زملاء الصحافي الثبيتي: لن تلجم الأفواه بعد مقتل محمد

04 مارس 2015   |  آخر تحديث: 20:02 (توقيت القدس)
زملاء الثبيتي: لن تُلجَم الأفواه بعد مقتل محمد(العربي الجديد)
+ الخط -

شيّع الصحافيون السعوديون، الأربعاء، في مدينة الدمام، زميلهم الصحافي السعودي محمد الثبيتي، الذي ذهب ضحية لخطأ طبي، وسط غياب لافت لمسؤولي الصحة والتعليم عن الصلاة ومراسم الدفن.

وقد تقدّم ذوو الراحل بخطاب لأمير المنطقة الشرقية طالبوا فيه بإعطائهم الحق الشرعي من المتسبب في وفاة ابنهم الثبيتي. كما طالبوا بتوفير السكن لأسرته المكونة من أربعة أطفال (فتاة وثلاثة أولاد)، أصغرهم رضيع لم يتم شهره الثاني، وقد تسلّم الأمير الخطاب بعد صلاة الجنازة مباشرة من شقيقه سلمان الثبيتي.

وأكد زملاء الصحافي السعودي الثبيتي، الذي قضى نحبه نتيجة خطأ طبي ارتكب بحقه في مستشفى البرج الطبي في الدمام (شرق السعودية)، مواصلتهم للمتابعة الإعلامية لملف الأخطاء الطبية في السعودية والتي راح ضحيتها الكثيرون لفضح المتسببين في هذه الجرائم. 

وقال الصحافي في جريدة "اليوم" وأحد الزملاء المقربين من الثبيتي والذي يعمل أيضاً مراسلاً لتلفزيون الدمام، أحمد العدواني، إن ما حدث للثبيتي أمر مؤلم ويحمل قدراً من البؤس، معرباً في حديثه لـ"العربي الجديد"، عن أسفه لأن المستشفيات تغص بالمرضى الذين حوّلهم بعض الأطباء إلى معاقين نتيجة الإهمال، مؤكدا بأنه "لن تُلجم الأفواه بعد قتل محمد في عملية جراحية أقل ما توصف بالبسيطة والتي تحوّل بعدها إلى جثة هامدة!".

وأردف بأن قدره أن يموت وحبر قلمه لن يجف وهو يبحث عن الحقيقة في صفحات "اليوم" ويتلمّس كل ما هو إنساني لينشره في اليوم الثاني ويأتيني متباهياً بعنوانه ورد فعل المسؤول.

وقال العدواني: "الضمير غائب لدى بعض الأطباء والاختصاصيين الذين تحولوا بين عشية وضحاها إلى جزارين، ولم تردعهم القوانين والجزاءات بل أصبحت الأخطاء الطبية أمراً روتينياً في حياتهم".

واصفاً الراحل بأنه أستاذ الإعلام التطوعي ورفيق المعاناة في سبيل إظهار الحقيقة.

[اقرأ أيضاً: 2400 خطأ طبي في السعودية العام الماضي]

وقال: "سنقوم بعمل صدقة جارية على روحه، إما حفر بئر أو بناء مسجد، ولن تتوقف أقلامنا عن أخذ حق محمد وعائلته".
 
لافتاً إلى أن فريق "شباب الإعلام بالشرقية"، الذي يعتبر محمد أحد أعضائه، سيتبنى هذا الملف تحديداً والعمل على إظهار الحق، مشيراً إلى أن الفريق كان ولا يزال يطلق مبادرات توعوية وطنية وسيظل يفتح ملفات أكثر أهمية، ومن أهم أولوياته ملف الأخطاء الطبية.



بدوره، قال الصحافي علي الشهري: "نحن زملاء محمد من الإعلاميين لن ندخر جهداً في حدود مهنيتنا ودورنا الإعلامي لتقصّي الحقيقة وإظهارها بالشكل المهني، وهذا هو الواجب الذي على عاتقنا كإخوة لمحمد قبل أن نكون زملاء له أو إعلاميين يجمعنا الوسط الإعلامي".

وتمنت الإعلامية إيمان الحصين أن يقف الإعلام وقفة جادة بوجه مسلسل ضحايا الأخطاء الطبية، وتساءلت: "إلى متى أرواح تذهب بسبب مخجل ـ خطأ طبي؟".

وكان الثبيتي قد دخل المستشفى قبل أسابيع لإجراء عملية إزالة خراج من فخذه. وأدى انقطاع الأوكسجين عنه لمدة عشر دقائق بعد العملية بسبب خطأ طبي لدخوله في غيبوبة انتهت بوفاته.

دلالات
المساهمون