استمع إلى الملخص
- نقلت روسيا الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى موسكو، حيث منح حق اللجوء، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات الروسية مع السلطة الجديدة في دمشق ودور روسيا وتركيا وإيران في سوريا ما بعد الأسد.
- تسعى الإدارة الجديدة في دمشق إلى بناء علاقة جديدة مع موسكو، متجنبة استفزاز القوات الروسية، ومؤكدة على أهمية التعاون المستقبلي.
أجلت روسيا جوا قسما من طاقمها الدبلوماسي في العاصمة السورية دمشق، اليوم الأحد، حسبما أعلنت موسكو بعد أسبوع من سقوط نظام حليفها بشار الأسد.
وقالت إدارة حالات الأزمات بوزارة الخارجية الروسية في بيان نشرته على تليغرام إنه "في 15 ديسمبر/كانون الأول، تم سحب قسم من طاقم التمثيل (الدبلوماسي) الروسي في دمشق على متن رحلة خاصة لسلاح الجو الروسي (...) غادرت من قاعدة حميميم الجوية" الواقعة على الساحل السوري.
وبدأت روسيا عملية إعادة تموضع لقواتها التي كانت تنتشر في أكثر من مكان ضمن الجغرافيا السورية، في خطوة قد تشير إلى أنها لا تنوي مغادرة البلاد سريعاً، وأنها متمسكة بقاعدتين لها في شرق المتوسط، رغم سقوط نظام الأسد الذي وقّع معها اتفاقيات تتيح لها البقاء فيهما لعقود. وأوردت وكالة "رويترز"، أمس السبت، عن أربعة مسؤولين سوريين قولهم إن موسكو تسحب قواتها من خطوط المواجهة في شمال سورية ومن مواقع في جبال العلويين على الساحل السوري، لكنها لم تغادر قاعدتيها الرئيسيتين في سورية، وهما قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية ومنشأة طرطوس البحرية.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قد قال لشبكة "إن بي سي نيوز"، في مقابلة بُثت الثلاثاء الفائت، إنّ روسيا نقلت الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى موسكو بشكل آمن للغاية، بعد إطاحته من قبل المعارضة. وقال الكرملين، يوم الاثنين الفائت، إنّ الرئيس فلاديمير بوتين اتخذ قراراً بمنح الأسد حق اللجوء في روسيا.
ومع سقوط الأسد ومغادرته إلى موسكو، تابعت روسيا عن كثب تطورات الوضع الراهن على الأرض، وسط تساؤلات عدة فرضت نفسها في ما يتعلق بمستقبل أدوار روسيا وتركيا وإيران في سورية ما بعد الأسد، وعلاقة موسكو مع من سيتولى زمام السلطة في دمشق، ولعل الأهم مصير القواعد العسكرية الروسية في الساحل السوري التي أسس الكرملين من خلالها موطئ قدم في المياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط.
ويبدو أن الإدارة الجديدة في دمشق لا تريد الاصطدام مع الجانب الروسي، بل تسعى إلى "بناء علاقة جديدة" مع موسكو، وفق قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع. وقال الشرع، في تصريحات صحافية، أمس السبت، إن "الفصائل المنضوية في الإدارة حاولت الابتعاد عن استفزاز الروس وإعطاءهم فرصة لإعادة تقييم العلاقة معها". وأضاف: "كان بإمكاننا ضرب القواعد الروسية في سورية، لكننا فضلنا بناء علاقات جيدة. حاولنا موازنة الأمور مع روسيا وأرسلنا رسائل لها، وأعطينا فرصة من أجل بناء علاقة جديدة".
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)