روسيا تشن حملة جديدة على البادية السورية إثر مقتل أحد جنودها

روسيا تشن حملة جديدة على البادية السورية إثر مقتل أحد جنودها

13 سبتمبر 2021
انطلقت الحملة العسكرية فجر الإثنين من 4 محاور (Getty)
+ الخط -

حصل "العربي الجديد" على معلومات من وحدات الرصد والمتابعة، التابعة للمعارضة السورية، تُفيد بأن القوات الروسية أطلقت حملة تمشيط واسعة من أربعة محاور في البادية السورية، التي يُسيطر عليها النظام، خلال الساعات الماضية، ضد خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك عقب مقتل جندي لها خلال الأيام الماضية، إثر انفجار لغم أرضي مضاد للدروع زرعته خلايا التنظيم في بادية مدينة السخنة، شرق محافظة حمص.

وأوضحت المصادر أن "الحملة العسكرية، التي انطلقت فجر الإثنين، تبدأ من 4 محاور؛ المحور الأول يبدأ من قرية رسم النفل باتجاه بادية خناصر بريف حلب الجنوبي، والمحور الثاني يبدأ من المنطقة الواقعة شرق طريق أثريا في بادية محافظة حماة باتجاه قرية صفيان بريف الرقة الجنوبي الغربي، والمحور الثالث يبدأ من محيط منطقة دبسي عفنان باتجاه منطقة الرصافة وجبل الحباري، جنوب غرب محافظة الرقة، والمحور الرابع يبدأ من منطقة الرصافة وصولاً إلى محيط حقل (شاعر) للغاز، شمال غرب مدينة تدمر، في ريف حمص الشرقي".

وأكدت المصادر أن "الرتل العسكري، الذي انطلق صباح الإثنين من قرية رسم النفل بريف حلب الجنوبي بقيادة القوات الروسية ومشاركة من (الفرقة 25 مهام خاصة)، المدعومة من روسيا، إلى جانب قوات من الحرس الجمهوري التابعة للنظام، يتألف من 7 كاسحات ألغام وفرق مختصة من القوات المذكورة أعلاه مخصصة لكشف وفك الألغام، بالإضافة لـ6 راجمات صواريخ من نوع (غراد)، و10 مدافع ميدانية مختلفة محملة على سيارات شحن، و20 دبابة وعربة (بي ام بي) من طرازات متنوعة، وعربات مدرعة روسية، و35 سيارة دفع رباعي مزودة برشاشات متوسطة، بالإضافة لما يقارب الـ15 مدفعاً من عياري (37 و57) محملة على سيارات عسكرية".

وأضافت المصادر أن "ما يزيد عن 5000 آلاف مقاتل من قوات "الفرقة 25 مهام خاصة"، ومليشيا القاطرجي، ومليشيا لواء فاطميون الأفغاني، وقوات حزب الله اللبناني، ومليشيا لواء الباقر المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى فرق هندسة من الحرس الجمهوري، والفيلق الخامس، والحرس الثوري الإيراني، والقوات الروسية، جميعهم يشاركون في هذه الحملة التي تعتبر الأوسع والأضخم منذ بداية العام الحالي"، مُشيرةً إلى أن "خمس مروحيات روسية تشارك أيضاً بالحملة للتغطية على القوات الموجودة على الأرض، إلى جانب طائرات حربية روسية من طراز سوخوي - 35 أقلعت من قاعدة حميميم الجوية في منطقة جبلة، شرق محافظة اللاذقية".

وأشارت المصادر إلى أن "الهدف من الحملة العسكرية، التي تشرف عليها قوات روسية موجودة على الأرض، هو إجراء تمشيط كامل، وهو الأخير لبوادي محافظات حماة وحلب والرقة، وتثبيت معسكرات وحواجز كبيرة، وتأمين حقول النفط الموجودة في منطقتي صفيان والرصافة، جنوب غربي محافظة الرقة، والانتقال بعدها إلى باديتي مدينتي السخنة وتدمر لتمشيطهما بشكل كامل، وتأمين الحقول النفطية الموجودة هناك وطرق الإمداد العسكرية والنفطية التابعة لقوات النظام والمليشيات والقوات المساندة له".

وتأتي الحملة العسكرية الروسية التي تعتبر الأكبر في البادية السورية منذ بداية العام الجاري، عقب مقتل جندي من قواتها في الـ9 من سبتمبر/أيلول الجاري إثر تفجير استهدف عربة مدرعة روسية في بادية السخنة، شرق محافظة حمص.

من جهته، قال العقيد مصطفى البكور، الناطق الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" المنضوي ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "رغم كل الجهد العسكري الذي بذلته روسيا وإيران والنظام في البادية السورية، إلا أنهم لم يستطيعوا الحد من خطر تنظيم "داعش"، حيث في كل يوم نسمع عن ضربات تتلقاها قوات الاحتلال الروسي والإيراني والأسدي، ويسقط منهم قتلى، ومنها العربة الروسية التي تم استهدافها منذ أيام وأدت إلى سقوط قتيل وجرحى روس"، مضيفاً "أما عن حملة التمشيط، فقد قامت روسيا وإيران والنظام  بحملات تمشيط سابقة ولم تحقق نتائج مهمة".

وأشار القيادي في المعارضة السورية إلى أنه "لا شك أن نشاط التنظيم في البادية السورية يقلق الروس والايرانيين والأسد، وهم ينظمون بين الفينة والأخرى عمليات تمشيط واستهداف بالطيران لما يعتقدون أنها خلايا أو أرتال تابعة للتنظيم، ويمكن أن نقول إنهم يحاولون إضعاف فعالية تنظيم داعش في البادية السورية".


اغتيال مسؤول أمني شرقي سورية


وقال الناشط أبو عمر البوكمالي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية أطلقوا النار من مسدس كاتم للصوت على الشاب محمد علي العمر المنحدر من قرية حريزة شرقي دير الزور، وهو مسؤول أمني في قسم مكافحة الجريمة المنظمة في (الأسايش)، ما أدى لمقتله على الفور". وأضاف أن العمر قُتل أمام منزله بعد خروجه من مركز عمله، مؤكداً بحسب مصادر أهلية أن "المسلحين كانوا يراقبون الضحية، ولم يتعرف أحد على المسلحين رغم أنهم لم يكونوا ملثمين".

وأعلنت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) أنها ألقت القبض على عنصرين يتبعان لخلايا تنظيم "داعش" الإرهابي، مساء الإثنين، كانا ينشطان في ارتكاب الاغتيالات واستهداف النقاط الأمنية في ريف الحسكة، شمالي شرق البلاد.

وأضاف المكتب الإعلامي لـ "قسد" أن "أحد الإرهابيين المعتقلين يتزعم إحدى الخلايا النشطة في مدينة الحسكة وريفها، والتي تنشط في الاغتيالات والتخطيط لاستهداف النقاط الأمنية والعسكرية".

من جهة أخرى، أكدت مصادر محلية لـ "العربي الجديد" أن طائرة مروحية تابعة للقوات الروسية حلقت بعلو منخفض، ظهر الإثنين، فوق سماء مدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني" المعارض والحليف لتركيا ضمن "درع الفرات" شمال شرقي محافظة حلب.

وأوضحت المصادر أن "تحليق المروحية الروسية في سماء مدينة جرابلس تزامن مع تسيير دورية عسكرية مشتركة بين الشرطة العسكرية الروسية والقوات التركية، في الريف الغربي لمنطقة عين العرب (كوباني) شرق محافظة حلب".

وأعلنت وزارة الدفاع التركية في بيانٍ لها، مساء الإثنين، عن تحييد أربعة من عناصر من "قسد" شمال شرقي محافظة حلب. وقالت الوزارة في بيانها إن "تم تحييد أربعة إرهابيين من حزب العمال الكردستاني/ وحدات حماية الشعب الذين أطلقوا مضايقات على منطقة درع الفرات".