زيارة الدبيبة إلى القاهرة… المصالح الاقتصادية تتجاوز الخلافات

06 يوليو 2024
مدبولي والدبيبة في القاهرة أول من أمس الخميس (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **اتفاقات اقتصادية:** زيارة الدبيبة إلى القاهرة شهدت توقيع اتفاقات لدعم مصر في مجال الكهرباء وتفعيل الربط الكهربائي بين البلدين، في ظل أزمة الكهرباء في مصر.
- **ملف الهجرة غير الشرعية:** تناولت الزيارة توحيد الجهود الدولية والمحلية بشأن الهجرة غير الشرعية وأوضاع اللاجئين السودانيين، مع مناقشة رحلات العودة الطوعية للمهاجرين.
- **التعاون الاقتصادي:** يسعى الدبيبة، بوساطة إماراتية، إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع مصر، خاصة في مشروعات البنية التحتية، مع تأكيد العلاقات الوطيدة بين البلدين.

على الرغم من أن زيارة رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة إلى القاهرة يومي الخميس والجمعة الماضيين كانت حافلة بالعديد من اللقاءات الرسمية والاتفاقات والتفاهمات، إلا أن زيارة الدبيبة إلى القاهرة لم تحسم الملفات الخلافية الأساسية بين القاهرة وطرابلس، وعلى رأسها ملف تعيين الحدود البحرية في شرق المتوسط، وخروج المقاتلين الأجانب من ليبيا. وفي ديسمبر/كانون الثاني 2022، قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعيين الحدود البحرية الغربية لبلاده من طرف واحد، مما زاد في حدة الخلافات والتوتر في العلاقات مع حكومة الوحدة الليبية في طرابلس التي سارعت إلى رفض قرار الحكومة المصرية، واعتبرته "تعدياً على الحدود البحرية والمياه الإقليمية الليبية". وفسر محللون القرار المصري بأنه رد على الاتفاق الموقع بين حكومة الدبيبة والحكومة التركية، في أكتوبر/تشرين الأول 2021، مما منح الأخيرة امتيازات للتنقيب عن الطاقة قبالة الشواطئ الليبية في مواقع متنازع عليها بين دول متوسطية عدة بينها مصر واليونان وتركيا، وحتى الآن لم يتم التوصل إلى حل لهذه الأزمة.

زيارة الدبيبة إلى القاهرة... اتفاقات وتفاهمات

ولكن على الرغم من ترحيل ملفات الخلاف إلى وقت لاحق، إلا أن زيارة الدبيبة إلى القاهرة شهدت الاتفاق على عدد من الملفات على رأسها الملف الاقتصادي، وتم الاتفاق على "تقديم الدعم اللازم لمصر في مجال الكهرباء بهدف استقرار الشبكة العامة، وتفعيل الربط الكهربائي بين البلدين"، وذلك في ظل الأزمة التي تواجهها مصر في قطاع الكهرباء بسبب نقص الغاز. وجاء الاتفاق خلال استقبال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي نظيره الليبي عبد الحميد الدبيبة بالعاصمة الإدارية صباح أول من أمس الخميس.

وكان من الملفات التي حضرت على أجندة زيارة الدبيبة إلى القاهرة الهجرة غير الشرعية، وهو أحد الملفات المشتركة بين القاهرة وطرابلس، من خلال ما يعرف بمنتدى الهجرة عبر المتوسط. فقد استقبل الدبيبة في مقر إقامته بالقاهرة، أول من أمس الخميس، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب، حيث "بحثا ملف الهجرة غير الشرعية وآلية توحيد الجهود المحلية والدولية بشأنها، إلى جانب أوضاع اللاجئين السودانيين في بلدية الكفرة، والمحاور المستهدفة بمنتدى الهجرة عبر المتوسط المزمع عقده في طرابلس منتصف يوليو/تموز الحالي". كما ناقش الاجتماع "جهود المنظمة الدولية للهجرة في تنفيذ رحلات العودة الطوعية للمهاجرين، وتأكيد ضرورة توحيد المفاهيم والأهداف والجهود في هذا الملف الهام"، بحسب بيان لحكومة الوحدة الوطنية الليبية. وحضر الاجتماع المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة عثمان البليسي، والمديرة الأولى بالمنظمة كاتالينا ديفانداس، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة، ومندوب ليبيا بجامعة الدول العربية عبد المطلب ثابت، والناطق الرسمي لمجلس الوزراء محمد حمودة.

خط جديد بين الدبيبة والقاهرة؟

وتعليقاً على زيارة الدبيبة إلى القاهرة قال مدير المركز الليبي للدراسات شريف عبد الله، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه يعتقد أن "الدبيبة بوساطة إمارتية، يريد أن يفتح خطاً جديداً مع مصر عن طريق الملف الاقتصادي، خصوصاً أن مصر الآن تخوض بقوة في عدة مشروعات في البنية التحتية وإعادة الإعمار، فوعود الدبيبة ستكون بتسهيل هذه المشاريع من حيث التغطية المالية، وتقديم وعود أكثر لتسهيل الحصول على مشاريع أكثر". وأضاف أنه "لا توجد مبادئ في السياسة، ولكن هناك مصالح مشتركة".

وكان الدبيبة قد استقبل في مايو/أيار من العام الماضي، وفداً مصرياً من اللجنة المصرية المعنية بملف ليبيا، ضم مسؤولين من جهاز المخابرات العامة، ورجل الأعمال المقرب من الجهاز إبراهيم العرجاني، والذي تتولى المجموعة التي يرأسها تنفيذ العديد من المشروعات داخل مصر، وكذلك تقوم بتنفيذ مشروعات المنحة المصرية في قطاع غزة.

من جهته، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، الخبير في الشؤون الأفريقية، شريف الخريبي، في حديث لـ"العربي الجديد"، حول زيارة الدبيبة إلى القاهرة إنه "لا مانع من التعاون الاقتصادي مع أي دولة من دول المنطقة، ولكن بغض النظر عن المسائل الاقتصادية، لا يمكن أن تكون علاقات مصر الخارجية مبنية فقط على الأسس الاقتصادية ومبدأ المنفعة"، مضيفاً أن "هناك علاقات وطيدة بين مصر وليبيا سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، وذلك لعدة عوامل أهمها القرب الجغرافي، وعلاقات المصاهرة التي نشأت بين المصريين والليبيين".

وأكد الخريبي أن مصر "سعت دوماً من أجل تحقيق الاستقرار في ليبيا بشكل كامل"، مشيراً إلى "الدور المصري الكبير في تحقيق التقارب بين الأطراف الليبية عن طريق مجموعة 5+5 ومجموعة 6+6"، والذي قال إنه "لم يحدث بين ليلة وضحاها، بدون ترتيب مسبق، ولكن حدث بسبب مساعي الدولة المصرية لتحسين المناخ السياسي في ليبيا، من أجل توحيد الدولة الليبية، وعقد الانتخابات والوصول إلى دولة وحكومة مستقرة".