زعماء فرنسا والعراق والمغرب ضمن قائمة أهداف برنامج "بيغاسوس" التجسسي

زعماء فرنسا والعراق والمغرب ضمن قائمة الأهداف المحتملة لبرنامج "بيغاسوس" التجسسي

20 يوليو 2021
القائمة تشمل سياسيين وصحافيين وناشطين حقوقيين (Getty)
+ الخط -

أفادت منظمة "فوربيدن ستوريز" غير الحكومية بأن أرقام هواتف للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأعضاء في حكومته على قائمة الأهداف المحتملة لبرنامج "بيغاسوس"، الذي يشتبه باستخدامه من بعض الدول للتجسس على شخصيات مؤثرة.

وعلقت الحكومة الفرنسية: "إذا تبينت صحة هذه الوقائع، فهي بالتأكيد بالغة الخطورة".

وقال مدير المنظمة، لوران ريشار، لقناة إخبارية: "وجدنا أرقام الهواتف هذه، لكننا لم نتمكن من إجراء تحقيق تقني بالطبع بالنسبة إلى هاتف إيمانويل ماكرون"، ما يعني أن "هذا لا يؤكد لنا ما إذا كان الرئيس قد تعرض فعلاً للتجسس".

العاهل المغربي هدف محتمل

وفي السياق ذاته، ذكرت وحدة التحقيق في إذاعة فرنسا، وهي شريكة مجموعة وسائل الإعلام التي كشفت القضية، في مقال نشرته الثلاثاء، أن "رقم هاتف العاهل المغربي الملك محمد السادس من الأرقام التي تم تحديدها كأهداف محتملة لبرنامج بيغاسوس"، مضيفة: "لقد تمكنا مع شركائنا في الكونسورتيوم الذي أسسته (فوربيدن ستوريز)، التي تتبع لها وحدة التحقيق التابعة لراديو فرنسا، من إثبات أن أحد أرقام الهواتف المدرجة (..) يعود بالفعل إلى محمد السادس، كما تعرض كل محيطه للمصير نفسه".

وأضاف المصدر ذاته أن "أرقام الهواتف الخليوية التي قام كونسورتيوم مشروع بيغاسوس بتحديدها، ضمن قائمة الأشخاص الذين من المحتمل أنهم تعرضوا للهجوم بواسطة برنامج التجسس بيغاسوس في المغرب"، تشمل أرقام "عدد كبير من أفراد العائلة المالكة".

ولم يصدر عن المغرب أي تعليق حول هذه المعلومات.

رئيس العراق على القائمة

وبالتوازي مع ذلك، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الثلاثاء، أن هاتف الرئيس العراقي برهم صالح كان على قائمة تضم 50 ألف رقم اختيرت من أجل احتمال استهدافها بالمراقبة في قضية برنامج التجسس بيغاسوس.

وذكرت الصحيفة أنه لم يتسن التحقّق مما إذا كان برنامج بيغاسوس قد أصاب هاتف صالح، أو ما إذا كانت قد جرت أصلا أي محاولة لذلك.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

وكان صالح وماكرون من بين ثلاثة رؤساء وعشرة رؤساء للوزراء وملك، وضعت هواتفهم على قائمة أهداف المراقبة المحتملة.

تحقيق في فرنسا

إلى ذلك، أعلنت النيابة العامة في باريس، الثلاثاء، فتح تحقيق حول ما كشفته تقارير إعلامية بشأن التجسس على صحافيين فرنسيين جرى اختراق هواتفهم عبر برنامج "بيغاسوس" لصالح السلطات المغربية، التي نفت الأمر بشدة.

وذكر تحقيق نشرته الأحد وسائل إعلامية دولية، بينها صحف "لوموند" و"غارديان" و"واشنطن بوست"، أن المخابرات المغربية تجسست على مؤسس "ميديابارت" إيودي بلينيل، والصحافية في الموقع لينيغ بريدو، وهما من بين 180 صحافيا حول العالم يشتبه بأن هواتفهم تعرضت للاختراق من أجهزة مخابرات مختلفة عبر برنامج "بيغاسوس".

ورفع الموقع، الإثنين، شكوى بناء على تلك المعلومات. كما أعلنت صحيفة "لو كانار أونشينيه" والمتعاونة السابقة معها دومينيك سيمونو، اعتزامهما رفع شكوى بعدما كشف التحقيق الإعلامي تعرضهما للتجسس.

في المقابل، كذّبت الحكومة المغربية ما ورد في التحقيق الصحافي، واعتبرته "ادعاءات زائفة"، ونفت في بيان الإثنين امتلاكها "برمجيات معلوماتية لاختراق أجهزة الاتصال".

وقالت نيابة باريس، في بيان، إن هناك تحقيقا يشمل عشرة اتهامات، بينها "انتهاك الخصوصية" و"اعتراض مراسلات" عبر برنامج إلكتروني، و"تكوين مجموعة إجرامية".

كما يشمل أيضا تهمتي "توفير وحيازة جهاز" يقوم بانتهاك نظام بيانات، و"عرض وبيع نظام التقاط بيانات دون ترخيص"، وهما تطاولان تسويق البرنامج والوسطاء الضالعين في ذلك.

وأوضحت النيابة أن التحقيقات أسندت إلى المكتب المركزي لمكافحة الجرائم المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

عشرات آلاف الضحايا المحتملين
ووفق تحقيق نشرته الأحد 17 وسيلة إعلامية دولية، سمح برنامج "بيغاسوس"، الذي طورته شركة "أن أس أو" الإسرائيلية، بالتجسس على ما لا يقل عن 180 صحافيا و600 شخصية سياسية و85 ناشطا حقوقيا و65 صاحب شركة في دول عدة.

ويتيح برنامج التجسس اختراق الرسائل والصور وجهات الاتصال، وحتى الاستماع إلى مكالمات الشخص المستهدف.

وبني التحقيق المشترك على قائمة حصلت عليها منظمتا العفو الدولية و"فوربيدن ستوريز". وقد أعلنت المنظمتان أن زبائن شركة "أن أس أو" حددوا في الإجمال ما يصل إلى 50 ألف رقم يمكن التجسس عليها منذ عام 2016.

في المقابل، تزعم الشركة الإسرائيلية المتهمة بخدمة الأنظمة الاستبدادية، أن برنامجها "موجه فقط للحصول على معلومات ضد الشبكات الإجرامية والإرهابية".

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون