"رويترز": بعثة قطرية تبحث عن رفات أميركيين قتلهم "داعش" في سورية

10 مايو 2025
مقبرة شمالي سورية تضم رفات مدنيين قتلهم "داعش"، 28 مايو 2018 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بدأت بعثة قطرية بالبحث عن رفات رهائن أميركيين قُتلوا على يد "داعش" في سوريا، حيث عثرت على رفات ثلاثة أشخاص دون تحديد هوياتهم بعد، وسط عدم تعليق من وزارة الخارجية الأميركية.
- تتزامن الجهود مع جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة، مما قد يشير إلى تغييرات محتملة في العلاقات الأميركية مع دمشق، خاصة مع اكتشاف مقابر جماعية في مناطق كانت تحت سيطرة "داعش".
- سلمت الإدارة الأميركية مطالب لسوريا لتخفيف العقوبات، تشمل متابعة مصير المفقودين ومنع تسلم المقاتلين الأجانب مناصب، لكن لم يحدث تغيير ملموس في العلاقات.

نقلت وكالة رويترز عن مصدرين مطلعين قولهما إن بعثة قطرية بدأت البحث عن رفات رهائن أميركيين قُتلوا على يد تنظيم "داعش" الإرهابي في سورية منذ عشر سنوات، ما أحيا جهوداً قائمة منذ فترة طويلة لاستعادة رفاتهم. وقطع تنظيم "داعش" الذي سيطر على مساحات شاسعة من سورية والعراق في ذروة قوته بين عامي 2014 و2017، رؤوس العديد من الأشخاص في الأسر، منهم رهائن غربيون. ونشر مقاطع فيديو لبعض عمليات القتل.

وأكد المصدران أن مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية بدأت عملية البحث يوم الأربعاء برفقة عدد من الأميركيين. وأضافا أن المجموعة، التي أرسلتها الدوحة إلى مناطق الزلازل في المغرب وتركيا في السنوات القليلة الماضية، عثرت حتى الآن على رفات ثلاثة أشخاص. وذكر أحد المصدرين، وهو مسؤول أمني سوري، أنّه لم تُحدد بعد هويات الأشخاص الذين عثر على رفاتهم. بينما أكد المصدر الثاني أنه لم يتضح بعد إلى متى ستستمر المهمة. ولم يصدر تعليق حتى الآن من وزارة الخارجية الأميركية، وفقاً لـ"رويترز".

وبدأت المهمة القطرية في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجولة في المنطقة بعد أيام تشمل قطر والسعودية والإمارات. ولا يستبعد مراقبون أن تشكل جولة ترامب الخليجية والاتصالات التركية مع واشنطن بخصوص سورية، وتأييد ترامب المعلن لدور أنقرة في هذا البلد، بداية تغيير في علاقة الإدارة الأميركية ودمشق وتعاطي واشنطن مع الملف السوري.

ومنذ سيطرة "داعش" على أجزاء واسعة من شمال وشرق سورية بين عامي 2014 و2017، ظهرت عشرات المقابر الجماعية التي خلفها التنظيم، خصوصاً في محافظتي دير الزور والرقة. وكانت منظمات حقوقية وأممية، مثل لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسورية، قد وثّقت حالات متعددة من الإعدامات الجماعية بحق مدنيين وعناصر من وفصائل المعارضة، وعناصر من قوات نظام بشار الأسد المخلوع، إضافة إلى رهائن أجانب. بعض هذه المقابر ضمت مئات الجثث، وجرى اكتشافها بعد انسحاب التنظيم من تلك المناطق.

وفي مدينة الرقة وحدها، والتي كانت سابقاً عاصمة ما يسمى "الخلافة" السابقة للتنظيم، جرى اكتشاف أكبر مقبرة جماعية في حي الفخيخة، إذ ضمت ما يُقدّر بأكثر من 3,500 جثة، وفق ما أفادت به فرق الإنقاذ المحلية. كذلك عُثر على مقابر أخرى في الباغوز وهجين والسوسة، كانت تحتوي جثث لعائلات بكاملها. وتواجه عمليات الكشف والتعرف إلى الضحايا تُواجه صعوبات تقنية وإنسانية كبيرة، منها تدهور الجثث، ونقص السجلات الرسمية، وغياب الدعم الفني في بعض الأحيان.

وكانت الإدارة الأميركية قد سلمت الحكومة السورية الشهر الماضي قائمة مطالب لتخفيف العقوبات شملت تخصيص جهة اتصال مباشرة لمتابعة مصير المفقودين الأميركيين في سورية البالغ عددهم 12 شخصاً، من بينهم الصحافي أوستن تايس. كذلك تضمنت قائمة المطالب الأميركية من دمشق منع تسلم المقاتلين الأجانب مناصب في الدولة السورية، وأن يصدر الرئيس أحمد الشرع موقفاً علنياً يرحب بنشاط "التحالف الدولي للقضاء على داعش" وعمله، إضافة إلى حظر نشاط الفصائل الفلسطينية السياسي والأمني والعسكري، ووقف حملات التبرعات الخاصة بها، ومنع النشاط الإيراني في سورية مع حظر استخدام الأراضي السورية لنقل السلاح والأموال إلى حزب الله. ومن المطالب الأميركية كذلك، ضرورة كشف مخازن الأسلحة الكيميائية، والتعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتفكيك الترسانة السورية. وقد أرسلت الحكومة السورية رداً لم يكشف عن مضمونه، بشأن هذه المطالب. كذلك أجرى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لقاءات عدة في نيويورك، لكن ذلك لم يسهم كثيراً في إحداث تغيير ملموس في مسار العلاقات بين البلدين.

(رويترز، العربي الجديد)