زعماء أحزاب اليمين المتطرف الأوروبي يشيدون بترامب: "أخ السلاح"

08 فبراير 2025
المشاركون في تحالف "وطنيون من أجل أوروبا" في مدريد، 7 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تجمع زعماء اليمين المتطرف في مدريد تحت شعار "لنجعل أوروبا عظيمة من جديد"، مشيدين بعودة ترامب، وشارك شخصيات بارزة مثل فيكتور أوربان وماتيو سالفيني ومارين لوبان.
- كتلة "وطنيون من أجل أوروبا" تسعى لتعزيز موقعها في البرلمان الأوروبي، حيث تضم 86 نائبًا، وتهدف القمة إلى أن تكون "عرض قوة" في مواجهة الكتل النيابية الأخرى.
- يهدف التجمع إلى وضع استراتيجية لمواجهة المفوضية الأوروبية، متهمين إياها بتشجيع "الهجرة غير النظامية"، مع تباينات في المواقف داخل التحالف.

أشاد زعماء أحزاب اليمين المتطرف في تحالف (وطنيون من أجل أوروبا)، وهو ثالث أكبر كتلة تصويت في البرلمان الأوروبي، بعودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة، خلال تجمع عقدوه في مدريد اليوم السبت تحت شعار "لنجعل أوروبا عظيمة من جديد". وشارك في الفعالية رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ونائب رئيسة الوزراء الإيطالية ماتيو سالفيني، بالإضافة إلى زعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي مارين لوبان وزعيم حزب الحرية الهولندي خيرت فيلدرز.

وقال أوربان، أمام نحو ألفين من أنصار اليمين المتطرف الذين لوح معظمهم بالعلم الإسباني: "إعصار ترامب غير العالم في غضون أسابيع قليلة... بالأمس كنا مارقين، واليوم أصبحنا التيار الرئيسي". وانتقد جميع المتحدثين الهجرة ودعا معظمهم إلى "استرداد" جديد، مستخدمين لفظا بالإسبانية يشير إلى إعادة الممالك المسيحية غزو الأجزاء التي كانت تحت سيطرة المسلمين في شبه جزيرة أيبيريا خلال العصور الوسطى.

وشدد الهولندي غيرت فيلدرز على أن "الرئيس ترامب هو بالنسبة لنا أخ في السلاح"، داعيا إلى "استرداد" اليمين المتطرف في أوروبا، في إشارة إلى الحروب التي شنها ملوك إسبانيا الكاثوليك ضد المسلمين بين القرنين الثامن والخامس عشر. ويوم تنصيب ترامب في العشرين من يناير/كانون الثاني، أعلن رئيس الحكومة المجرية "جاء دورنا لاحتلال بروكسل!".

وبعيدا عن النزعة الترامبية، يرى المسؤولون السياسيون المشاركون أن قمة مدريد يجب أن تكون بمثابة "عرض قوة"، على ما أوضح ستيفن فورتي، مشيرا إلى أن مجموعة "وطنيون من أجل أوروبا" تريد أن "تظهر موقعها المحوري في المنافسة" مع الكتل النيابية الأخرى. وتعد الكتلة 86 نائبا بينهم ثلاثون ينتمون إلى التجمع الوطني الفرنسي، من أصل 720 نائبا في البرلمان الأوروبي، ما يجعل منها القوة الثالثة في البرلمان الأوروبي منذ الانتخابات الأوروبية في يونيو/حزيران 2024. ولكنها تجد نفسها في موقع منافسة مع مجموعتين أخريين من اليمين المتطرف في بروكسل وستراسبورغ، المحافظون والإصلاحيون الأوروبيون (80 نائبا)، بقيادة حزب جورجيا ميلوني، ومجموعة أوروبا الدول ذات السيادة (26 نائبا) التي تضم حزب البديل من أجل ألمانيا.

ويشارك في التجمع نحو ألفي شخص تمت دعوتهم إليه غداة مأدبة عشاء ضمت قادة "وطنيون من أجل أوروبا" وكيفن روبرتس رئيس "مؤسسة هيريتدج" الأميركية المحافظة المتشددة للدراسات. ويهدف التجمع، بحسب المنظمين، إلى "تحديد الاستراتيجية التي يجب اتباعها" في مواجهة المفوضية الأوروبية المتهمة بتشجيع "الهجرة غير النظامية"، و"التعصب المناخي".

وقال ستيفن فورتي من جامعة برشلونة المستقلة لوكالة فرانس برس، إن "مواطنون من أجل أوروبا" تريد بصورة أوسع "اغتنام الموجة التي أثارها فوز ترامب والصدمة التي تبعثها تدابيره في الاتحاد الأوروبي" من أجل إعادة تشكيل "التوازنات" داخل الاتحاد. وأوضح الباحث أن هذا التكتل في البرلمان الأوروبي "لديه قاسم مشترك مع ترامب، هو أنه يريد إضعاف الاتحاد الأوروبي"، في إشارة إلى تهديدات ترامب بزيادة الرسوم الجمركية والرغبة في ضم منطقة غرينلاند الدنماركية، ما من شأنه أن يثير إحراجا للأحزاب القومية في الاتحاد.

ولفت، في المقابل، إلى أن مواقف الرئيس الأميركي يمكن كذلك أن تولد "توترات" بين مختلف مكونات اليمين المتطرف الأوروبي. وفي حين لم يلق شعار "اجعلوا أوروبا عظيمة من جديد" استحسان محيطها واعتبره المقربون منها "فظا"، أكدت لوبان أمام الصحافيين قبل بدء التجمع أن "فرنسا لا يمكنها أن تكون خاضعة للولايات المتحدة".

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون