زعماء 20 دولة يشاركون في قمة شرم الشيخ الاستثنائية بشأن غزة

13 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 13:33 (توقيت القدس)
تحضيرات لقمة شرم الشيخ بشأن غزة، 11 أكتوبر 2025 (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انعقدت قمة شرم الشيخ بمشاركة زعماء 20 دولة، بما في ذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب، مع ضمانات من الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا.
- تم توقيع "اتفاق شرم الشيخ للسلام" كإطار سياسي للمرحلة المقبلة، بهدف تثبيت الهدنة وإعادة الإعمار، بحضور قادة من قطر وتركيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، بينما غابت إيران.
- المجتمع الدولي يراقب القمة باهتمام، حيث رفضت حماس توقيع الاتفاق، وأكدت إيران دعمها لوقف القتل في غزة رغم غيابها عن القمة.

يعقد زعماء 20 دولة قمة استثنائية في مدينة شرم الشيخ المصرية، اليوم الاثنين، لبحث مستقبل وقف إطلاق النار في غزة وترتيبات إنهاء حرب الإبادة التي عاشها القطاع المحاصر على مدار عامين ومارست فيها إسرائيل أشكالاً شتى من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وتأتي القمة بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أيام من إعلان التوصل إلى اتفاق على المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة تمهيداً لوقف الحرب بشكل تام بضمانة من أربع دول، هي: الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، وفق ما أكدت مصادر لـ"العربي الجديد".

وتأتي القمة كذلك في لحظة مفصلية، بعد أسابيع من الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تُسهم فيها القاهرة وواشنطن، وعدد من العواصم الإقليمية، بهدف تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتهيئة الأرضية لمرحلة سياسية جديدة تمهّد لإعادة الإعمار وبناء الثقة بين الأطراف. وتبدأ فعاليات القمة في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، بتوقيت القاهرة، باستقبال الوفود الرسمية العربية والإسلامية والدولية المشاركة، فيما يصل ترامب إلى مطار شرم الشيخ عند الواحدة وخمس وأربعين دقيقة ظهراً، قادماً من تل أبيب، بعد محادثات قصيرة مع الجانب الإسرائيلي حول ترتيبات الهدنة.

ويعقد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والأميركي دونالد ترامب لقاءً ثنائياً مغلقاً فور وصول الأخير، يتناول أبرز التطورات في غزة والضمانات الأمنية اللازمة لتثبيت وقف إطلاق النار، ثم يشاركان في اجتماع موسّع يضم القادة المشاركين في القمة. وفي الثالثة عصراً، يلتقط القادة صورة جماعية تسبق مراسم توقيع "اتفاق شرم الشيخ للسلام"، الذي يُتوقّع أن يشكّل الإطار السياسي العام للمرحلة المقبلة في المنطقة. وفي بيان لها، أكدت رئاسة الجمهورية المصرية أن القمة تُعقد "تحت عنوان من أجل السلام"، في ضوء "رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وسعيه لإنهاء النزاعات عبر الحوار والتفاهمات الدولية"، مشيرة إلى أن القمة تمثل امتداداً لدور مصر التاريخي في دعم قضايا السلام في المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وقال ترامب، ليلة الأحد-الاثنين، إنّ "الحرب في غزة انتهت"، وذلك قبيل توجهه إلى إسرائيل ومصر لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع والإفراج عن المحتجزين. وشدد ترامب أمام الصحافيين في رد على سؤال عما إذا كان واثقاً من انتهاء الحرب، على أن "الحرب انتهت. حسناً؟ هل فهمتم ذلك"، وأشار إلى أن "غزة تبدو مثل موقع هدم"، مؤكداً أن "الأمور ستصبح جيدة هناك"، وأنه "سيجري تشكيل مجلس سلام على نحو سريع من أجل غزة (..) والجميع يريدون أن يكونوا طرفاً فيه".

وقالت الرئاسة المصرية، اليوم الاثنين، في بيان، إنّ السيسي منح ترامب "قلادة النيل"، وهي أعلى وسام يمنح للشخصيات المدنية والدولية في مصر، "تقديراً لإسهاماته البارزة في دعم جهود السلام، ونزع فتيل النزاعات، وآخرها دوره المحوري في وقف الحرب في غزة". ويلقي الرئيس السيسي كلمة افتتاحية في القمة، يليها خطاب للرئيس ترامب. وسبق أن أكدت الرئاسة المصرية أن القمة تهدف إلى دعم جهود إحلال السلام في قطاع غزة، وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين، تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الثانية وهي إعادة الإعمار والبناء.

ويتابع المجتمع الدولي القمة باهتمام بالغ، نظراً لكونها أول اختبار فعلي للتفاهمات الجديدة بين واشنطن والعواصم العربية منذ اندلاع الحرب في غزة. ومع توقيع اتفاق شرم الشيخ، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التحركات الدبلوماسية متعددة الأطراف. وتشمل قائمة المشاركين في القمة، إلى جانب ترامب، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو، ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف. ومن بين ضيوف القمة أيضاً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. كما تشمل قائمة الحاضرين الذين تأكدت مشاركتهم كلا من رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، ورئيس وزراء كندا مارك كارني.

ومن بين المشاركين أيضاً رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ونائب رئيس دولة الإمارات منصور بن زايد، ووزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. ويحضر قمة شرم الشيخ أيضاً رئيسا أذربيجان وقبرص، ورؤساء وزراء كل من اليونان وأرمينيا والمجر والنرويج، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، وسفير اليابان بالقاهرة، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الهندي.

من جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران لوكالة فرانس برس أن "حماس لن تكون مشاركة" في عملية توقيع اتفاق وقف إطلاق النار اليوم الاثنين في شرم الشيخ بمصر، بل سيقتصر الأمر على "الوسطاء والمسؤولين الأميركيين والإسرائيليين". وأفادت مصادر مطلعة "العربي الجديد" بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تلقى، مساء أمس الأحد، موافقة رسمية من مصر للمشاركة في القمة. وأوضحت المصادر أن هذا القرار جاء بعد ممارسة ضغوط فلسطينية مكثفة على جميع الأطراف العربية المعنية، بهدف ضمان حضور القيادة الفلسطينية في القمة والمساهمة في مناقشة القضايا الإقليمية المتعلقة بالأوضاع في غزة.

كما أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فجر اليوم الاثنين، أنه هو والرئيس مسعود بزشكيان لن يحضرا قمة شرم الشيخ لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وقال في تدوينة على منصة إكس: "لا يمكننا الدخول في أيّ تعامل مع من هاجموا الشعب الإيراني ويواصلون تهديدنا وفرض العقوبات علينا". وأضاف، في منشوره، أن إيران تعرب عن امتنانها لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحضور مؤتمر شرم الشيخ، و"مع وجود رغبة حقيقية في تعزيز التعاملات الدبلوماسية، إلا أنّه لا الرئيس مسعود بزشكيان ولا أنا نستطيع أن نتعامل مع أطراف هاجمت الشعب الإيراني وما زالت تهددنا وتحاصرنا بالعقوبات".

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، رداً على سؤال حول ما إذا كانت الدعوة للمشاركة في قمة شرم الشيخ قد صدرت من مصر أم من الولايات المتحدة، إن الدعوة الرسمية وُجّهت من الرئيس المصري إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وقد تم رفضها بعد دراسة دقيقة للجوانب الإيجابية والسلبية المرتبطة بالمشاركة أو عدمها في القمة، في جلسات خبراء داخل وزارة الخارجية وخارجها.

وأوضح بقائي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي أنّ "القرار يضمن بأكبر قدر ممكن المصالح الوطنية الإيرانية، وقد أُعلن هذا القرار بصورة رسمية". وفي تعليقه على الانتقادات الداخلية بشأن عدم حضور إيران القمة، وتأثير ذلك السلبي على دورها الإقليمي، أوضح بقائي أن "نفوذ إيران وتأثيرها ليسا أمرين يمكن حصرهما في المشاركة أو عدم المشاركة في قمة شرم الشيخ". وأضاف أنّ بلاده كانت خلال العامين الماضيين من "أكثر الدول نشاطًا في ممارسة الضغط على إسرائيل وحلفائها من أجل وقف الإبادة الجماعية في غزة"، مؤكّداً أنّ إيران ستواصل أداء دورها الفاعل في هذا المجال.

وأعاد المتحدث الإيراني التأكيد، تعليقاً على وقف إطلاق النار في غزة، أنّ "إيران لطالما دعمت كل خطوة أو تحرك يؤدي إلى وقف القتل والإبادة الجماعية في القطاع"، موضحاً أنّ المطلب الأساسي لبلاده هو وقف الجرائم والمجازر في غزة، وإنهاء الحصار الجائر على غزة، وتسهيل إرسال المساعدات الإنسانية إليها دون عوائق، وكذلك خروج قوات الاحتلال منها.

المساهمون