استمع إلى الملخص
- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينتقد تصريحات ماكرون حول توسيع المظلة النووية الفرنسية، مشيراً إلى محاولات العودة إلى زمن نابليون.
- لم يتم التوصل إلى اتفاقات بشأن إشراك الصين في المفاوضات، رغم العلاقات الطيبة بين موسكو وبكين، وتاريخ الاتفاقيات النووية بين الولايات المتحدة وروسيا يشهد توترات جديدة.
أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، على ضرورة الحوار بين روسيا والولايات المتحدة بشأن نزع السلاح النووي مع مراعاة مصالح البلدين والأمن الدولي على حد سواء. ودعا إلى مشاركة القوتين النوويتين الأوروبيتين؛ بريطانيا وفرنسا، في المفاوضات، على ضوء دعوة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى مناقشة تأمين الدول الأوروبية الأخرى بواسطة الأسلحة النووية الفرنسية.
وفي معرض تعليقه على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدء مفاوضات نزع السلاح النووي مع موسكو، قال بيسكوف في تصريحات صحافية: "في إطار هذا الحوار، لا مجال للنأي بالنفس عن الترسانات النووية الأوروبية، ولا نزال على قناعة بأنّ أهمية وضع هذه الترسانات في الحسبان، ازدادت اليوم نظراً للتصريح الأخير للسيد ماكرون بشأن عزم فرنسا توسيع مظلتها النووية لضمان أمن الدول الأوروبية. وسارعت بعض الدول الأوروبية، كما سمعنا أمس، لدعم هذه الفكرة. لذلك نعم، لا يمكن للترسانات النووية الأوروبية أن تكون خارج قضايا مثل هذه الاتصالات".
وكان ماكرون قد قال، أول أمس الأربعاء، إنّ باريس منفتحة على مناقشة توسيع الحماية التي توفرها ترسانتها النووية لشركائها الأوروبيين في مواجهة التهديد الروسي لأوروبا. ومن جهته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، في معرض تعليقه على تصريحات ماكرون: "لا يزال هناك أشخاص يريدون العودة إلى زمن نابليون، وهم ينسون كيف انتهى الأمر".
ونفى بيسكوف التوصل إلى أي اتفاقات بعينها بشأن إشراك الصين في مفاوضات نزع السلاح النووي، مضيفاً: "لنا علاقاتنا الطيبة مع الصين والتي نطورها، ونجري الحوار بشأن كافة قضايا الاستقرار الاستراتيجي، وسنوسع هذا الحوار. الأميركيون لهم علاقاتهم مع الصين وبالطبع عليهم تحديد موقفهم مع أخذ موقف بكين بعين الاعتبار. حتى الآن لم تنعقد أي مفاوضات بعينها، وحتى الآن لا تصور لموعد إجراء مثل هذه الاتصالات".
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي و من ثم وريثته روسيا قد وقّعا على عدة اتفاقيات في مجال تقليص الأسلحة النووية، بما فيها معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية "ستارت-1" في عام 1991 والتي انتهى سريان مفعولها في عام 2009، و"ستارت-2" (أبرمت في عام 1993 ولم تدخل حيز التنفيذ)، و"ستارت-3" في عام 2010. ورغم تمديد "ستارت-3" بعيد تنصيب الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، في بداية عام 2021 لمدة خمس سنوات، إلا أنّ بوتين أعلن في فبراير/ شباط 2023 عن تعليق العمل بالمعاهدة، وذلك بموازاة حلقة جديدة من تدهور العلاقات على ضوء الدعم الأميركي المقدم لأوكرانيا في تصديها للغزو الروسي لأراضيها منذ فبراير/ شباط 2022.