطهران.

وأوضح المصدر ذاته، الذي فضل عدم كشف هويته، أن من المقرر أن يسافر الكاظمي إلى الرياض في وقت لاحق اليوم لعقد اجتماعات مع مسؤولين سعوديين، بعد ذلك سيتوجه إلى طهران يوم الأحد.

وتسعى زيارة الكاظمي إلى فتح آفاق جديدة من شأنها إعادة تنشيط الحوار بوساطة بغداد بين السعودية وإيران، بحسب المسؤول المطلع على مسار الحوار الإيراني السعودي. 

وقال مصدر حكومي عراقي لـ"العربي الجديد" إنّ زيارة الكاظمي لطهران ستبحث عدة ملفات مهمة، من أبرزها شرح للجانب الإيراني لمشاركة العراق في قمة الرياض المرتقبة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وتأكيد أنه لن يكون ضمن أي تحالف أو محور موجه ضد إيران، وأن مشاركة العراق في هذه القمة "هدفها تقوية العلاقات الدولية، وبحث ملفات الاقتصاد والاستثمار، وليس الوقوف مع أي محور دولي ضد أي محور آخر".

وبيّن أنّ "الزيارة جاءت لمنع أي تفسيرات استباقية لمشاركة العراق في القمة في ما يتعلق بإيران، خصوصاً بعد إيصال رسائل للقيادات الإيرانية من قبل القوى السياسية العراقية المدعومة من طهران، بشأن معلومات مؤتمر الرياض، ونية تشكيل تحالف عسكري ضد إيران لمواجهتها في المرحلة المقبلة".

سيزور الرئيس الأميركي جو بايدن السعودية في 15 و16 يوليو/تموز المقبل، تلبية لدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان. ويتضمن اليوم الثاني من زيارة الرئيس الأميركي مشاركته في قمة مشتركة دعا إليها العاهل السعودي قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

وأضاف المصدر الحكومي أنّ "زيارة الكاظمي إلى إيران لن تخلو من مناقشة قضية استيراد الغاز الإيراني، إضافة إلى ملف المياه، خصوصاً أن العراق يمر بمرحلة جفاف خطيرة، بسبب قطع المياه من قبل الجانب الإيراني، وغيرها من الملفات ذات الطابع الاقتصادي، إضافة إلى ملف الأزمة السياسية في العراق، وتعطيل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة".

لكن عضواً بارزاً في تحالف "الإطار التنسيقي"، طلب عدم ذكر اسمه، قال في حديث مقتضب مع "العربي الجديد"، إنّ "زيارة الكاظمي إلى إيران في هذا التوقيت، تأتي من أجل تعزيز حظوظه للحصول على ولاية ثانية له من قبل قوى الإطار، خصوصاً أن هناك شبه قبول إيراني لتجديد الولاية للكاظمي خلال المرحلة المقبلة".

وبيّن المصدر أن "تجديد الولاية الثانية للكاظمي أمر وارد وغير مستبعد، خصوصاً مع وجود الدعم الإقليمي والدولي لهذا التوجه، إضافة إلى أن هذا الخيار ممكن، ويحظى بدعم وترحيب (خفي) لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي أعلن عن انسحابه من العملية السياسية في العراق، أخيراً، بسبب عدم تمكنه من تشكيل حكومة الأغلبية".

في المقابل، قال المحلل السياسي علي البيدر في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" إنه "بكل تأكيد زيارة الكاظمي لن تخلو من مناقشة قمة الرياض، والتأكيد على أن بغداد لن تكون ضمن أي تحالف من أي شكل كان ضد الجمهورية الإيرانية". وبيّن البيدر أن "زيارة الكاظمي إلى إيران لن تخلو من مناقشة الأزمة السياسية التي يمر بها العراق، خصوصاً بعد انسحاب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من العملية السياسية، وغير مستبعد أن الملف السياسي الذي يناقشه الكاظمي مع القيادات الإيرانية لن يخلو من تجديد الولاية الثانية له في المرحلة المقبلة، في حال تشكلت أي حكومة جديدة".

وأضاف المحلل السياسي أن "زيارة الكاظمي إلى إيران سوف يناقش خلالها ملف التحقيقات في اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وقائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، خصوصاً بعد بث معلومات وأنباء من جهات مقربة من طهران، تشير إلى تورط بعض ضباط جهاز المخابرات العراقي، الذي يرأسه الكاظمي، في عملية الاغتيال التي نفذتها الإدارة الأميركية السابقة بقيادة دونالد ترامب"، في 3 يناير/كانون الثاني 2020.

المساهمون