استمع إلى الملخص
- شدد حجاب على أهمية التسامح لمستقبل سوريا، داعياً لتطبيق القرار الأممي 2254، وأعرب عن استعداده للتعاون لإنهاء الاستبداد وإعادة سوريا لدورها الإقليمي.
- تزامنت تصريحاته مع تقدم المعارضة في حلب وإدلب وحماة، بينما جددت الجزائر دعمها للأسد، مؤكدة تضامنها ضد التهديدات الإرهابية.
طالب رئيس الوزراء السوري الأسبق المنشق عن النظام السوري رياض حجاب الدول الداعمة لبشار الأسد بتغليب مصالح بلدانهم، والامتناع عن المشاركة مرة أخرى في سفك الدم السوري. وقال حجاب في كلمة مصورة اليوم الثلاثاء إنّ الأسد "ورّط داعميه في المساهمة بارتكاب أكبر مذبحة شهدها القرن الـ21، راح ضحيتها ملايين القتلى والمصابين والمهجرين واللاجئين والمنكوبين"، وذلك في أول تعليق له على التطورات المتسارعة التي تعرفها سورية بعد العملية التي أطلقتها المعارضة شمال غربي البلاد الأربعاء الماضي، والتي استطاعت من خلالها السيطرة على مساحات واسعة وسط انهيار كبير وسريع لقوات النظام السوري.
وأضاف موجهاً كلامه لداعمي نظام الأسد "رغم ما بذلتموه لتثبيت حكمه، فها أنتم ترون هشاشته وفشله وتهاوي سلطته، وما أحوجكم إلى اغتنام هذه الفرصة السانحة لرفع هذا العبء المادي والأخلاقي عن أكتافكم، فليس من مصلحتكم ولا من عادات شعب بأكمله إبقاء فرد متسلط في الحكم، وليس من مصلحتنا إثارة أي عداوات إقليمية أو دولية". وأكد حجاب في كلمته أن وحدة الأراضي السورية واستقلالها خط أحمر ولا يمكن القبول بأي مشاريع تقسيمية، لافتاً إلى أن السيطرة على حلب وبلدات ومدن سورية جرت بدون إراقة للدماء أو تجاوزات.
وللداخل السوري قال: "علينا أن ندرك أنه لا مستقبل لنا في سورية إلا من خلال التسامح، والهدف الأسمى من حراكنا هو تحقيق العدالة وحرية الشعب وصيانة كرامته". كما طالب حجاب المجتمع الدولي والدول الصديقة والشقيقة بمساعدة الشعب السوري وتطبيق القرار الأممي 2254 الذي يضمن وحدة البلاد ويحافظ على الدولة السورية. وأردف: "نمد يد التعاون لجميع الجهود المخلصة، في مبادرة تخلص البلاد من الاستبداد والميليشيات الطائفية والأجندات الخارجية وتحقن الدم السوري وتعيد ألق سورية دولة محورية تسهم في تحقيق الأمن والتوزان الإقليمي".
كلمة لرئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب بشأن التطورات في سوريا@MediaPmoffice#تلفزيون_سوريا #أخبار_سوريا #فجر_الحرية #ردع_العدوان #سوريا #تحرير_إدلب #تحرير_حلب #حماة pic.twitter.com/ODWzVVRRf7
— تلفزيون سوريا (@syr_television) December 3, 2024
وتتزامن كلمة حجاب مع التقدم العسكري الذي تحققه فصائل المعارضة السورية وسيطرتها على مساحات واسعة من حلب وإدلب، والتوسع في حماة، في ظل انهيارات كبيرة ومتتالية في صفوف قوات النظام السوري. ويعتبر رياض حجاب أرفع شخصية سياسية تنشق عن النظام السوري، بعدما اختار الوقوف في صف الثورة السورية في أغسطس/آب 2012، بعد أشهر قليلة فقط على تعيينه رئيساً للحكومة.
في الأثناء، أجرى وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، مساء الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً مع وزير خارجية النظام السوري بسام الصباغ، جدّد من خلاله موقف الجزائر الداعم لنظام الأسد. وأكد بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، أن "الاتصال سمح لوزير الدولة (عطاف) بالاطلاع على التطورات الأخيرة للأوضاع بشمال سورية"، وكذا "تأكيد موقف الجزائر الثابت وتضامنها المطلق مع الجمهورية العربية السورية، دولةً وشعباً، في مواجهة التهديدات الإرهابية التي تتربص بسيادتها ووحدتها وحرمة أراضيها، وكذا أمنها واستقرارها".
وأوضح البيان أن الصباغ "أعرب عن تقديره للجزائر نظير تضامنها ودعمها للطلب الذي تقدمت به السلطات السورية لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الأممي، وكذا إدراج بند يخص التطورات الأخيرة في سورية خلال الاجتماع الطارئ المقبل لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري".