استمع إلى الملخص
- ندد الرئيس الأوكراني زيلينسكي بالهجمات الروسية، مشيراً إلى إطلاق 117 مسيرة متفجرة على مدن أوكرانية، ودعا حلفاءه للضغط على الكرملين وفرض عقوبات إضافية.
- من المقرر أن يستقبل الرئيس الفرنسي ماكرون زيلينسكي قبل قمة لضمان اتفاق سلام محتمل، وتقود فرنسا والمملكة المتحدة مبادرة لتشكيل "تحالف الراغبين" لتقديم ضمانات أمنية.
أعلنت كل من روسيا وأوكرانيا عن تعرّضهما لهجمات بالطائرات المسيرة خلال الليل، على الرغم من إعلان الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، عن التوصل إلى اتفاقيتين منفصلتين مع الدولتين لوقف هجماتهما في البحر الأسود واستهداف منشآت الطاقة، عبر فرض هدنة مؤقتة تستمر لمدة 30 يوماً. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الأربعاء، إن روسيا مستمرة في التواصل مع الولايات المتحدة وراضية عن التقدم المحرز حالياً في المحادثات بين البلدين، في حين اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن موسكو لا تسعى إلى "سلام حقيقي".
وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، إنّ وحدات الدفاع دمّرت تسع طائرات مسيرة أوكرانية، ليل الثلاثاء الأربعاء، اثنتان منها فوق مياه البحر الأسود. وفي حين لم يصدر أي تعليق على الفور من مسؤولين أوكرانيين، لم تعلن موسكو عن إصابات في البحر الأسود أو منشآت الطاقة. وأعلن حاكم منطقة بيلغورود الحدودية الروسية، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، أنّ هجوماً بطائرات مسيرة أوكرانية خلال الليل أدى إلى إصابة مدني وتسبب في أضرار طفيفة بأحد الأبنية السكنية، وذكرت وزارة الدفاع الروسية على تطبيق تليغرام أن خمس طائرات مسيرة جرى تدميرها فوق منطقة بيلغورود.
وعلى الجهة الأوكرانية، شنت روسيا هجوماً ليلياً بطائرات مسيرة على ميناء ميكولايف الأوكراني، الذي يتيح للبلاد فرصة الوصول إلى البحر الأسود، وقصفت مدينة كريفي ريه، في ما وصفه مسؤولان أوكرانيان، اليوم الأربعاء، بأنه أكبر هجوم بطائرات مسيرة على المدينة خلال الحرب. وقال رئيس بلدية ميكولايف إنّ المدينة شهدت انقطاعات طارئة للكهرباء في وقت مبكر من صباح اليوم، في حين أعلن حاكم المنطقة تدمير سبع طائرات مسيرة فوق المنطقة ليلاً. ولم يتضح بعد ما إذا كان انقطاع الكهرباء إجراء احترازياً أم نتيجة للهجوم على ميكولايف.
وقال أولكسندر فيلكول، رئيس الإدارة العسكرية في مدينة كريفي ريه، في وسط أوكرانيا، إن حرائق اندلعت وتضررت مبان في هجوم روسي لم يسفر عن قتلى. وكتب فيلكول على "تليغرام": "يبدو أن المحتلين يريدون السلام بهذه الطريقة"، واصفاً الهجوم بأنه الأكبر بطائرات مسيرة على المدينة خلال الحرب، وأضاف: "الأهم من ذلك هو أنه لم يقع قتلى أو جرحى". ولم تتمكن وكالة رويترز من التحقق بشكل مستقل من التقارير الواردة من ميكولايف وكريفي ريه، ولم يتضح بعد حجم الهجوم على كريفي ريه وما استهدفه.
من جهته، ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، بالهجمات الروسية المتواصلة مع إطلاق أكثر من مائة مسيرة خلال الليل، معتبراً أنها "إشارة واضحة" إلى أن موسكو لا تسعى إلى "سلام حقيقي"، وقال زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي إن "شن مثل هذه الهجمات واسعة النطاق بعد مفاوضات وقف إطلاق النار هو إشارة واضحة للعالم أجمع بأن موسكو لن تسعى إلى سلام حقيقي".
وأضاف أن الجيش الروسي أطلق "117 مسيرة" متفجرة على مدن وبلدات أوكرانية، ليل الثلاثاء الأربعاء، تشكل "117 دليلاً" على "الطريقة التي تستمر بها روسيا بإطالة أمد هذه الحرب"، وأكد أن "عدداً كبيراً منها أسقطته" الدفاعات الجوية الأوكرانية، لكنه أشار إلى "تضرر منازل ومتاجر ومنشآت مدنية" في منطقة سومي في شمال البلاد، فضلاً عن شركة في كريفي ريغ في الوسط. ودعا زيلينسكي حلفاءه إلى "الضغط" على الكرملين "لوضع حد للضربات الروسية" مطالباً "بالمزيد من العقوبات من جانب الولايات المتحدة.
في غضون ذلك، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية، إن انسحاب جميع القوات الروسية من أوكرانيا سيكون أحد الشروط الرئيسية لرفع العقوبات عن موسكو أو تعديلها. وجددت دول الاتحاد الأوروبي إطاري العقوبات من التكتل على روسيا لمدة ستة أشهر أخرى في نهاية يناير/ كانون الثاني وفي وقت سابق من هذا الشهر. وأضاف المتحدث "إنهاء العدوان الروسي غير المبرر في أوكرانيا والانسحاب غير المشروط لجميع القوات العسكرية الروسية من كامل أراضي أوكرانيا سيكون أحد الشروط الرئيسية لتعديل العقوبات أو رفعها".
وتوصلت الولايات المتحدة إلى اتفاقين منفصلين مع أوكرانيا وروسيا لوقف الهجمات البحرية والهجمات على مواقع الطاقة مع موافقة واشنطن على رفع بعض العقوبات المفروضة على موسكو. وقالت روسيا أمس الثلاثاء إن الولايات المتحدة وافقت على المساعدة في رفع سلسلة من العقوبات الغربية والقيود على الغذاء والأسمدة وشركات الشحن بوصف ذلك شرطاً مسبقاً للتوصل إلى اتفاق أمن الملاحة البحرية في البحر الأسود. وقال دبلوماسيون لوكالة رويترز إن أغلب القيود التي أدرجها الكرملين تتعلق بعقوبات وقيود فرضها الاتحاد الأوروبي.
يأتي ذلك فيما من المقرر أن يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيلينسكي، مساء اليوم الأربعاء، قبل قمة للدول الراغبة في المساعدة في ضمان التوصل لاتفاق سلام محتمل بين أوكرانيا وروسيا. وتقود فرنسا والمملكة المتحدة مبادرة لتشكيل ما يسمى "تحالف الراغبين" والذي من المقرر أن يتكون من دول مستعدة لتقديم ضمانات أمنية في حالة وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.
ومن المقرر أن يتم الانتهاء من صياغة المبادرة خلال قمة تعقد في باريس، غداً الخميس، ويدرس حلفاء أوكرانيا الغربيون مراقبة منطقة منزوعة السلاح محتملة على الحدود بين روسيا وأوكرانيا، وسيتم ذلك بشكل أساسي من الجو بمساعدة وسائل تقنية كالأقمار الاصطناعية والطائرات المسيرة. كما يمكن نشر وحدات بحرية لمراقبة حرية الملاحة في البحر الأسود.
وكانت موسكو وواشنطن قد أعلنتا، أمس الثلاثاء، عن التوصل إلى اتفاق يهدف إلى الحد من التصعيد العسكري عبر فرض هدنة مؤقتة تستمر لمدة 30 يوماً، فيما أعلنت أوكرانيا لاحقاً موافقتها على الاتفاق. وتشمل الهدنة وقف الضربات على منشآت الطاقة في روسيا وأوكرانيا. ويأتي هذا الاتفاق، الذي جرى التفاوض عليه بوساطة أميركية، في ظل تصاعد الهجمات التي استهدفت البنية التحتية للطاقة في كلا البلدين، ما أدى إلى تداعيات واسعة على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)