زيارة ترامب إلى المملكة المتحدة.. ملفات ساخنة وسط حفاوة الاستقبال

17 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 15:06 (توقيت القدس)
من قلعة وندسور التي تتحضر لاستقبال ترامب، 17 سبتمبر 2025 (بول أليس/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- زيارة تاريخية واستقبال ملكي: بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارته الثانية إلى المملكة المتحدة، حيث تم استقباله في قلعة وندسور بعروض فخمة واهتمام خاص بالتفاصيل اللوجستية، في ظل تحسين العلاقات مع حكومة كير ستارمر.

- ملفات سياسية واقتصادية ساخنة: تركز الزيارة على إلغاء الرسوم الجمركية على واردات الألومنيوم والصلب البريطانية، التعاون النووي المدني، ومناقشة الحرب الروسية الأوكرانية، مع تعزيز العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين.

- احتجاجات ونشاطات معارضة: شهدت الزيارة احتجاجات من ناشطين ضد سياسات ترامب، رغم الحفاوة الملكية، حيث تم اعتقال بعض الأفراد، لكن ترامب أعرب عن سعادته بالزيارة.

يبدأ الرئيس الأميركي

دونالد ترامب زيارة إلى المملكة المتحدة، اليوم الأربعاء، تستمرّ يومين، وهي الثانية له رئيساً في البيت الأبيض. وتحمل الزيارة معها الكثير من الملفات السياسية والاقتصادية، فيما يسعى المُضيف الملكي البريطاني لتكون حدثاً غير مسبوق لشخصية غير ملكية، وزيارة تاريخية استثنائية يشعر فيها ترامب بحفاوة خاصّة، مع الكثير من الأضواء.

وعملت حكومة كير ستارمر

على تحسين العلاقات مع ترامب قبل فوزه بالانتخابات الأميركية، ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض، دأبت لندن على مغازلة الرئيس الذي أثار الكثير من الجدل في الداخل البريطاني عبر منشوراته وتعليقاته في الشؤون السياسية الداخلية. وكانت زيارته الأولى عام 2019 صاخبة بالاحتجاجات، وصلت إلى حدّ توقيع عريضة من قبل مليون بريطاني بعدم استقباله في حينه، إضافة لمظاهرات في شوارع لندن التي وصف ترامب عمدتها صادق خان بـ"الفاشل تماماً".

لكن خان كانت له تصريحات جديدة، مساء أمس الثلاثاء، قبل هبوط طائرة ترامب على الأراضي البريطانية، إذ قال في مقال في صحيفة "ذا غارديان" إن الرئيس الأميركي يُشجع اليمين المتطرف حول العالم أكثر من أي شخص آخر، مندداً باستخدام ترامب الجيش في المدن وباستهدافه الأقليات "مستلهماً مباشرةً من قواعد اللعبة التي يتبعها المستبد"، على حد قوله، وهي تصريحات اعتُبرت ضربة لجهود كير ستارمر الساعية لتخفيف الهجوم على ترامب قدر الإمكان خلال زيارته.

ويبدو للزيارة الحالية وجهان، الأول يهتم به الجانب الملكي، يهدف إلى أن يحظى ترامب بزيارة دولةٍ كاملةٍ بكل ما يلزم، من خلال تحضير أبهى استقبال في قلعة وندسور والذي بدأ بالفعل منذ أشهر، وانكب على تنظيم أدق التفاصيل اللوجستية، مثل ترتيب جلوس الشخصيات المدعوة، وإقامة عروض لسلاح الفرسان الملكي، وأخرى جوية وعسكرية، والاهتمام بشكل كبير بقائمة الطعام والموسيقى التي ستتضمن الكثير من الإشارات إلى تراثه الاسكتلندي. وخضع خطاب الملك تشارلز الثالث، الذي سيستغرق سبع دقائق في المأدبة، لعدة مراجعات، لضمان حرصه على اتخاذ القرارات الصائبة دون تجاوز الخطوط السياسية، بحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عن مطُلعين.

أمّا الوجه الثاني فيتعلق بملفات السياسة والاقتصاد الساخنة التي تشغل بال حكومة لندن، التي كانت تأمل في اتفاقٍ يلغي الرسوم الجمركية على واردات الألومنيوم والصلب البريطانية إلى الولايات المتحدة، لكن المحادثات انهارت في اللحظة الأخيرة، بحسب ما أُبلغت به صحيفة "ذا غارديان" صباح اليوم؛ وهذا الاتفاق المأمول هو السبب الذي جعل ستارمر يستشهد مراراً وتكراراً بالقدرة على تجنب أسوأ الرسوم الجمركية الأميركية كسببٍ لنهجه التصالحي إلى حدٍ كبير تجاه ترامب. أمّا على صعيد العلاقات السياسية، فسيكون هناك تعاون نووي مدني جديد، وستكون الحرب الروسية الأوكرانية أبرز القضايا على طاولة اللقاء المشترك بين ستارمر وترامب، والذي سيعقبه مؤتمر صحافي مشترك في تشيكرز.

ويرغب ستارمر في أن تكون هذه الزيارة فرصة كي يبتعد ترامب أكثر عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإدراك أهمية الوقوف مع الحلفاء الأوروبيين التاريخيين، فيما يُرجح أن يطلب فرض عقوبات أكثر على الدول التي تشتري النفط الروسي. ورغم الحفاوة الملكية التي ستكون في استقبال ترامب، والإجراءات الأمنية المشددة في قلعة وندسور، التي وصلت إلى حد ترتيب موقع مهبط طائرة ترامب حتى لا تفزع الخيول المشاركة في عروض الاستقبال، تمكن ناشطون من عرض صور بالبث الضوئي لدونالد ترامب إلى جانب جيفري إبستين، المتهم بالاعتداء الجنسي والمتوفى، على قلعة وندسور، فيما أعلنت الشرطة في بيان لها، اعتقال أربعة بالغين للاشتباه في قيامهم باتصالات خبيثة بعد "عرض غير مصرح به".

الصورة
محتجون يبثون صوراً لترامب وإبستين على قلعة وندسور، 16 سبتمبر 2025 (فيل نوبل/رويترز)
محتجون يبثون صوراً لترامب وإبستين على قلعة وندسور، 16 سبتمبر 2025 (فيل نوبل/رويترز)

وقاطع ناشطون من حملة "لندن خالية من الوقود الأحفوري"، حفل عشاء أقيم في قاعة وندسور غيلدهول، ليل الثلاثاء، حيث تجمع أنصار الجمهوريين للاحتفال بزيارة دونالد ترامب الرسمية، ورفعت المجموعة لافتات كُتب عليها "المال النفطي يقتل" أثناء إبعاد أفرادها من المبنى. وصفع الحضور المحتجين وضربوهم. ودأب ترامب في أكثر من مناسبة على مهاجمة تحول المملكة المتحدة من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، ضاغطاً عليها لتركيز جهودها على النفط والغاز.

وأعرب الرئيس الأميركي قبيل مغادرته واشنطن، وفق "فرانس برس"، عن سعادته بـ"الشرف العظيم" الذي حظي به للقيام بزيارة دولة ثانية إلى المملكة المتحدة، حيث هبطت الطائرة الرئاسية مساء أمس الثلاثاء في مطار ستانستد بلندن. واستقبل حرس الشرف ترامب الذي استقل مروحية برفقة زوجته ميلانيا إلى مقر إقامة السفير الأميركي في لندن لتمضية الليلة، وأكد من لندن أن "الكثير من الأمور هنا تمنحني سعادة"، علماً أن والدته تتحدر من اسكتلندا، وهو يملك مضمارين للغولف في المملكة المتحدة. ووصف ترامب العاهل البريطاني البالغ من العمر 76 عاماً وما زال يتلقى العلاج من السرطان، بأنه "صديقي".

ويبدأ الرئيس الأميركي جدول الزيارة اليوم بترحيب الأمير وليام وزوجته كاثرين به وبميلانيا في قلعة وندسور، قبل أن ينضم إليهما تشارلز الثالث وكاميلا لجولة في موكب عربة تجرها الأحصنة، في مراسم ستقام كذلك خلف أبواب مغلقة. كما سيضع ترامب وميلانيا إكليلاً من الزهر على قبر الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت في العام 2022.