استمع إلى الملخص
- شهدت كييف انفجارات متعددة، وأكد الرئيس زيلينسكي تزايد الهجمات الروسية، بينما ندد الرئيس الفرنسي ماكرون بالضربات ودعا لوقف إطلاق النار.
- توصلت موسكو وكييف لاتفاق لوقف الهجمات على منشآت الطاقة لمدة 30 يوماً، لكن الهجمات استمرت، مما أثار استياء كييف ودعوات لتشديد العقوبات على روسيا.
أعلنت وزارة الدفاع في روسيا اليوم الأحد، أن قواتها استهدفت خلال الليل منشآت صناعات عسكرية أوكرانية باستخدام أسلحة دقيقة بعيدة المدى وطائرات مسيّرة. وقالت الوزارة في بيان إن الهجوم تم من الجو والبحر باستخدام أسلحة دقيقة بعيدة المدى وطائرات مسيّرة. وأفاد البيان بأنه جرى استهداف قاعدة مركزية للمدفعية الأوكرانية ومرافق صناعية تنتج طائرات مسيّرة ضمن قطاع الصناعات العسكرية. وادعى البيان إصابة كل الأهداف وتدميرها.
وبحسب ما ذكرت "الأناضول"، شهدت العاصمة الأوكرانية كييف في الساعات الماضية عدة انفجارات. وقال رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو إن صواريخ سقطت في مواقع غير سكنية بمنطقتين مختلفتين من العاصمة، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
وفي بيان آخر، اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بمواصلة شنّ هجمات على البنية التحتية للطاقة في روسيا رغم الاتفاق المبرم مع الولايات المتحدة. وأشارت إلى أن أوكرانيا شنت خلال الساعات الـ24 الماضية هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت منشآت البنية التحتية للطاقة في مناطق بريانسك، وروستوف، وفارونيش داخل روسيا، إضافة إلى مواقع في شبه جزيرة القرم.
وذكرت الوزارة، أن خط كهرباء عالي الجهد في القرم تعرض لأضرار بسبب هجوم طائرة مسيرة أوكرانية، كما تعرض أحد خطوط كهرباء عالية الجهد في مقاطعة بريانسك لهجوم بطائرات مسيرة قتالية ما سبّب انقطاع التيار الكهربائي في منطقتي سيفسكي وسوزيمسكي. وفي مقاطعة روستوف أدى هجوم مسيرة أوكرانية على منشأة للطاقة إلى انقطاع خط كهرباء عالي الجهد، فيما ألحقت غارتان لمسيرات أوكرانية في مقاطعة فورونيج أضراراً بخط أنابيب فولاذي أرضي منخفض الضغط لتوزيع الغاز تابع لشركة غازبروم، بحسب البيان.
زيلينسكي يندد بتزايد هجمات روسيا
في الأثناء، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم تزايد الهجمات الجوية الروسية على بلاده، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحقيق تقدم نادر للغاية في منطقة سومي الأوكرانية الحدودية التي أرغمت قواتها على الانسحاب منها في ربيع 2022، بعد أشهر على بدء الحرب الروسية على أوكرانيا. ولم تعلق أوكرانيا على الأمر بعد، لكنها كانت تؤكد حتى الآن التصدي لمحاولات القوات الروسية تحقيق تقدم عبر الحدود في المنطقة.
واتهمت أوكرانيا الأحد روسيا بشن "هجوم ضخم" على أراضيها أوقع ما لا يقل عن قتيلين وسبعة جرحى في مناطق مختلفة. وكتب زيلينسكي على مواقع التواصل أن "عدد الهجمات الجوية يتزايد". وفي كييف حيث الهجمات نادرة بالإجمال، أفاد المتحدث باسم الإدارة العسكرية للعاصمة تيمور تكاتشنكو عن "مقتل شخص وإصابة ثلاثة، نقل اثنان منهم الى المستشفى". وأفادت خدمات الطوارئ في العاصمة بأن الضربات أدت الى اندلاع حرائق في مبانٍ غير سكنية، وألحقت أضرارا بمركز تجاري ومصنع للأثاث ومستودعات.
ودمر جزئيا مبنى يؤوي مكاتب الشبكات التلفزيونية العامة التي تبث برامج باللغات الأجنبية، وفق ما أفادت إحدى هذه الوسائل الإعلامية شبكة "فريدوم". وتسببت ضربات أخرى بسقوط قتيل في منطقة خيرسون (غرب) وثلاثة جرحى في منطقة خاركيف (شمال شرق) وخملنيتسكي (غرب)، بحسب السلطات المحلية.
وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد بـ"الضربات الدامية" التي شنتها روسيا في أوكرانيا، وكتب على منصة إكس: "يجب أن تتوقف هذه الضربات من جانب روسيا. ينبغي التوصل الى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت، إضافة إلى خطوات قوية إذا واصلت روسيا السعي الى كسب الوقت ورفض السلام".
وعقب اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في 18 مارس/ آذار الفائت، تم إعلان توصل موسكو وكييف إلى اتفاق يقضي بوقف الهجمات على منشآت البنية التحتية للطاقة لمدة 30 يوماً. وسبق للكرملين الإعلان أن الاتفاق مع الولايات المتحدة يتضمن وقف الهجمات على المنشآت مثل مصافي النفط وخطوط أنابيب الطاقة في كل من روسيا وأوكرانيا.
وتأتي الهجمات في وقت يدفع الرئيس الأميركي إلى وقف إطلاق نار جزئي في الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويسعى للتقرب من الكرملين. لكن وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا أكد أن "الرد الوحيد" لروسيا كان إطلاق "مزيد من الصواريخ والمسيرات والقنابل". وأكد زيلينسكي الأحد أن "الضغط على روسيا لا يزال غير كافٍ، والضربات الروسية اليومية على أوكرانيا تثبت ذلك". وتدعو أوكرانيا إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا، في حين تسعى موسكو لتخفيفها.
أثارت يد ترامب الممدودة لموسكو استياء في كييف حتى لو أن الرئيس الأميركي هدد بعد ذلك روسيا بعقوبات جديدة. وقال كيريل دميترييف المبعوث الخاص الاقتصادي لبوتين في مقابلة تلفزيونية نقلت الوكالات الروسية مقاطع منها،إنه من المحتمل إجراء اتصالات جديدة بين مسؤولين روس وأميركيين "الأسبوع المقبل"، من دون أن يوضح طبيعتها.
وتواجه كييف وضعاً صعباً على الجبهة حيث يحقق الجيش الروسي تقدما متواصلا. وأعلنت موسكو الأحد السيطرة على قرية باسوفكا في منطقة سومي في شمال شرق أوكرانيا، في تقدم نادر جداً في هذه المنطقة المحاذية للأراضي الروسية. وسبق أن أعلنت موسكو مطلع مارس/آذار السيطرة على قرية نوفينكي المجاورة، في أول تقدم لقواتها في المنطقة منذ انسحابها منها في ربيع 2022.
ودان زيلينسكي الأحد في كلمته اليومية إلى الأوكرانيين عدم ورود "رد" روسي على اقتراح وقف إطلاق النار الأميركي. وقال: "أوكرانيا قبلت الاقتراح الأميركي حول وقف إطلاق نار تام وغير مشروط. بوتين يرفض. ننتظر من الولايات المتحدة أن ترد، حتى الآن لم يكن هناك رد".
وتشن أوكرانيا هجمات على روسيا بين الحين والآخر رداً على الهجوم الذي تواصله موسكو على أراضيها منذ 2022. ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.
(الأناضول، قنا، فرانس برس، العربي الجديد)