زيارة بايدن لمستشفى المطلع.. بوابة دخول دول التطبيع إلى القدس؟

زيارة بايدن لمستشفى المطلع.. بوابة دخول دول التطبيع إلى القدس؟

14 يوليو 2022
سيكون الدعم الأميركي لمستشفيات في القدس لمرة واحدة (فرانس برس)
+ الخط -

يزور الرئيس الأميركي جو بايدن مستشفى "أوغستا فيكتوريا" المعروف باسم مستشفى المُطلع بمدينة القدس المحتلة قبيل زيارته بيت لحم للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، غداً الجمعة.

ومن المقرر أن يعلن بايدن عن تقديم مساعدة مالية للمستشفى، سيتم تحويلها مباشرة وليس عبر موازنة السلطة الفلسطينية، بموجب قوانين الكونغرس الأميركي التي تحظر تقديم مساعدات مالية للسلطة الفلسطينية؛ بذريعة دعم عائلات الشهداء والأسرى الفلسطينيين الذين يتهمهم الكونغرس بالإرهاب.

وقال رئيس شبكة دعم مستشفيات القدس عبد القادر الحسيني، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ الدعم الأميركي لمستشفى المطلع والبالغ 25 مليون دولار سنوياً، كان يستخدم لتسديد ديون السلطة الفلسطينية عن التحويلات التي كانت ترسلها إلى المستشفى، مشيراً إلى أنّ هذا الدعم كان قد توقف في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب (2017-2021).

وفيما يتعلق بالدعم المتوقع أن يقدمه بايدن خلال لقائه الجمعة بإدارة المستشفى، قال الحسيني: "ليس واضحاً حتى اللحظة ما إذا كان يشكل امتداداً لما كان عليه إنفاق المبالغ المخصصة من هذا الدعم، أم سيتم اعتماد آلية مختلفة عما كان عليه سابقاً، الأمر الذي سيتضح لاحقاً من بعد الجمعة".

من ناحيتها، رفضت ادارة مستشفى المطلع الإدلاء بأي تفاصيل حول زيارة الرئيس الأميركي حتى اللحظة، مؤكدة أنها ستعقد مؤتمراً صحافياً بعد لقائها بايدن، لنشر التفاصيل المتعلقة بحجم الدعم وطبيعته.

وبحسب ما قال عدد من الطواقم التمريضية في مستشفى المطلع لـ"العربي الجديد"، فإنّ هناك العديد من الممرضين وبعض الطواقم الطبية تم إعطاؤهم إجازات عن العمل يوم الجمعة، كما جرى تسريح العديد من المرضى إلى حين انتهاء الزيارة، فيما تتواصل التدابير الأمنية التي تسبق الزيارة.

وليس معلوماً إن كان سيحضر لقاء بايدن مع إدارة مستشفى المطلع ممثلون عن السلطة الفلسطينية أم لا، علماً أنّ ممثلين عن السلطة كانوا قد عقدوا لقاء قبل نحو أسبوع مع إدارة المستشفى بشأن ترتيبات زيارة بايدن.

مساع لإدخال الإمارات إلى القدس من خلال دعم مستشفياتها

وأكد مصدر اشترط عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أنّ الدعم الأميركي المعلن لمستشفيات في القدس وعلى رأسها المطلع هو دعم لمرة واحدة، علماً أنّ مبلغ الـ100 مليون دولار الذي تحدثت تقارير عن أنّ إدارة بايدن خصصته لدعم مستشفيات القدس، ستدفعها دول عربية حليفة للولايات المتحدة.

ومستشفى المُطلع أو مجمع "أوغوستا فيكتوريا" هو مجمع مستشفى وكنيسة يقع على الجانب الجنوبي من جبل الزيتون في مدينة القدس المحتلة. وبني عام 1907-1914 من قبل مؤسسة الإمبراطورة أوغستا فيكتوريا كمركز للمجتمع البروتستانتي الألماني في فلسطين العثمانية، بالإضافة إلى الكنيسة اللوثرية في المدينة القديمة بالقدس. ويضم المجمع عدا عن المستشفى، الكنيسة البروتستانتية الألمانية.

ويقدم المستشفى رعاية متخصصة للفلسطينيين من جميع أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة في مجالات متخصصة كغسل الكلى، وعلاج السرطان، وطب الأطفال، ويعد ثاني أكبر مستشفى في شبكة مستشفيات القدس الشرقية.

وبحسب ما أفاد المصدر، فإنّ المساعدات المالية المعلنة لمستشفيات القدس، وكذلك زيارة بايدن لها "ما هو إلا ذر للرماد في العيون، وليس لهذه الزيارة أي معنى أو مغزى سياسي بالنسبة للفلسطينيين، إذ إنّ الولايات المتحدة لم تعد فتح قنصليتها في القدس الشرقية بعد، ولم تتراجع عن نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، ولم ترفع منظمة التحرير الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس من قائمة الإرهاب".

ووردت معلومات لـ"العربي الجديد"، تفيد بوجود توجه معين لإدخال الإمارات إلى القدس من خلال ما أعلن عن دعم إماراتي بقيمة 25 مليون دولار لمستشفى المقاصد، وهو ما يفسر تحول زيارة بايدن إلى المطلع بدلاً من الأخيرة.

وجرى تداول أنباء عن إمكانية حضور شخصية إماراتية رفيعة المستوى إلى القدس لتسليم هذه المساعدة المالية لإدارة المستشفى، وهي مساعدة تقررت في الأصل من خلال جمعية "القدس للتنمية الاقتصادية" التي يرأسها الدكتور سري نسيبة، وتقرر تأجيل تقديمها حتى لا يغضب ذلك السلطة الفلسطينية.

وقادت" اتفاقيات أبراهام" التي تم توقيعها في 2020 برعاية الولايات المتحدة الإمارات والبحرين إلى الاعتراف بإسرائيل لأول مرة، منذ أن اعترفت بها مصر عام 1979 والأردن عام 1994.

وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، قد وجّه الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على دعمها الذي أعلنت عنه أخيراً لمستشفيات القدس. واعتبر الشيخ هذا الدعم "دعماً لصمود الشعب الفلسطيني وثباته على أرضه".

يذكر أنّ آخر دعم إماراتي لموازنة السلطة الفلسطينية كان عام 2013.

المساهمون