وول ستريت جورنال: روسيا تسعى لإبرام اتفاق مع سورية للاحتفاظ بقواعدها العسكرية

06 مارس 2025   |  آخر تحديث: 09:33 (توقيت القدس)
بوتين يلقي كلمة خلال زيارته لقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، 11 ديسمبر 2017 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسعى روسيا للحفاظ على قواعدها العسكرية في سوريا عبر التفاوض مع السلطات السورية الجديدة، متضمنة مواضيع مثل الاستثمارات في الغاز والموانئ وتسليم مليارات الدولارات نقدًا.
- تشعر موسكو بفرصة لتحسين العلاقات مع الإدارة السورية الجديدة، حيث قامت بتسليم 23 مليون دولار للبنك المركزي السوري، مما يشير إلى تحسن العلاقات الاقتصادية.
- رغم العقوبات الغربية، تواصل روسيا دعم سوريا، حيث أكد بوتين استعداد بلاده لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي وتقديم المساعدات الإنسانية، مع مناقشة شروط الاتفاقيات السابقة.

قالت صحيفة وول ستريت جورنال، اليوم الخميس، إن روسيا تسعى للتوصل إلى اتفاقات مع السلطات السورية الجديدة تضمن لها الاحتفاظ بقواعدها العسكرية في البلاد، وذلك ضمن محادثات شملت جملة من المواضيع، بما في ذلك تسليم مليارات الدولارات نقدًا واستثمارات في حقول الغاز والموانئ، واعتذار من موسكو عن دورها في قصف المدنيين، وحتى طلب تسليم بشار الأسد، وهو الأمر الذي رفضته روسيا.

وأفاد أشخاص مطلعون على المفاوضات للصحيفة بأن المباحثات بدأت عندما وصل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، والمبعوث الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرينتييف إلى سورية في يناير/كانون الثاني الماضي، إذ كانت موسكو تسعى إلى التفاوض بشأن قاعدة حميميم الجوية والقاعدة البحرية الروسية في طرطوس، لكن المحادثات سرعان ما توسعت لتشمل علاقات اقتصادية أوسع.

وبحسب الصحيفة، فإن موسكو تشعر بوجود فرصة لتحسين العلاقات مع الإدارة السورية الجديدة، خاصة في ظل عدم تأكد حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من موقف إدارة ترامب بشأن سورية، وقلقها من تداعيات العقوبات الأميركية. وتشير الصحيفة نقلا عن مسؤولين أوروبيين وسوريين، إلى أن إحدى أولى الإشارات لتحسن العلاقات تسليم روسيا، الشهر الماضي، ما يعادل 23 مليون دولار بالعملة السورية إلى البنك المركزي في دمشق، مؤكدين أن موسكو طبعت أوراقا نقدية للاقتصاد السوري المتعطش للنقد بعدما رفضت معظم البلدان الأخرى ذلك خوفًا من العقوبات.

وجاء ضخ الأموال في وقت امتنعت فيه قطر والسعودية عن تقديم ملايين الدولارات من المساعدات المالية التي بحثتا تقديمها للإدارة الجديدة، إذ تنتظر الدولتان توضيحًا من واشنطن بشأن ما إذا كانت العقوبات الأميركية ضد القادة السوريين الذين يتولون السلطة الآن ستُرفع، كما يقول مسؤولون أوروبيون لـ"وول ستريت جورنال". بالمقابل، لا توجد تحفظات لدى روسيا بشأن هذا الأمر، وخاصة أنها تواجه عقوبات أميركية وأوروبية بسبب حرب أوكرانيا.

وقالت آنا بورشفسكايا، من معهد واشنطن ومختصة بالسياسة الروسية تجاه الشرق الأوسط، إن "ميزة روسيا في التفاوض مع سورية هي أنها لا تعوقها أي مخاوف أخلاقية ويمكنها تنفيذ القرارات دون الحاجة إلى إجماع".

ورغم الدور الأساسي الذي لعبته روسيا في مساندة نظام الأسد حتى قبل سقوطه بأيام، إلا أنها لم تخف رغبتها في الحفاظ على قواعدها ومصالحها الاقتصادية في هذا البلد بعد وقت قصير من إسقاط نظام الأسد. وفي 12 فبراير/ شباط الماضي، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري أحمد الشرع أول مكالمة هاتفية بينهما. وقال الكرملين في بيان حينها، إن بوتين أكد استعداد روسيا الدائم للمساعدة في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سورية، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية لسكانها.

وقالت الرئاسة السورية عقب المحادثة أيضًا، إن بوتين دعا وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى زيارة موسكو، وأشارت إلى أن بوتين قال أيضًا إن روسيا مستعدة لمناقشة شروط الاتفاقيات الموقعة بين روسيا ونظام الأسد، وهو مطلب رئيسي للحكومة السورية الجديدة، بحسب ما تنقل "وول ستريت جورنال" عن أشخاص مطلعين على المحادثات. وقال مسؤول سوري مطلع على المحادثات: "على الرغم من الفظائع التي ارتكبتها روسيا في القصف وتزويد النظام السابق بالأسلحة، فإن السوريين يريدون فتح صفحة جديدة".