روسيا والنظام يحذران من استخدام الجرائم الكيميائية لتبرير ضربات

روسيا والنظام يحذران من استخدام الجرائم الكيميائية لتبرير ضربات عسكرية

17 ابريل 2021
موسكو تحاول إنقاذ النظام السوري (Getty)
+ الخط -

حذر مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، من تكرار سيناريو العراق في سورية، بعد اتهام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للنظام السوري، المتحالفة معه موسكو، بالمسؤولية عن هجمات وقعت باستخدام غاز السارين في مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، في فبراير/ شباط 2018.
وبات النظام السوري يستشعر خطر محاصرته أكثر فأكثر، من خلال ملف السلاح الكيميائي الذي استخدمه في هجمات متفرقة شنّها على مواقع مدنية في سورية، إذ يجهد اليوم مع حلفائه لتفنيد تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الثاني، الذي صدر قبل أيام، والذي اتهم النظام بشكل مباشر بتنفيذ هجمة باستخدام السلاح الكيميائي على مدينة سراقب.
وفي اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن، مساء أمس الجمعة، دعت موسكو إلى عقده من أجل مناقشة قضية الضغط السياسي على الدول النامية في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، حاول المندوب الروسي استغلال كلمة وزير الخارجية الأميركي الأسبق، كولين باول، التي ألقاها في شباط من العام 2003، وأكد فيها أن العراق "ينتهك حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل".
وأضاف نيبينزيا: "أعتقد أنه لا داعي للقول إنه في وقت لاحق، حتى المشاركون المباشرون في هذه المزاعم، اعترفوا بعدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق"، وذلك وفقا لما نقلت وكالة "تاس" الروسية.
واتهم المندوب الروسي الدول الغربية بأنها تريد إقناع العالم بأن النظام السوري مذنب بجميع الخطايا المميتة، بما في ذلك انتهاك نظام منع انتشار الأسلحة الكيميائية.
من جانبه قال مندوب النظام السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، إن مشروع القرار الفرنسي المقدم إلى مؤتمر الدول الأطراف في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية "يشكل مخالفة جديدة لاتفاقية الحظر"، ويروج "لاستنتاجات كاذبة بهدف خلق ذرائع لارتكاب أعمال عدوانية ضد سورية".
وزعم مندوب النظام أن قيام الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بممارسة الضغوط لإنشاء فريق التحقيق وتحديد الهوية هو سعي "لاستهداف سورية عبر تحويل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى منصة لتمرير سياستها العدوانية".
وعلى صعيد محاصرة النظام لاستخدامه السلاح الكيميائي، سيواجه النظام في 20 إبريل الحالي، احتمالاً كبيراً بتجميد عضويته في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إذ كانت فرنسا قد قدمت، خريف العام الماضي، مسودة قرار بالنيابة عن 46 دولة عضواً في المنظمة لتعليق حقوق وامتيازات سورية (النظام) في المنظمة، على أن يتم التصويت على هذا المشروع خلال اجتماع كامل للدول الأعضاء في المنظمة في لاهاي، الثلاثاء المقبل.

إعادة تعويم نظام بشار الأسد
وحول دلالة وتوقيت هذه التصريحات ومغزاها رأى الكاتب والمحلل السياسي السوري، درويش خليفة، في تصريح لـ "العربي الجديد" أن "الدبلوماسية الروسية تحاول بكل ما تملك من أدوات أن تعيد تعويم نظام بشار الأسد"، مضيفا أن "تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي أكد استخدام قوات النظام للسلاح الكيميائي جاء في وقت قاتل ويتزامن مع ترشيح رئيس النظام السوري بشار الأسد للانتخابات الرئاسية القادمة لذلك كان من الضروري أن يدحضوا كل هذه التهم".
وأشار إلى أن مندوب روسيا حاول استخدام ورقة العراق للدفاع عن النظام وهو أمر "خاطئ" لأن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية "واضح ومدعوم بالأدلة من قبل تقنيين".
سورية ساحة تجربة للأسلحة الروسية
في سياق آخر، قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إن العمليات العسكرية الروسية في سورية ساعدت جيش بلاده على فحص الأسلحة، واتخاذ خطوات حقيقية نحو تطويرها.
ووصف شويغو بحسب ما نقلت وكالة "سبوتينك" الروسية العمليات الروسية لجيش بلاده بأنها "علامة فارقة منفصلة"، و"انطلاقة حقيقية" أعطت الجيش الروسي خطوة جادة ونوعية إلى الأمام بحسب وصفه.
وتابع: "جعل ذلك (العمليات العسكرية) من الممكن اختبار الأشخاص والأسلحة ونظام التدريب القتالي بأكمله. لكن الشيء الرئيسي، بالطبع، هو العودة وإحياء تلك الروح القتالية الروسية التي لا تضاهى".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وسبق أن صرح وزير الدفاع الروسي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بأن الحرب في سورية أصبحت اختبارا لفعالية كافة أسلحة الجيش الروسي تقريبا، موضحا أن قادة كافة الوحدات العسكرية الكبيرة في الجيش الروسي شاركوا بالمعارك "في ظروف الأعمال القتالية الحديثة".