"رويترز": إيران وراء دعوة حزب الله إلى فتح صفحة جديدة مع السعودية
استمع إلى الملخص
- زيارة علي لاريجاني إلى الرياض كانت جزءًا من الجهود الإيرانية للتواصل مع السعودية بشأن سلاح حزب الله، حيث أكد أن نزع السلاح ليس في مصلحة لبنان أو المنطقة، بينما لم يتغير موقف السعودية الحذر تجاه النفوذ الإيراني.
- تستمر الانقسامات في لبنان حول سلاح حزب الله، مع ضغوط أمريكية وخروقات إسرائيلية، بينما رفض حزب الله وحركة أمل خطة الحكومة لحصر السلاح بيد الدولة بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي.
قال مصدران إيرانيان ومصدر مطلع على تفكير حزب الله إنّ مساعي الحزب الرامية إلى تخفيف الضغوط الدولية على لبنان لنزع سلاحه، من خلال دعوة السعودية إلى فتح صفحة جديدة بينهما، جاءت نتيجة جهود دبلوماسية بذلتها إيران خلف الأبواب المغلقة. ودعا الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم السعودية إلى فتح "صفحة جديدة" وتنحية خلافات الماضي من أجل تشكيل جبهة موحدة ضد إسرائيل، وذلك في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، في خطوة اعتُبرت على نطاق واسع إشارة إلى قلق الحزب من الضغوط المتزايدة على لبنان للمضي قدماً في خطة نزع سلاحه.
ويشير دور إيران أيضاً، الذي لم يكشف عنه سابقاً، إلى قلق طهران من أنّ حليفها الرئيسي في لبنان قد يخسر مزيداً من النفوذ بعد الانتكاسات الكبيرة التي مُني بها خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان. ودأبت السعودية على تأييد نزع سلاح حزب الله ولم تُبدِ أي مؤشرات على تغيير موقفها منذ دعوة قاسم. ولم يرد المسؤولون السعوديون على طلبات "رويترز" للتعليق بشأن دعوة حزب الله، أو ما إذا كانت سياسة الرياض تجاه حيازة الجماعة للأسلحة قد تغيّرت.
وتثير مسألة سلاح حزب الله انقسامات كبيرة في لبنان وازدادت إلحاحاً مع تصاعد الضغوط الأميركية على بيروت لإعلان خطة لحصر السلاح وتواصل الخروقات الإسرائيلية اليومية للأجواء اللبنانية، ولاتفاق وقف الأعمال العدائية الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والتي تجاوزت عتبة الـ4500 خرقاً. وقال المصدران الإيرانيان والمصدر المطلع على تفكير حزب الله إنّ تواصل إيران مع السعوديين جاء عن طريق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، الذي زار الرياض في الآونة الأخيرة.
وذكر المصدر المطلع على تفكير حزب الله أنه يعتقد أن العدوان الإسرائيلي على قطر هذا الشهر لاغتيال قياديين في حركة حماس في أثناء اجتماعهم لبحث الرد على مقترح أميركي لوقف إطلاق النار في غزة، ربما يكون قد غيّر الوضع بما يكفي لطيّ صفحة العداوات القديمة. لكن المصدر أضاف أنّ حزب الله لم يوجه دعوته إلى السعودية إلا بعد إشارة من الإيرانيين، قائلاً إنّ لاريجاني حثّ قاسم على إبداء حسن النية تجاه المملكة.
وقال أحد المصدرين الإيرانيين إنّ موضوع سلاح حزب الله كان أحد موضوعات النقاش الرئيسية خلال زيارة لاريجاني إلى الرياض. وقال المصدر الإيراني الآخر إن لاريجاني أبلغ السعودية بأنّ نزع سلاح حزب الله لن يفيد لبنان ولا المنطقة بأكملها. وكان الخصمان اللدودان السابقان، إيران والسعودية، اتفقا على التقارب في 2023 بعد سنوات من التنافس الذي أدى إلى تفاقم الصراعات والخلافات السياسية في عدد من الدول العربية. ومع ذلك، لا تزال السعودية حذرة من النفوذ الإيراني في المنطقة.
وقال المحلل السعودي عبد العزيز صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، إنّ سياسة المملكة تقوم على أن الدولة هي صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح والتحكم في قرارات السياسة الخارجية، وهو موقف يعني عدم وجود مجال للتفاهم مع حزب الله. وأضاف صقر "الاتفاق السعودي الإيراني لم يغيّر أسس المطالب السعودية التي ترفض الرعاية الإيرانية للمليشيات العقائدية الطائفية المسلحة المرتبطة بالاستراتيجية الإيرانية الإقليمية التوسعية والتدخلية".
ويجري لاريجاني زيارة رسمية إلى لبنان، غداً السبت، وذلك للمشاركة في المراسم الخاصة التي تُقام بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمينين العامين السابقين لحزب الله، حسن نصر الله
وهاشم صفي الدين. وكان الجيش اللبناني قد وضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة، عرضها على مجلس الوزراء في جلسة 5 سبتمبر/ أيلول، فحظيت بترحيب، وتمكّن من خلالها من تجنيب البلد فتنةً في ظلّ إصرار حزب الله وحركة أمل على رفض مقررات الحكومة التي اتُّخذت في جلستي 5 و7 أغسطس/ آب الماضي، ورفض وضع مهلة زمنية لتسليم السلاح، وذلك عبر وضعه مراحل خمساً لتنفيذ الخطة، تبدأ من جنوب الليطاني، مع تأكيده أن من عوائق التنفيذ استمرار الاحتلال الإسرائيلي لنقاط جنوبي لبنان، ومواصلته اعتداءاته على الأراضي اللبنانية.(رويترز، العربي الجديد)