روسيا تسقط 221 مسيرة في هجوم أوكراني واسع

12 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 14:09 (توقيت القدس)
طائرة مُسيرة أوكرانية قرب الحدود الروسية، 9 أغسطس 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أسقطت روسيا 221 طائرة مسيّرة أوكرانية في هجوم واسع استهدف موسكو وسانت بطرسبرغ، وتعرض ميناء بريمورسك لهجوم أدى لاشتعال النيران في سفينة ومحطة ضخ.
- تزامنت الهجمات مع مناورات روسية-بيلاروسية أثارت استياء بولندا وليتوانيا ولاتفيا، مما دفعها لتعزيز الأمن وفرض قيود جوية، وعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً بعد خرق المجال الجوي البولندي.
- مدد الاتحاد الأوروبي العقوبات على روسيا، ونددت روسيا بخطط الدنمارك لاستضافة شركة أسلحة أوكرانية، بينما دعا وزير الطاقة الأميركي لتقليل الاعتماد على النفط والغاز الروسيين.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، أن قوات الدفاع الجوي التابعة لها، أسقطت 221 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليلة الماضية، في واحدة من أوسع الهجمات الجوية لكييف منذ اندلاع النزاع بين الطرفين قبل نحو ثلاث سنوات. وأوضحت الوزارة، عبر حسابها على تطبيق تليغرام، أن تسعا من هذه المسيّرات كانت تستهدف موسكو العاصمة، و28 مسيّرة أخرى كانت تستهدف مناطق في محيط مدينة سانت بطرسبرغ، ثاني كبرى المدن الروسية، شمال غربي البلاد.

في الأثناء، قال حاكم منطقة لينينغراد، ألكسندر دروزدينكو، إن هجوماً بطائرات مسيّرة على ميناء بريمورسك شمال غرب روسيا أدى إلى اشتعال النيران في سفينة ومحطة ضخ اليوم الجمعة، وهو أول هجوم بطائرات مسيّرة على واحدة من أكبر محطات تصدير النفط والوقود في البلاد. ومنذ أوائل أغسطس/آب كثفت أوكرانيا من هجماتها على البنية التحتية للطاقة في روسيا، بما في ذلك المصافي وخطوط الأنابيب، إذ لا تزال محادثات السلام متوقفة.

وقال دروزدينكو إنه تم إخماد الحريق الذي شب على متن سفينة في ميناء بريمورسك بمنطقة لينينغراد، دون تحديد هوية السفينة، وإنه ليس هناك خطر تسرب لمنتجات نفطية. وأضاف في منشور على تليغرام أنه تم تدمير أكثر من 30 طائرة مسيّرة فوق المنطقة، دون أن يشير إلى الحرب في أوكرانيا.

وأمس الخميس، قالت الإدارة المعينة من قبل روسيا لمحطة زابوريجيا النووية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية في أوكرانيا إن طائرات مسيرة أوكرانية شنت هجوما على مركز تدريب في المحطة. وأضافت إدارة المحطة أنه لم تقع إصابات، وأن المعلومات بشأن الأضرار المحتملة يجري استيضاحها.

وتأتي هذه التطورات في وقت باشرت فيه روسيا وبيلاروسيا مناورات عسكرية مشتركة واسعة النطاق. وتستمر مناورات "زاباد 2025" حتى يوم الثلاثاء المقبل، على الأراضي البيلاروسية. ووفقاً لرئيس إدارة التعاون العسكري الدولي، مساعد وزير الدفاع البيلاروسي لشؤون التعاون العسكري الدولي، فاليري ريفينكو، فإن الموضوع الرئيسي للمناورات سيكون الاستخدام المشترك للمجموعات العسكرية لضمان الأمن العسكري للدولة الاتحادية (تضم روسيا وبيلاروسيا).

وأعربت بولندا وليتوانيا ولاتفيا الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) والمجاورة لبيلاروسيا عن استيائها من هذه التدريبات المقامة قرب حدودها. وعززت الدول الثلاث التدابير الأمنية وفرضت قيوداً على الملاحة الجوية في بعض المناطق فيما أمرت وارسو بإغلاق تام لحدودها مع بيلاروسيا خلال التدريبات. وطلبت روسيا الخميس من وارسو "إعادة النظر بالقرار المتخذ (بإغلاق الحدود) في أسرع وقت" منددة بـ"إجراءات مواجهة".

وأمس الخميس أعلنت بولندا، أن مجلس الأمن سيعقد جلسة طارئة بعدما خرقت مسيّرات قالت وارسو إنها روسية مجالها الجوي. وأفادت وزارة الخارجية في منشور على "إكس" بأنه "بناء على طلب بولندا، سيعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً بشأن خرق روسيا المجال الجوي البولندي".

تقارير دولية
التحديثات الحية

وأثار توغل المسيّرات ليل الثلاثاء ــ الأربعاء في المجال الجوي البولندي والذي اعتبرته وارسو وحلفاؤها متعمدا في حين نفت موسكو ذلك، غضباً في بولندا ووصفته الدول الغربية بأنه استفزاز. ورأى رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن ما حصل كان الأقرب "إلى نزاع مفتوح" منذ الحرب العالمية الثانية. واستبعد الجمعة عبر منصة إكس ما لمح إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن عملية التوغل قد تكون خطأ بالقول "كنا نتمنى أيضا أن يكون هجوم المسيّرات على بولندا خطأ. لكن لم يكن كذلك. ونعرف ذلك".

ووصل وزير الخارجية البولندي إلى كييف الجمعة لإجراء محادثات أمنية. وأكد الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي أن الهدف من المناورات الروسية البيلاروسية "ليس دفاعيا بالتأكيد" و"لا تستهدف أوكرانيا وحدها".

من ناحية أخرى، قرر الاتحاد الأوروبي اليوم تمديد العقوبات التي فرضها على مئات المسؤولين والكيانات الروسية لاتهامها بدعم الحرب الروسية على أوكرانيا، على ما أفادت مصادر دبلوماسية. وتشمل العقوبات أكثر من 2500 شخص وكيان روسي، وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، ومن المفترض تمديدها كل ستة أشهر بإجماع الدول الـ27، وهي تنص على تجميد الأصول في الاتحاد الأوروبي ومنع الأشخاص من دخول أراضي التكتل.

من جهته، قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت اليوم إن الاتحاد الأوروبي يمكنه الاستغناء تدريجياً عن النفط والغاز الروسيين بشكل أسرع، مضيفاً أن ذلك سيكون مفيداً في إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأضاف رايت في كلمة خلال فعالية في بروكسل نظمها "مركز دراسات السياسة الأوروبية" للأبحاث أنه إذا لم يقم الاتحاد الأوروبي بإصلاح قوانينه المتعلقة بالميثان، فإنه سيحول دون تلقي واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة.

كما نددت روسيا اليوم بخطط الدنمارك لاستضافة شركة تصنيع أسلحة أوكرانية تنتج وقود الصواريخ بعيدة المدى، قائلة إن هذه الخطوة ستزيد من مخاطر التصعيد وتؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء في أوكرانيا. وأعلنت الحكومة الدنماركية الأسبوع الماضي عن الخطة، في أول توسع لشركة دفاع أوكرانية في الخارج. والشركة هي "فاير بوينت" لصناعة صواريخ فلامنغو، التي وصفها الرئيس الأوكراني بأنها أكثر أسلحة بلاده نجاحاً.

وسيقام مصنع الإنتاج بالقرب من قاعدة جوية دنماركية تستضيف أسطول البلاد من طائرات إف-16 المقاتلة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في إفادة صحافية إن هذه الخطوة تؤكد سياسة الدنمارك العدائية تجاه موسكو. وأردفت "هذه المخاطرة تؤكد النهج العسكري العدائي لكوبنهاغن بهدف تقويض جهود حل الأزمة في أوكرانيا بالوسائل السياسية والدبلوماسية". وأضافت أن الخطوة "تنذر بمزيد من التصعيد، وتظهر رغبة الدنمارك في إثراء نفسها عن طريق استمرار سفك الدماء في أوكرانيا".

تجدر الإشارة إلى أن روسيا وأوكرانيا تتبادلان منذ بداية الحرب، التي اندلعت في فبراير/شباط 2022، تقارير شبه يومية حول التقدم أو التصدي لهجمات متبادلة، دون إمكانية التحقق من مصداقية البيانات الصادرة عن كل طرف.

(وكالات، العربي الجديد)