رومانيا: اليمين المتطرف يأمل بتعزيز موقعه في الانتخابات التشريعية

01 ديسمبر 2024
المرشح اليميني كالين جورجيسكو يغادر مركز الاقتراع، بوخارست 1 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت رومانيا انتخابات تشريعية مثيرة للجدل، حيث يأمل اليمين المتطرف في تحقيق فوز كبير، مما قد يؤدي إلى تغيير استراتيجي في البلاد. تصدّر مرشح اليمين المتطرف كالين جورجيسكو الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وسط إجراءات مثيرة للجدل مثل إعادة فرز الأصوات واتهامات بالتدخل الروسي.

- يتوقع المحللون انقسام البرلمان المقبل وصعوبة تشكيل حكومة، حيث تشير نيات التصويت إلى أن أكثر من 30% من الأصوات قد تذهب لليمين المتطرف، الذي يرفض دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.

- أثار قرار المحكمة الدستورية بإعادة فرز الأصوات قلقاً واسعاً، حيث اعتبره البعض تهديداً للديمقراطية في رومانيا. انتقدت الولايات المتحدة هذا القرار، معربة عن أملها في ألا يؤثر على صدقية العملية الانتخابية.

بدأ الناخبون في رومانيا الإدلاء بأصواتهم الأحد في انتخابات تشريعية يأمل اليمين المتطرف بالفوز فيها، ما سيشكّل تغييراً استراتيجياً في هذه الدولة المجاورة لأوكرانيا والمنضوية في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).

خلال أيام، شهدت الدولة الواقعة في شرق أوروبا سلسلة خطوات غير متوقعة، مع تصدّر مرشح اليمين المتطرف كالين جورجيسكو الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، واتخاذ السلطات سلسلة إجراءات بدءاً من إعادة فرز الأصوات وطلب "إجراءات طوارئ" بحق تطبيق تيك توك ومزاعم بوقوع "هجمات إلكترونية"، في ظل الحديث عن حملات تأثير روسية.

وفتحت المراكز أبوابها في رومانيا صباح الأحد، على أن تستمر عملية الاقتراع حتى التاسعة ليلاً (19,00 ت غ). ومن المتوقع أن يبدأ بعد ذلك ظهور نتائج استطلاع آراء المقترعين.

وبعد ثلاثة عقود من هيمنة حزبين على الحياة السياسية في رومانيا، يتوقع محللون انقساماً في البرلمان المقبل ومفاوضات صعبة لتشكيل حكومة. وبحسب نيّات التصويت، يتوقع أن يصبّ أكثر من 30 % من الأصوات لصالح اليمين المتطرف المشتّت بين أكثر من حزب يجمعها قاسم مشترك هو رفض دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.

رومانيا أمام خيار "وجودي"

ومنذ انهيار الشيوعية في العام 1989، لم تشهد رومانيا اختراقاً مماثلاً لليمين المتطرف، لكن يبدو أن سكانها البالغ عددهم 19 مليوناً ضاقوا ذرعاً بالصعوبات الاقتصادية والحرب الجارية في البلد المجاور.

وقال الاقتصادي جورج سورين البالغ 45 عاماً إنه سيقترع لصالح حزب قومي. ورأى أن البرلمان الحالي "لم يقم إلا بخدمة مصالح أوكرانيا من خلال الموافقة على سلسلة مساعدات من دون أن يشرح لنا شيئاً"، معتبراً أن الهيئة التشريعية "نسيت" الرومانيين، وكانت "خانعة" لرغبات بروكسل، في إشارة الى القرار السياسي للاتحاد الأوروبي.

ويشمل اليمين المتطرف تشكيلات مثل التحالف من أجل وحدة الرومانيين (أور) الذي نال مرشحه جورج سيميون نحو 14 % من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، و"أنقذوا رومانيا" (SOS Romania) بقيادة المرشحة المناصرة للكرملين ديانا سوسواكا. كما ظهر أخيراً الحزب الجديد POT (حزب الشباب) الذي دعم جورجيسكو في الانتخابات الرئاسية، والذي يمكنه أن يتجاوز الحد الأدنى من الأصوات المطلوب لدخول البرلمان، وهو خمسة في المائة.

وفي المعسكر المقابل المؤيد لأوروبا، يأمل تيار الوسط وحزب "اتحاد إنقاذ رومانيا" (USR) بالبناء على حلول مرشحته إيلينا لاسكوني ثانية في الانتخابات الرئاسية. كما سيسعى الائتلاف الحاكم من الاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين، للتعويل على "الخبرة" التي يتمتع بها للحد من الخسائر التي مني بها في انتخابات الأحد الماضي.

واعتبر الرئيس المنتهية ولايته الليبرالي كلاوس يوهانيس أن الانتخابات التشريعية هي "مفصلية بالنسبة إلى توجه رومانيا في الأعوام المقبلة"، بين البقاء "بلداً للحرية" و"أمة أوروبية حديثة"، أو "الانزلاق نحو عزلة مضرة وإعادة الوصل مع ماضٍ مظلم". وأضاف "هذا هو الخيار الوجودي الذي نواجهه".

انتقادات لإعادة الفرز

وأثار قرار المحكمة الدستورية إعادة فرز الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية قلقاً في بوخارست. وقالت الممرضة جينا فيسان (40 عاماً) لوكالة فرانس برس "يبدو أن ما يجري ليس ديمقراطياً". وأضافت أثناء تجولها في سوق لعيد الميلاد في العاصمة الرومانية "عليهم احترام تصويتنا. لقد أصبنا بخيبة أمل، لكننا اعتدنا على هذا التصرف"، وذلك في انتقاد ضمني الى الأحزاب السياسية التقليدية التي تتهم بأنها فاسدة.

ورأى منسق المجموعة البحثية "إكسبرت فوروم" سبتيموس بارفو أن قرار إعادة فرز الأصوات يضرّ بـ"الثقة" بالمؤسسات الرسمية وسيؤدي إلى "تغذية" التصويت لصالح اليمين المتطرف. ولقي قرار إعادة الفرز انتقاداً من الولايات المتحدة التي أعربت سفيرتها في بوخارست كاثلين كافاليتش عن أملها في ألا يهدّد أي قرار يصدر بين دورتي الاقتراع "صدقية العملية الانتخابية" ويلوّث "سمعة رومانيا شريكاً ديمقراطياً موثوقاً به".

(فرانس برس)