روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بقصف منشآت الطاقة رغم الاتفاق

02 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 14:21 (توقيت القدس)
منشأة طاقة تضررت من جراء قصف روسي على خاركيف، 10 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا مع تبادل الاتهامات بشن هجمات على البنية التحتية للطاقة، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء في مناطق مختلفة، رغم وجود اتفاق مبدئي على هدنة في البحر الأسود.

- يسعى الرئيس الأوكراني زيلينسكي للحصول على ضمانات أمنية من حلفائه، مع خطط لاجتماع مع ممثلين دوليين لتشكيل قوة عسكرية أجنبية في أوكرانيا، وسط معارضة روسية شديدة.

- الصراع المستمر يتسبب في خسائر بشرية ومادية، حيث تواصل الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة، بينما تعلن أوكرانيا عن تدمير معدات عسكرية روسية كبيرة وارتفاع عدد القتلى والجرحى.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، إن روسيا تشن هجمات "متعمدة" على بنى تحتية للطاقة في أوكرانيا، ودعا حلفاءه إلى زيادة الضغط على موسكو لوقف غزوها. وقال زيلينسكي على منصة إكس: "جولة أخرى من الضربات المتعمدة وإلحاق ضرر بمنشآت طاقة... ضربت طائرة مسيّرة محطة فرعية في منطقة سومي، وتضرر خط كهرباء بنيران المدفعية في نيكوبول بمنطقة دنيبرو"، مضيفا أن الضربات حرمت الآلاف من الكهرباء.

من جهتها، اتهمت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، أوكرانيا بمهاجمة البنية التحتية الروسية للطاقة مرتين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وأضافت الوزارة أن أوكرانيا شنت هجمات بطائرات مسيّرة ونفذت قصفاً مدفعياً على منشآت في منطقة كورسك الروسية، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي.

واتفقت موسكو وكييف من حيث المبدأ على هدنة في البحر الأسود عقب محادثات مع مسؤولين أميركيين في وقت سابق من شهر مارس/ آذار الفائت، لكن روسيا حذّرت لاحقاً من أن الهدنة لن تدخل حيز التنفيذ حتى ترفع الدول الغربية عدداً من العقوبات. ورفضت روسيا اتفاقاً شاملاً ووافقت على هدنة تقضي بوقف الضربات على مواقع الطاقة، إلا أن الاتهامات باستهداف منشآت للطاقة ما زالت قائمة بين كلا الجانبين.

ويأتي ذلك بينما أعلن زيلينسكي أمس الثلاثاء أنه سيجتمع يوم الجمعة القادم مع ممثلين عن مجموعة صغيرة من الدول المستعدة للمساهمة في فرقة عسكرية أجنبية في أوكرانيا، وذلك في وقت تسعى كييف جاهدة إلى الحصول على ضمانات أمنية في إطار أي اتفاق سلام مع روسيا.

وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أنه ينتظر إجابات "أكثر واقعية" من حلفاء كييف بشأن استعدادهم للمساهمة في مثل هذه القوة، وهي مبادرة تعارضها روسيا بشدة. وتابع: "في ما يتعلق بمسألة نشر قوة عسكرية، سنعقد اجتماعا يوم الجمعة. سيكون اجتماعا لفرقنا العسكرية، وعدة دول، ومجموعة محدودة من الدول التي ستكون مستعدة لنشر قوة عسكرية بشكل أو بآخر". وأوضح زيلينسكي أن القوة ستشمل عنصرا بريا وعنصرا جويا ووجودا بحريا.

وقال زيلينسكي عن اجتماع الجمعة: "سيكون هذا أول اجتماع معمق، (قبل ذلك) كانت هناك مشاورات. أعتقد أننا سنرى بعض التوضيحات وبعض التفاصيل". وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أول من أمس الاثنين إن قادة عسكريين من بريطانيا وفرنسا وأوكرانيا سيجتمعون في الأيام المقبلة للبناء على "الزخم الحقيقي" في الجهود الرامية إلى تعزيز أمن أوكرانيا.

أوكرانيا: مقتل شخص وإصابة آخرين في هجوم شنته روسيا

في السياق، قال مسؤولون بمناطق أوكرانية، اليوم الأربعاء، إن شخصا واحدا على الأقل قُتل وأُصيب عدة أشخاص، بينهم رضيع وطفل يبلغ من العمر سبع سنوات، في هجمات بطائرات مسيّرة شنتها روسيا الليلة الماضية على أوكرانيا. وقال حاكم منطقة زابوريجيا الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا في منشور على تطبيق تليغرام إن مدنيا يبلغ من العمر 45 عاما قُتل وأُصيب اثنان آخران في غارة على بلدة قرب خط الجبهة. وقال مسؤولون إن رضيعا وطفلا وستة مدنيين آخرين أصيبوا في هجوم روسي بطائرات مسيّرة على خاركيف، فيما يبدو أنه الأحدث في سلسلة من الهجمات على المدينة غير البعيدة عن الحدود الروسية.

وقال إيجور تيريخوف، رئيس بلدية خاركيف، في منشور على تطبيق تليغرام: "15 غارة بطائرات مسيّرة شُنت على خاركيف... لدينا معلومات عن وجود أربعة مصابين، اثنان منهم أطفال". وقال أوليه سينيوبوف حاكم منطقة خاركيف الأكبر، التي تعد مدينة خاركيف المركز الإداري لها، إن رضيعا يبلغ من العمر تسعة أشهر وطفلا يبلغ من العمر سبع سنوات من بين المصابين.

ولم يتضح على الفور النطاق الكامل للهجوم الروسي على أوكرانيا، لكن البحرية الأوكرانية قالت في منشور على تطبيق تليغرام إن قواتها البحرية دمرت ست طائرات مسيّرة في جنوب أوكرانيا. وقالت القوات الجوية الأوكرانية في وقت لاحق اليوم إن روسيا أطلقت 74 طائرة مسيّرة في هجوم الليلة الماضية. ووفقا لبيان نُشر على تطبيق تليغرام، أسقطت القوات الجوية 41 طائرة مسيّرة، ولم تصل 20 طائرة مسيّرة أخرى إلى أهدافها نتيجة للتشويش الإلكتروني على الأرجح. ولم يذكر البيان مصير الطائرات المسيّرة المتبقية وعددها 13. وكثفت روسيا أخيرا ضرباتها على خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، حيث أسفرت هجماتها في مطلع الأسبوع عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة عشرات المدنيين.

كييف: ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي

إلى ذلك، أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير/شباط 2022، إلى نحو 918 ألفا و180 فردا، من بينهم 1410 لقوا حتفهم، أو أصيبوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وجاء ذلك وفق بيان نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم)، اليوم الأربعاء.

وبحسب البيان، دمرت القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب 10515 دبابة، منها عشر دبابات أمس الثلاثاء، و21880 مركبة قتالية مدرعة، و25576 نظام مدفعية، و1347 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و1123 من أنظمة الدفاع الجوي. وأضاف البيان أنه جرى أيضا تدمير 370 طائرة حربية، و335 مروحية، و31505 طائرات مسيّرة، و3123 صاروخ كروز، و28 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و42687 من المركبات وخزانات الوقود، و3787 من وحدات المعدات الخاصة.

(وكالات، العربي الجديد)